ما لا يعرفه أكثر اصدقائي أن الوالد رحمه الله كان من المعمرين، فقد ناهز عمره المئة سنة، وكان على هذا الأساس قد جرب الحياة في ظل ثلاث ثقافات، البادية وحياة التنقل، والريف وحياة الزراعة، ثم المدنية وضجيج بغداد وتعقيدات الحياة فيها. وبالنسبة لاي مهتم بالانثروبولوجيا، يمثل هذا النموذج من الناس كنزاً ثميناً، وكم أنا سعيد لأنني بدأت منذ 2004 اسجل معه احاديث موثَّقَة، وهكذا فلدي مادة اثنوغرافية هائلة، ازعم أن لو استثمرتها فستكون مشروعاً انثروبولوجياً مهماً.
المهم اريد اليوم ان انقل لكم احدى تجاربه الطريفة، فقد حدثني يوماً أن أحد اصدقائه كان مبتلى بامرأة سليطة اللسان، لا تترك فرصة تمر دون ان تتشكى امامه من سوء احوالهم المعيشية، وتوبخه وتتشاجر معه وهي تُسْمعه ابشع عبارات الشتم. وفي يوم من الايام ـ أكمل الوالد ـ شكى لي مصيبته، فنصحته أن يدَّعي أمامها الطرش، ولا يتفاعل الا مع الاحاديث التي تعجبه، فاستبشر بالفكرة حال سماعها، وغادرني مسرعاً، ثم عاد لي بعد أيام وهو يمشي بخيلاء المنتصر، ولما سألته عن النتيجة أجابني: ألف رحمة على روح موتاك، كمت كلما اسمعها تهذي اسألها: اشلون؟ علّيّ حسچ ولچ ما اسمع زين.. وهيه من تسمعني اتصيح بوجهي: ها يَمَصْيوب صرت أطرش؟ وآني اجاوبها: أفرش؟ ولچ شأفرش؟ چا موش هذا الفراش مفروش؟ وهيه تكوم تنكز وتصيح بعلو حسها: ولك اكلك الله ياخذك ويخلصني من مصايبك، وآني اجاوبها على كيفي: نسايبي؟ چا موش كتلچ هذاك اليوم مريت الهم ويسلمون عليچ؟
ويا خوية يا محسن هسه حسها طبّك من كثر الصياح وألله خلصني من درمتها.
يوم سمعت هذه الحكاية شعرت بأنها تنطبق على حال العراقيين، وعرفت فوراً أن المرأة سليطة اللسان تشبهنا نحن الاعلاميين الذين لم يسلم من صراخنا ابيض ولا اسود، لكنني احترت، بمن يشبه الزوج الاطرش؟.. فمن تختارون أنتم ممثلاً جيداً لهذا الدور "اللئيم"؟
من هو اللئيم بيننا؟
[post-views]
نشر في: 3 مايو, 2013: 09:01 م
جميع التعليقات 5
خليلو...
والله لاأختار واحداً يمثلها وإنما أكثر من واحد وإذا سألتني عنهم أقول:محمود الحسن..عباس البياتي.مريم الريس وعلى رأسهم كبيرهم.صدَقني أنا شخصيَاً في هذه الحالةأُسكت أل tv وأكتفي بمشاهدة الكوميديا وبس...
gileel
السلام عليكم -خيرا فعلت بوصف العلاميين بسليطي اللسان -مع تقديري لكل اعلامي شريف -لكن مانراه اليوم -من بعض العلاميين -ليس فقط هذا بل اصبحوا اداة بيد بعض الموسسات الاعلامية -واقصد هنا العراقين بالذات -فالبلد يمر بظروف صعبة -وهم كل مايشغلهم الحصول على اوسع ش
رمزي الحيدر
الله .
حنظلة
أزواجنا كثر وجميعهم طرشان. واللؤم طبع فيهمُ ، لم يأخذوه عن الملقن والولي /أو الصديق إذا أردت ؛وأنت تعلم من يكون ( مع احترامي لذكرى الوالد طاب مثواه). وأشدهم لؤما أصحاب السيادة والمعالي ومثلث دولة الرؤساء...تحياتي
كاطع جواد
الاعلام اكيد يخاطب جهتين هما الشعب والحكومة فالناس قد ملت من كثرة الفضائيات وكثرة الكلام من قبيل حلحلة الأزمة وفي طريقها الى الحل والمحاصصة والشراكة الوطنية وووو حتى أصيبت الناس بالطرش ليس لئما ولكن حقيقية ، اما المسؤولين فقد أصيبوا بالإدمان حتى لم يعد يؤ