TOP

جريدة المدى > عربي و دولي > تحليل إخباري..سوريا والخيارات السيئة لأوباما

تحليل إخباري..سوريا والخيارات السيئة لأوباما

نشر في: 4 مايو, 2013: 09:01 م

كشفت التقارير عن ضغوطات من  الأعضاء الجمهوريين في مجلس الشيوخ الأميركي على الرئيس باراك أوباما للتدخل في الحرب الأهلية الدائرة في سوريا قائلين إن أميركا تستطيع مهاجمة القواعد الجوية السورية بالصواريخ لكنها يجب ألا ترسل قوات برية إلى هناك . 

كشفت التقارير عن ضغوطات من  الأعضاء الجمهوريين في مجلس الشيوخ الأميركي على الرئيس باراك أوباما للتدخل في الحرب الأهلية الدائرة في سوريا قائلين إن أميركا تستطيع مهاجمة القواعد الجوية السورية بالصواريخ لكنها يجب ألا ترسل قوات برية إلى هناك .  الاستخدام المحتمل لأسلحة كيميائية من قبل نظام الأسد قد يرغم  الولايات المتحدة على التحرك، لكن الخيارات العسكرية المطروحة أمام الرئيس أوباما محدودة ومحفوفة بالمخاطر لاسيما وان هاجس التجربة العراقية ما زال ماثلا في الأذهان وستكون مصداقية أميركا على المحك.
وذكرت  التقارير أن الولايات المتحدة  نشرت 250 عنصرا معظمهم من القوات الخاصة منذ اكتوبر 2012 في الصحراء الأردنية لتدريب الجيش المحلي والقيام عند  الضرورة بغارات لتأمين جزء من مخزونات الأسلحة الكيميائية السورية التي تقدر بمئات الأطنان . والغرب على علم بوجود 18 موقعاً على الأقل يستخدمها النظام السوري لتخزين الأسلحة الكيميائية .
ونشر هذه القوة ينظر إليه أيضاً بوصفه خطوة احتياطية لمرحلة ما بعد الأسد ومحاولة من الولايات المتحدة لتخفيف تركيز الجهاديين والإسلاميين في المعارضة السورية ميدانيا بجهد استخباري على الأرض وبمساعدة الجيش السوري الحر . المعارضة أصبحت  جهادية وهذا يثير قلق الأوروبيين والولايات المتحدة والمنطقة ، وهذا ما انعكس على الدعم السعودي للمعارضة السورية الذي بدأ ينتقل من التنظيمات الجهادية الأقل تطرفاً الى المجموعات العلمانية بالتنسيق مع واشنطن .
توزيع الأدوار بين الأطراف
 وتتوزع أدوار الأطراف الدولية والإقليمية الراعية للتغيير في سوريا لتقوم  الرياض  بتمويل صفقات الأسلحة الى الداخل السوري، فيما تشرف واشنطن على تدريب المقاتلين  مستفيدة من خبرات وقدرات المؤسسات العسكرية والاستخبارية للأردن . وتستفيد من هذا الجهاز مجموعات تعمل تحت الجيش السوري الحر. وتهدف هذه الخطوة الى تعزيز قدرة وكفاءة مقاتلي الجيش السوري الحر وإضعاف الفصائل الجهادية، فقد تمّ تدريب وتجهيز 4000 مقاتل من درعا وأرسلوا على دفعات الى الغوطة، شرقي دمشق، في مسعى لتطويق العاصمة تدريجياً. هذه العمليات جعلت نظام بشار يدرك أهمية حدوده مع الأردن . التقديرات تشير الى احتمالات توزيع  نظام بشار  ترسانة الأسلحة الكيمياوية على وحداته العسكرية كخطوة استباقية منه لتفويت الفرصة على أميركا  بضرب ترسانة الأسلحة الكيمياوية وهذا ما يصعد " الخط الأحمر " التي حددته واشنطن وتل أبيب لكنه في نفس الوقت يعقد الجهود الأميركية باتخاذ قرار الضربة الجوية  ضد سوريا  ويغير  قوانين اللعبة هناك.

تغيير قوانين اللعبة في سوريا
صرّح رئيس الموساد السابق مائير داغان  في 28 الشهر الماضي : "على إسرائيل إسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وأنه لا ينبغي التخوّف من وصول حكم إسلامي متطرّف في سوريا لأن السعودية ودول الخليج ستهتم بوصول نظام معتدل إلى سدّة الحكم".
ويبدو أن إسرائيل ترحب بنظام إسلامي ولو كان متطرفا أفضل من بقاء نظام الأسد ، وهذا يعني أن إسرائيل قادرة على ـ التعايش ـ مع التنظيمات الجهادية  كما حاصل مع غزة وسيناء. وقد يلقى تغيير نظام بشار الأسد  ترحيبا خليجيا إضافة الى الدعم السعودي والقطري للمعارضة السورية للحركات الجهادية  طالما أنها تسد الطريق الى إيران .

أميركا تتجنب الحرب الواسعة
لقد أصبحت سوريا أرض الخيارات السيئة بالنسبة الى إدارة أوباما لتجعلها أكثر ترددا في اتخاذ الخيار العسكري برغم دفع كل من الجمهوريين والديمقراطيين لاتخاذ الخيار العسكري، وتجاوز مرحلة تسليح المعارضة السورية. وهي إشارة من الكونكرس الأميركي على إيجاد خيار عسكري ولكن من دون إدخال أو تورط الولايات المتحدة في أي  حرب واسعة. وهذا يعني أن إدارة أوباما تحتاج إجراء مشاورات مع دول الحلفاء وخاصة الاتحاد الأوروبي إضافة الى دول المنطقة والدول الخليجية أبرزها السعودية التي أصبحت شريكاً استخبارياً وعسكرياً في مواجهة نظام الأسد أكثر من قطر الراعية للحركات الأكثر تطرفاً.
الخطوة العسكرية هذه تواجهها مصاعب بوجود  قطع بحرية حربية روسية بالقرب من سوريا وتواجد عسكري إيراني في سوريا، إضافة الى أن الحركات الجهادية المتطرفة أصبحت بعد أكثر من سنتين أكثر خبرة في جغرافية سوريا وأكثر مرونة بالحركة، وهناك احتمالات باندلاع المواجهة بين هذه الحركات والولايات المتحدة مستقبلا. دبلوماسيا فان الخطوة الأميركية بالحصول على الشرعية في مجلس الأمن تعترضها الصين وروسيا . أما خيارات فرض مناطق حظر طيران فقد باتت ضعيفة التأثير  بإيجاد ضغوطات عسكرية وسياسية على النظام  وغير كافية . هنالك  ترجيح بتطبيق سيناريو العراق 2003  باستخدام الـ GPS لتحديد أماكن وجود الأسلحة الكيمياوية بعد الاعتماد على نشر العملاء على الأرض خلال العمليات العسكرية/ الضربة الجوية . لذا يبدو أن الخيار العسكري هو أفضل الأسوأ من الخيارات .
أن الهدف من الضربة العسكرية  سيكون ليس لتغيير النظام بل  لزعزعته ودفعه الى التفاوض مع الولايات المتحدة أكثر . وفي نفس الوقت ستكون رسالة الى إيران بأنها ستكون الهدف القادم.
 هذه الخطوة ان استطاعت أميركا اتخاذها فسوف لا تكون إلا بمساعدة واشتراك حلفائها خاصة من الاتحاد الأوروبي ودول الخليج  وهي ستستغرق وقتا طويلا نسبياً، لتتجنب أي انتقادات دولية. وفي حالة حصول الولايات المتحدة على شركاء لضرب سوريا ، وبخاصة إسرائيل ،فان ذلك سوف  يشجعها على استخدام ذات التحالف بتوجيه ضربة الى إيران لاحقا. لكن الخيار العسكري سوف يساعد  على تقسيم سوريا على الأرض وتعميق الحرب الطائفية والعرقية في المنطقة وخاصة العراق ولبنان و يصعد مخاوف الدول الحليفة  للولايات المتحدة بسبب  ارتخاء القبضة الأميركية  في المنطقة .
أن شبح فشل التجربة الأميركية في العراق عام 2003 مازال ماثلا في البيت الأبيض. وإذا أخذ أوباما بخيار الحرب  فيعني ذلك توجيه ضربة لسياسته المهادنة وإعادة السياسة الأميركية الى نمطها التقليدي القائم على استخدام القوة العسكرية، وهذا يعني أننا سنواجه كارثة إنسانية في سوريا والمنطقة لا تقل عن مأساة  تجربة العراقيين برغم التحذيرات بعدم إعادة الدرس العراقي في سوريا .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

السوداني يتلقى دعوة رسمية لزيارة سلطنة عُمان

القانونية النيابية تكشف لـ(المدى) موعد استئناف جلسات البرلمان.. هذا أبرز ما سيُمرر

السوداني والحلبوسي يؤكدان أهمية مواصلة تنفيذ ورقة الاتفاق السياسي

مبابي يهدد باريس سان جيرمان بعقوبات خطيرة

قراءة أمريكية لتداعيات سقوط الأسد على العراق

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

ترامب: تركيا استولت على سوريا بطريقة "غير ودية"

بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال خلال زيارتي العراق

صحيفة عبرية: نتنياهو لا يريد انهاء الحرب في غزة لاستمرار نظامه الديكتاتوري

الحوثي يعلن الحرب على إسرائيل ويهدد "بن غوريون"

مقتل زعيم "داعش" بضربة أميركية في سوريا

مقالات ذات صلة

قراءة أمريكية لتداعيات سقوط الأسد على العراق

قراءة أمريكية لتداعيات سقوط الأسد على العراق

متابعة/ المدى بعد أسابيع قليلة على سقوط نظام بشار الأسد، طرح "معهد السلام الأمريكي"، جملة من التأثيرات المحتملة لما قد يجري في سوريا، على العراق والعراقيين. وفي تقرير للمعهد حذر من أن الكرد ومكونات...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram