اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > كلمة السر في هذه الجريمة ... كان الزوج المختفي

كلمة السر في هذه الجريمة ... كان الزوج المختفي

نشر في: 5 مايو, 2013: 09:01 م

منذ عام جلس الزوجان على حافة السرير في غرفة النوم ليلة الزفاف ... دار بينهما حديث هامس ناعم ... غاية في اللطف ... وعدها بان يسعدها مدى الحياة ووعدته بان تكون أجمل زوجة له ... وبعد أيام وفي غرفة النوم أيضا ... دار حوار آخر ... لكنه كان ملتهبا بمشاعر ا

منذ عام جلس الزوجان على حافة السرير في غرفة النوم ليلة الزفاف ... دار بينهما حديث هامس ناعم ... غاية في اللطف ... وعدها بان يسعدها مدى الحياة ووعدته بان تكون أجمل زوجة له ... وبعد أيام وفي غرفة النوم أيضا ... دار حوار آخر ... لكنه كان ملتهبا بمشاعر الغضب ... وفجأة صاحت الزوجة طلقني ... لا استطيع تحمل العيش معك ! ... ورد عليها الزوج بطعنة في قلبها فارقت معها الحياة !... الساعة السابعة صباحا ... استيقظ أهالي حي أور على صوت مشاجرة عنيفة بين جارهم (ح) وزوجته (ي) تعالت الأصوات ... اعتقد الجيران ان المشاجرة ستنتهي بعد دقائق كعادتها ... وسرعان ما سيعود كل شيء الى طبيعته ... الساعة الثامنة صباحا خرج سائق الكيا (ح) من بيته مستعجلا أسرع الخطى في اتجاه سيارته والقلق يكسو ملامح وجهه ... حاول احد جيرانه ان يتحدث إليه ... أراد ان يفهم منه سبب المشاجرة مع زوجته ... ولكن (ح) لم يلتفت الى جاره ولم يرد على تحية الصباح وكأنه لا يراه أمامه ! الثالثة عصرا ... شق سكون المكان بكاء مستمر من الطفل الرضيع ابن جارتهم (ي) ... لم تتوقف صرخات الطفل ... أقلقت الجيران ... فلم تتعود أمه ان تتركه يبكي كل هذه الفترة ! ... (س) جارة (ي) أتت الى بابهم وطرقت الباب ... الطفل لا يزال يبكي منذ ساعتين دون ان يسمع احد صوت أمه !... لا ترد (ي) ... أحست جارتها ان هناك مكروها قد أصاب جارتها ... وشعرت ان هناك شيئا خطيرا حدث لها ... طلبت الجارة من زوجها ان يكسر الباب لمعرفة سبب بكاء الطفل ... تجمع بعض الجيران حول الباب أيضا ... كانوا يطرقون بقوة ... ينادون  بصوت مرتفع على (ي) ... ومع طرقاتهم تعالت أكثر أصوات صراخ الصغير الذي بدا وكأنه يستنجد بهم ... ويطلب منهم إنقاذ حياته ! المشهد لم يكن في حاجة الى تعليق تسمر الناس والجيران بعد ان حطموا باب البيت ... حالة البيت تحولت الى مقبرة ... كاميرا الواقع صورت المأساة .... جثة (ي) كانت ترقد على الأرض غارقة في بركة من الدماء وبجوارها طفلها الصغير يبكي بحرقة وكأنه ينعى أمه ... يحاول بنظراته وبراءته ان يجذب انتباهها لترد عليه دون ان يعلم انها لم تعد في عالم الحياة ... صحيح ان الرضيع قريب منها جدا ... ولكنها تبعد عنه في الواقع كثيرا جدا ... بعد نصف ساعة امتلأ البيت برجال الشرطة والجيش والناس ... ضابط التحقيق اكتشف إن القاتل ربط جثة القتيلة في سافل السرير وعلى الفور بدأ فريق الأدلة الجنائية عملهم بأخذ صور للجثة والبحث عن البصمات الموجودة في الصالة وفي مسرح الجريمة ... واي قرائن أخرى تقود الشرطة لمعرفة القاتل المجهول ... انهمك بعض الضباط في استجواب الشهود من الجيران وبدأ من خلال إفادة الشهود الوصول الى خيط مهم يقودهم الى القاتل ... كلمة السر في الجريمة كان الزوج (ح) الذي تبخر ولم يعد له أي وجود بعد اكتشاف الجريمة ولم يرد على تلفونات أقربائه وجيرانه ... شكوك ... وعلامات استفهام كانت تحيط الزوج الكثير ... الشجار مع زوجته والدائم الاعتداء عليها ... وهو آخر شخص كان معها قبل اكتشاف مصرعها ... وأكد اختفاؤه اتهامه بقتل زوجته ... بحثت مفرزة من الشرطة على اماكن تواجد الزوج السائق ومعرفة عنوان أهله الذين يسكنون في مدينة الحرية واماكن اصدقائه الذين يلتقي معهم والسائقين الذين يعمل معهم على خطوط النقل المعتادة! وفي العاشرة مساء تم القبض على الزوج الهارب ... أصبحت المهمة سهله ... الزوج لم يتعب المحقق كثيرا في استجوابه ... توالت اعترافاته المثيرة التي أكد فيها انه قتل زوجته التي كان يحبها بجنون وقال في إفادته ... انه لم يتخيل لحظة ان يقتل زوجته التي أحبها بجنون منذ عام وتزوجها بعد قصة حب عاصفة ... وأنجبت له طفلا جميلا يتركه الآن بدون رعاية ... وتسبب ان يعيش يتيما محروما من الأب والأم ... يكمل (ح) هي السبب فيما حدث ... لم ارغب ان تنتهي خلافاتنا بهذه الطريقة ... ولكنها اختارت ... وضحت بحبي واستهانت بعلاقتنا الحميمية... وجدت نفسي في ثورة عارمة ... بسببها .. انني لم أتصور حياتي بدونها لقد تحملت الكثير من اجلها ... ولذلك قتلتها حتى لا تكون لغيري ! يواصل الزوج اعترافاته ... عشت معها قصة صداقة قبل الزواج ... وتطورت علاقتنا الى حب ... ومن الطبيعي ان ينتهي هذا الحب في النهاية الى زواج رغم انها صارحتني بانها كانت متزوجة سابقا ... وعندما علم اهلي بذلك رفضوا ان اتزوج من فتاة مطلقة وقد تركوني وحدي بعد ان تزوجتها ولم يسألوا عني ... استأجرت لها مشتملا صغيرا في إحدى الأزقة الشعبية في حي أور واستمرت الحياة بيننا هادئة لا يعكر صفوها شيء ... ولكن زوجتي بدأت تتمرد على حياتها معي ... أخبرتني بانها حامل ... فرحت جدا بهذا الخبر ومع مرور الشهور وضعت زوجتي ابني .. وبعد ولادتها اعتقدت ان العلاقة بيننا ازدادت تماسكا ... ولكنني كنت واهما ... بدأت زوجتي تطالبني بالطلاق ... ورددت كلمة( طلقني ) عدة مرات ... رفضت بشدة طلبها حيث لم يمر على زواجنا سوى عام واحد ... أهلي سوف يفرحون إذا سمعوا بأنني طلقتها ... وتساءلت عن مصير ابني ... وازدادت العلاقة توترا بيننا تشاجرنا كثيرا وكنت اضربها عند كل مشاجرة ويتدخل الجيران كثيرا ويتم الصلح بيننا ولكنها ازدادت إصرارا على الطلاق ... يوم الحادث كنت عائدا مرهقا من عملي قبل ان أتناول الطعام فوجئت بها تصرخ وتصر على ان تحصل على الطلاق الآن ... جن جنوني ... وجدت نفسي اضربها لتسقط على الأرض خنقتها بكلتا يداي ! صرخت لتستنجد بالجيران ... كتمت انفاسها ! سيطر الشيطان على عقلي قررت اكمال الجريمة فأسرعت الى المطبخ ، أحضرت سكينا وبدأت اطعنها في جميع أجزاء جسدها ... سالت دماؤها واختلطت الدماء بصراخ الطفل الرضيع ! أفقت من ذهولي لاكتشف انها ماتت ... لم يستمر ترددي سوى لحظات أسرعت الى الحمام ... غسلت ملابسي وهرعت خارج البيت لابتعد عن مكان الجريمة ... لكنني أدركت ان الشرطة سوف تقبض علي حتما

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram