اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > شباب لا يعرف سوى المعاكسة والتحرش

شباب لا يعرف سوى المعاكسة والتحرش

نشر في: 5 مايو, 2013: 09:01 م

بغداد/ المدى مات دفاعا عن شرفه ! آخر ما رأت عيناه وهو يتهاوى فوق الإسفلت دموع زوجته وهي تنهال على وجهها وكأنها دماء تنزف من جرح غائر ... آخر ما سمعه منها صرخة شقت سكون المساء قبل ان ترتمي بجسدها فوق جسد زوجها وهي تحضنه لآخر مرة ! كان هذا هو الم

بغداد/ المدى

 مات دفاعا عن شرفه ! آخر ما رأت عيناه وهو يتهاوى فوق الإسفلت دموع زوجته وهي تنهال على وجهها وكأنها دماء تنزف من جرح غائر ... آخر ما سمعه منها صرخة شقت سكون المساء قبل ان ترتمي بجسدها فوق جسد زوجها وهي تحضنه لآخر مرة ! كان هذا هو المشهد الأخير ... وقف الشاب يشرب ستكان الشاي وهو يفكر فيما حدث من أيام بينه وبين بعض الاشقيائيه ... الساكنين في منطقة الفضل الذين قاموا بمعاكسة زوجته وكيف قام بمعاتبتهم وتحول العتاب الى شجار بينه وبينهم وتماسك بالايدي وانتهى بتدخل الأهالي ووعد من شباب الزقاق بعدم التعرض للزوجة مرة أخرى وأثناء استغراقه في التفكير فوجئ بأحدهم وهو يقف امامه في باب الدار وهو يهذي بكلمات غير مفهومة ... ثم قام الشاب بسب الزوج ولم يتمالك الأخير نفسه ورد الاهانة عن نفسه ! وتحول الموضوع الى مشادة كلامية وكلمات بذيئة وهبط الزوج الى الزقاق من اجل تأديب الشاب سليط اللسان ... كانت والدته مشغولة واخوه نائما ... فوجئ (بـ م ) بالشاب يستدعي زملائه واخوته وتحول الامر الى مشاجرة عنيفة ... لم يعرف الزوج ان هؤلاء الشباب الطائشين يحملون قامات وسكاكين من مختلف الأنواع في طيات ملابسهم ... اخرج احدهم سكينا وطعن بها الزوج وسط ذهول الجميع ... عندها لاذ الآخرون بالفرار والهروب من الدربونة ... حاول الزوج اللحاق بهم رغم ان الدماء تسيل من صدره ... في هذا الوقت علم شقيقه بالأمر وجرى الى نهاية الزقاق لإنقاذ شقيقه المصاب ... لكنها لحظات وكان (م) يستعد للسقوط ... سقط الزوج جثة هامدة وحمله شقيقه الذي لم يستطع اللحاق بالجناة وتوجه به الى مستشفى مدينة الطب ... وهناك أكد الطبيب انه توفي متأثرا بإصابته ... توفي الزوج بعد دقائق من تلقيه ضربه سكين وقبل وصوله الى المدينة بوقت طويل ... هذا هو مشهد النهاية ... كم هو مؤلم ... حزين ودام ! هكذا ببساطة قتل الشباب الطائشين أحلام أسرة ... فرضوا على طفل لم يولد بعد لا يزال جنينا في بطن أمه ان يأتي الى الدنيا يتيما ! فرضوا على الزوجة ان تتجرع مرارة اليأس وعلى اسرة (م) ان تموت في اليوم عشرات المرات ! وان كانت هذه النهاية ... فكيف كانت البداية ؟! كان (م) وهو مصارع في إحدى الأندية البغدادية شاب بسيط يحبه كل من تعامل معه ... أخلاقه الطيبة وسلوكه الهادئ تزوج منذ شهور قليلة وسط فرحة الجميع وعلى أنغام الموسيقى الشعبية بدأ حياته الزوجية مع الفتاة التي أحبها قلبه وان يكمل نصف دينه معها .. وعاش الجميع مع أهله في مسكن والده في جو من الحب والسعادة كان لاعبا مصارعا جيدا في ناديه يحصل على البطولات المحلية بنجاح وتفوق وكان يطمح ان يمثل العراق دوليا لكن يبدو ان الظروف كانت تخبئ له صدمة كبيرة ... جريمة تنتهي معها آماله وفرحته وحياته ايضا ... بدأت المشاكل عندما فوجئ بزوجته تشكو من بعض الشباب الذين تعرضوا لها في الشارع اكثر من مرة وقاموا بالتحرش بها ولم تشأ ان تزعج زوجها بهذه الاشياء وقررت ان تكتم هذا في صدرها ... لكنها لم تحتمل مضايقتهم المستمرة لها وقررت ان تضع نهاية لهذه المهزلة ... جن جنون الزوج المسالم وتوجه الى المكان الذي يقف عنده الشباب مقابل مطعم عنجر ومعاكسة فتيات المنطقة واجههم بما فعلوه ... وجدهم شباب طائشين ومكبسلين وتطاولوا بالكلام عليه ... لم يحتمل (م) ما حدث وتحول الامر الى مشادة كلامية وكلمات بذيئة وحاول الاصدقاء والمارون والجالسون في المقهى المجاور التدخل وفض المشاجرة وبالفعل نجحوا في تهدئه الجميع ... ورجع الى بيته ... مر الحادث بسلام ولكن الشباب الطائشين لم يتوقفوا عن المعاكسة والتحرش بالرايحة والجاية من البنات بل قاموا بمعاكسة الزوجة مرة ثانية عندما كانت راجعة من زيارة لأهلها ! أخبرت الزوجة زوجها بما حدث معها هذه المرة قرر الا يسكت – ذهب إليهم مرة ثانية يتحدث معهم ولكنه لم يجدهم في المكان الذي يقفون فيه دوما ! ... ولكن بعد أيام وعندما كان واقفا في باب بيته يشرب الشاي شاهد واحدا منهم ... في هذه اللحظة كان كل شيء مرتب بإحكام ... حتى ... انتهت حياة المصارع أمام اعين زوجته وأمه المسكينتين اللتين لم تتحملا ما حدث وسقطتا على الارض وعين (م) لا تزال تتعلق بهما ! كأنه يسمع صوتهما ويراهما لاخر مرة ... لقى مصرعه في الطريق العام ولم يكتف القتلة بما فعلوا بل توجهوا الى مركز باب المعظم وسجلوا شكوى ضده وقالوا في الشكوى انه تعدى بالضرب عليهم ... ولم يعلموا ان (م) قد فارق الحياة  وإنهم قاموا بقتله أمام أعين الجميع ! وعندما وصلت شرطة النجدة الى محل الحادث علمت بان الجناة فروا من ساحة المعركة وجاءوا الى المركز حتى يفلتوا من العقاب الذي ينتظرهم !... اهتمت الشرطة بمقتل (م) الشاب الذي ذهب ضحية ارباب السوابق ومتعاطي الكبسلة وبعد ايام القت القبض عليهم وأثناء افادتهم ذكر احدهم في افادته ... انه لم يفكر في قتله .. وانما كان كل همه هو تطليق الزوجة من زوجها حتى يتزوجها لأنه يحبها منذ فترة طويلة ... ولكن (م) قد فاز بها وتزوجها قبله ... وذكر انه فكر طويلا مع أصدقائه كيف ينتقم من (م) حتى يطلق زوجته ولكن في النهاية كل الخطط فشلت وأنا في السجن وقال اخبرا ... نعم أخطأت في التفكير ولكن الحب أعمى لا يعرف التدبير . !

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram