TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > خسارة "العالم"

خسارة "العالم"

نشر في: 3 مايو, 2013: 09:01 م

على طاولة مكتبي أجد كل صباح اثنتي عشرة صحيفة محلية يومية يوفّرها لي مكتب التوزيع في مؤسسة المدى. ومن يوم الخميس الفائت تراجع العدد الى احدى عشرة، فقد توقفت عن الصدور صحيفة "العالم" التي من أجلها أكتب عمود اليوم.
بالنسبة لي لم تكن "العالم" كسائر شقيقاتها .. كانت تاجهن في الواقع في رأيي المتواضع، فهي الصحيفة الاولى التي أحرص على أن أستلها من بين دزينة الصحف الموضوعة على مكتبي . صحيفتي، "المدى"، تأتيني صفحاتها في صيغة "بروف" بحجم A3 في اليوم السابق ليوم الصدور، وفي آخر المساء غالباً ما أتصفح معظم صفحاتها عبر الموقع الالكتروني، وفي الصباح التالي أكتفي عادة بتقليب صفحاتها على عجل للاطمئنان على عدم وقوع أخطاء في العناوين والصور اثناء الطباعة. أما "العالم" فيستغرق تصفحي لها وقراءة  عناوينها وبعض أخبارها وتقاريرها ومقالاتها وقتاً طويلاً نسبياً.
لماذا؟ لأن هذه الصحيفة منحتني خلال السنتين الماضيتين الشعور بانها المنافس الرئيس ل"المدى" .. هي تنافسها في مهنيتها .. في تحريرها الجيد، حتى انني في أحيان غير قليلة كنت "أعيّر" محرري "المدى" بما تحققه " العالم" من سبق في قصصها ومن جودة في التحرير.
"الآن العالم" أصبحت في خبر كان .. والآن فانني أشعر بالخسارة مرتين، مرة لأن صحيفة جيدة قد طويت صفحتها وهي بعد يانعة، بينما يتزايد عدد الصحف الرديئة التي تعرف في ميدان عملنا بالصحف الصفراء، ومرة أخرى لأن منافساً نبيلاً  ل"المدى" لم يعد له وجود في الساحة، يحضّ ويحرض على مباراته.
الصحافة الجيدة من مستلزمات التحضر والتمدن والتطور، بخلاف الصحافة الرديئة التي تساهم في تكريس القيم المتخلفة وتشيع الافكار الرديئة.
صحافتنا تعاني من جوانب ضعف كثيرة وتواجه عقبات وصعوبات جمة على الصعيد المهني وعلى صعيد حرية التعبير، وكنا ولم نزل نتطلع الى صحافة مهنية رصينة تنهض بمهمة توعية مجتمعنا المتخلف عن طريق النشر الحر للمعلومات المتاح الوصل الحر اليها.
"العالم" التي يقف وراء قصة نجاحها وتميزها مجموعة من الصحفيين الشباب الاذكياء والطموحين اجتمعوا حول مستثمر مغامر، وربما مقامر باختياره ان يستثمر أمواله في مجال خاسر هو الصحافة .. هذه الصحيفة توقفها عن الصدور خسارة غير هينة ليس فقط في المجال المهني وانما على الصعيد الوطني أيضاً. . عسانا نُعوّض بغيرها في مستواها أو أفضل. 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 3

  1. أحمد هاشم الحسيني

    جريدة العالم هي الجريدة الاولى المفضلة عندي كما هو حال الكثير من العراقيين الذين يتابعون الصحف والمجلات وغيابها خاصة المسبب بقطع الإعلانات المبيت عن تمويلها يعني بقصد حكومي ولا ادري لماذا غاب هذا القصد وهذا السبب الرئيسي عن تعليقك مع أنك تلتقط من عثرات ال

  2. كاطع جواد

    انت يا سيدي اعلم من غيرك بافول نجم صحيفة( العالم ) التي وكما وصفتها بانها المنافسة الوحيدة لصحيفة( المدى) اما نحن القراء فلنا ظاهر الامور وانتم لكم ظاهرها وباطنها ، رغم عدم معرفتي بمهنتكم الشاقة والتي كم تتحملون من اجلها الكلام الرديء وانتم صابرون ، لكن ص

  3. حسن

    الم تسرق المدى المهنا ثم سرمد الطائي ثم ميثم لعيبي , انتم تدفعون اكثر , ان كنتم حريصون على استمرار العالم فعلا لماذا لم تساهموا بمساعدة على الاقل الفرق الذي تدفعونه زيادة للكتاب اللذين سحبتموهم من صحيفة العالم .

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

هل يجب علينا استعمار الفضاء؟

العمودالثامن: في محبة فيروز

 علي حسين اسمحوا لي اليوم أن أترك هموم بلاد الرافدين التي تعيش مرحلة انتصار محمود المشهداني وعودته سالما غانما الى كرسي رئاسة البرلمان لكي يبدا تطبيق نظريته في " التفليش " ، وأخصص...
علي حسين

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

 لطفية الدليمي العلمُ منطقة اشتغال مليئة بالسحر؛ لكن أيُّ سحر هذا؟ هو سحرٌ متسربلٌ بكناية إستعارية أو مجازية. نقول مثلاً عن قطعة بديعة من الكتابة البليغة (إنّها السحر الحلال). هكذا هو الأمر مع...
لطفية الدليمي

قناطر: أثرُ الطبيعة في حياة وشعر الخَصيبيِّين*

طالب عبد العزيز أنا مخلوق يحبُّ المطر بكل ما فيه، وأعشق الطبيعة حدَّ الجنون، لذا كانت الآلهةُ قد ترفقت بي يوم التاسع عشر من تشرين الثاني، لتكون مناسبة كتابة الورقة هذه هي الاجمل. أكتب...
طالب عبد العزيز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

إياد العنبر لم تتفق الطبقة الحاكمة مع الجمهور إلا بوجود خلل في نظام الحكم السياسي بالعراق الذي تشكل بعد 2003. لكن هذا الاتفاق لا يصمد كثيرا أمام التفاصيل، فالجمهور ينتقد السياسيين والأحزاب والانتخابات والبرلمان...
اياد العنبر
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram