اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تقارير المدى > الأميركيون والانكليز شغوفون بالطوابع العراقية

الأميركيون والانكليز شغوفون بالطوابع العراقية

نشر في: 30 أكتوبر, 2009: 06:44 م

بغداد/ وكالاتيعرف انيس امجد في العراق كأفضل الاختصاصيين في مجال الاسمنت وهو يخصص ايام الاسبوع لجولة المصانع. غير انه في ايام السبت، يستبدل دوره كمهندس كيميائي بدور المشرف على مزاد علني للطوابع البريدية في بغداد. ويجري المزاد في الطبقة الاولى من مبنى عثماني تم تشييده في العام 1908
وصار بعد تسعة اعوام اول مكتب بريد بريطاني ولا تزال تظهر عند مدخله علبة البريد الحمراء الشهيرة في المملكة المتحدة. ويشرح الرجل البالغ من العمر 56 عاما والمتمسك بعزوبيته ويدير منذ 12 عاما عملية المزاد العلني هذه: «أترأس قسم المراقبة في وزارة الصناعة واتولى عمليات الرقابة في مصانع الاسمنت في العراق، غير اني لطالما رفضت مهمات العمل في الخارج لكي لا افوت هذا التجمع». وبقيت جمعية هواة جمع الطوابع وعالمي المسكوكات والميداليات العراقية التي تأسست في العام 1951 ابان الملكية، في حال من السبات خلال اكثر من ثلاثة اعوام بسبب الاوضاع الأمنية والحضور الطاغي للقاعدة في الحي غير انها عادت لتشهد حيوية مع ازدهار النشاط مجددا. وتضم الجمعية رسميا اكثر من الفي شخص غير اننا لا نجد اكثر من ثمانين عضوا فاعلا فيها، فيما تشهد اسعار الطوابع البريدية ارتفاعا كبيرا. ويؤكد كمال كامل، وهو بائع في السادسة والاربعين: «ان اصحاب المجموعات الاميركيين والانكليز شغوفون بالطوابع التي تظهر صدام». ويقول في هذا السياق «كان سعر مجموعة الطوابع البريدية التي تمثل صدام في ما مضى مئتي دينار «0.17 دولارا»، في حين ان سعرها راهنا خمسة الاف دينار «4.5 دولار». ارتفعت الاسعار على نحو ملحوظ». ويؤكد «في محلي التجاري، زبائني هم من العراقيين حصرا، لكن لدي وسيط بامكانه بلوغ (المنطقة الخضراء) حيث يبيع عددا كبيرا من هذه الطوابع للعسكريين والدبلوماسيين الاميركيين وهؤلاء يرغبون فيها كثيرا». ويتحلق نحو ثلاثين بائعا وهاويا لجمع الطوابع حول طاولة مديدة ليتفحصوا مجموعات الطوابع والاوراق النقدية والعملات المطروحة للبيع. ومنذ ان تم اصدار اول طابع بريدي يحمل اسم العراق في العام 1917، اصدرت مديرية البريد 1824 مجموعة، اربع وعشرون منها منذ بداية الحرب في العراق عام 2003. اما غارو ماناسكان، وهو عراقي من اصول ارمنية في الحادية والخمسين ويعمل خبير محاسبة ومديرا لمطعم ذائع الصيت في العاصمة فيرغب هو الاخر في بيع طوابع عدة من مجموعته التي تشمل ثلاثة ملايين طابع بريدي. ويقول في هذا الخصوص: «بدأت هواية جمع الطوابع في السادسة من العمر. انها شغفي الحقيقي. عندما افقد الاهتمام ببعضها ابيعها واشتري غيرها. نظرا الى اني عازب، سأترك المجموعة للكنيسة الارمنية». ويؤكد محمد ضيا وهو عضو في الجمعية «ان ثلثي الناس حول هذه الطاولة جمعوا ثرواتهم من خلال الاشتراك في نهب مكاتب البريد او حتى من خلال ادارة عمليات السرقة في اثناء الغزو الاميركي للعراق في عام 2003». ويضيف:»عندما يوجه لهم اللوم، يسكت البعض في حين يقطع البعض الاخر وعدا باعادتها فيما ليس له نية في ذلك، فضلا عن وجود اخرين يحاولون الاقناع بان هذه الطوابع هي افضل حالا معهم مما ستكون عليها بين ايدي جهلة في موضوع الطوابع». ومن سخرية التاريخ، فان جمعية هواة جمع الطوابع وعالمي المسكوكات والميداليات العراقية تجتمع في المكتب البريدي بالقشلة «اي الساعة بالتركية» في شارع السراي في باب المعظم حيث قام قبل عام 2003 متحف الطوابع البريدية، التي سرقت كل مجموعاته لتباع لهواة جمع الطوابع.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

مقالات ذات صلة

مساعٍ برلمانية لتعديل قانون الاستثمار لتحسين الاقتصاد العراقي وجذب الشركات الأجنبية

مساعٍ برلمانية لتعديل قانون الاستثمار لتحسين الاقتصاد العراقي وجذب الشركات الأجنبية

متابعة/ المدىما يزال قانون الاستثمار يلوح في الأفق، وسط حديث عن تسهيلات حكومية لتطوير وتقوية قطاع الاستثمار، إذ ظهرت بوادر نيابية لتوجه البيت التشريعي نحو إجراء تعديلات على قانون الاستثمار من أجل مواكبة الحاجة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram