اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > اقتصاد > موسم حصاد ينذر بخسائر كبيرة. . وفلاحون مهددون بالمحاسبة

موسم حصاد ينذر بخسائر كبيرة. . وفلاحون مهددون بالمحاسبة

نشر في: 5 مايو, 2013: 09:01 م

أكد عدد من فلاحي محافظة في واسط أمس الأحد أن هطول الأمطار الغزيرة على المحافظة أوقف عمليات الحصاد لمحصول القمح، وأصبح ينذر بخسائر كبيرة، فيما طالب نائب عن ائتلاف دولة القانون وزارتي الزراعة والتجارة بالإسراع بفتح المراكز التسويقية أمام الفلاحين للحد

أكد عدد من فلاحي محافظة في واسط أمس الأحد أن هطول الأمطار الغزيرة على المحافظة أوقف عمليات الحصاد لمحصول القمح، وأصبح ينذر بخسائر كبيرة، فيما طالب نائب عن ائتلاف دولة القانون وزارتي الزراعة والتجارة بالإسراع بفتح المراكز التسويقية أمام الفلاحين للحد من الخسائر وهدد باتخاذ إجراءات قانونية بحق الجهات المقصرة التي تم إبلاغها قبل سقوط الأمطار لكنها لم تلتزم. ويقول الفلاح مهدي حمد الشمري من قضاء العزيزية في حديث للمدى برس: إن هطول الأمطار الغزيرة خلال الأيام الثلاثة الماضية واستمرارها من دون توقف أدى الى غرق مساحات واسعة من الأراضي الزراعية المهيأة للحصاد. ويضيف الشمري: أن غزارة الأمطار أدت الى سقوط السنابل وانحنائها نحو الأرض مما يتعذر حصادها وبالتالي تعد خسارة فادحة للفلاح، مطالبا بتشكيل لجان في المحافظات التي تعرضت الى الأمطار لتقييم الأضرار التي أصابت حقول القمح والشعير.
مشكلة عدم فتح مراكز التسويق تفاقم الخسائر. ويؤكد الفلاح علي عايد القرة غولي: أن موجة الأمطار جاءت في غير محلها وسببت أضرارا متفاوتة في محصولي القمح والشعير خاصة وان عمليات الحصاد قد بدأت للتو لكنها وبسبب الأمطار توقفت وقد يطول هذا التوقف لتعذر دخول الحاصدات الى الحقول التي أغرقتها المياه. ويوضح القرة غولي في حديث للمدى برس: أن بعض الفلاحين باشروا بالحصاد لكنهم واجهوا مشكلة كبيرة وهي عدم فتح المراكز التسويقية من قبل وزارة التجارة مما اضطرنا الى تكديس الإنتاج في العراء لحين البدء بعملية التسويق وهو ما تسبب بخسارة ثانية للفلاحين بسبب سقوط الأمطار بغزارة على الكميات المكدسة أيضا. من جانبه يقول المزارع حامد الوزير من أهالي قضاء الكوت: إن جني محصولي الحنطة والشعير بدأ منتصف شهر نيسان الماضي، وبقى المحصول في الحقول لعدم فتح مراكز التسويق وعدم اخذ النظر بتقدم الحصاد هذا العام بسبب ارتفاع درجات الحرارة، مشيراً الى أن الفلاح وحده من يدفع ثمن هذه الانتكاسة التي تكون في ارتفاع نسبة الرطوبة في الحاصل الذي يتم تسويقه. ويدعو الوزير في حديث للمدى برس أعضاء مجلس النواب واللجنة الزراعية الى طرح هذه المشكلة في جلسه طارئة واستضافة وزيرا الزراعة والتجارة ومعرفة المسبب بعدم وصول المحصول للمخازن التي لم تفتح بعد أمام المسوقين مما أدى الى تعرض الفلاح الى خسائر كبيرة في هذا الموسم. ويقول الفلاح كامل جبير من ناحية الأحرار: إن هناك مئات الدونمات من الأراضي المزروعة بمحصولي القمح والشعير تضررت بفعل شدة العواصف وموجة الأمطار التي استمرت لثلاثة أيام دون انقطاع وهو ما ولد انتكاسة لدى الفلاحين. ويضيف جبير في حديث للمدى برس: إن الأمطار لو كانت بكميات قليلة لكانت مفيدة بالأخص لبساتين الفواكه كونها تغسل الأشجار من الغبار والحشرات الموجودة عليها كذلك تفيد المساحات المزروعة بالخضروات. مشيراً الى أن أمطار نيسان وأيار عادة ما تكون مفيدة إذا كانت قليلة لكنها ضارة إذا كانت بكميات كبيرة مثلما يحصل الآن. من جانبه يقول أحد المزارعين من ناحية شيخ سعد ويدعى محمد دايش في حديث المدى برس: إنه كان من المتوقع أن يكون الموسم الحالي وفيرا بالإنتاج ويفوق المواسم السابقة نتيجة توفر مياه السقي وهطول الأمطار خلال موسم الاستزراع لكن الحسابات تغيرت وأصبح الشغل الشاغل للفلاحين هو التوجس من الخسارة نتيجة الأمطار الغزيرة التي أغرقت الآلاف من الدونمات المهيأة للحصاد أو التي بدأ حصادها. كما يدعو دايش وزارة التجارة الى فتح المراكز التسويقية خاصة ان هناك كميات كبيرة من الحبوب مخزونة في العراء بانتظار بدء موسم التسويق الذي لم يعلن عنه بعد.. وفيما يخص الأضرار التي لحقت بمحاصيل الخضروات يقول المزارع كاظم البديري من منطقة الكارضية: إن المحاصيل الزراعية كالطماطم والخيار واللوبيا و الباقلاء كانت أكثر ضررا من غيرها لان كمية المياه ارتفعت في المساحات المزروعة وهي غير مجدية خاصة ان تلك الخضار في مراحل الجني الموسمي. ويتابع البديري في حديث للمدى برس: أن المناطق التي تعرضت للعواصف المصاحبة للأمطار كانت أكثر ضررا من غيرها لان الرياح أدت الى كسر النباتات المثمرة وسقوط كميات كبيرة من الثمر.
ومن جانبه يقول النائب عن ائتلاف دولة القانون في واسط هادي الياسري في حديث للمدى برس: إن هطول الأمطار بشكل مفاجئ وبكميات كبيرة على المحافظات الجنوبية ومنها محافظة واسط ترك أثراً كبيراً على محصول القمح لهذا الموسم وستكون له انعكاسات كبيرة على الفلاحين. ويدعو الياسري وزارتي التجارة والزراعة الى اتخاذ تدابير عاجلة وذلك بفتح مراكز استلام للمحاصيل المسوقة من قبل الفلاحين في الاقضية والنواحي تلافياً لحصول تلف أكثر للمحصول نتيجة استمرار الأمطار وكذلك تذليل العقبات أمام المزارعين والفلاحين باستلام محاصيلهم المسوقة بأسرع وقت، مبينا انه خاطب رئاسة مجلس النواب والوزارات المعنية بكتاب رسمي لتدارك المشكلة التي علمنا بها مسبقا من قبل هيئة الأنواء الجوية قبل وقوعها لكن الجميع لم يتخذ التدابير اللازمة.
 ويؤكد الياسري أنه سيتبع الإجراءات القانونية والدستورية لمحاسبة كل جهة يثبت عليها التقصير بذلك بعد أن نعمل على تشكيل لجان لتقييم وحصر الأضرار التي أصابت الفلاحين والتي ستكون انعكاساتها على اقتصاد البلاد، مشيراً الى إن محافظة واسط تنتج بمفردها ما يشكل 37 % من حاجة البلد من الحبوب.
وشهدت محافظة واسط ومركزها مدينة الكوت هطول أمطار غزيرة منذ يوم الجمعة الماضي استمرت حتى يوم السبت مما أدى الى غرق معظم الأحياء السكنية وعدد كبير من القرى الريفية والأراضي الزراعية، إضافة الى مصرع طفلين وإصابة والدتهما أثر انهيار منزلهم جنوبي شرق الكوت، فيما أكدت دائرة مجاري واسط أنها وضعت كوادرها في حالة استنفار لتصريف مياه الأمطار. ودعا محافظ واسط مهدي الزبيدي أمس الأحد رئاسة الوزراء ووزارة الدفاع إلى إرسال طائرات لأجلاء نحو 50 أسرة حاصرتها الأمطار والسيول القادمة من إيران جنوب شرق الكوت، (180 كم جنوب بغداد)، فيما حذر الهلال الأحمر من انجراف الألغام لشدة السيول. وكان مستشار محافظ واسط لشؤون الزراعة والموارد المائية سلام مزعل عكال أعلن في حديث للمدى برس: أن اللجنة الزراعية في المحافظة حددت الأول من أيار الحالي موعدا للبدء بعملية الحصاد الميكانيكي لمحصولي القمح والشعير في عموم مناطق المحافظة، مشيرا الى توزيع أكثر من380  حاصدة للمشاركة في عمليات حصاد القمح الذي يتوقع أن يصل إنتاجه مع الشعير الى أكثر من نصف مليون طن. وتقدر المساحة الصالحة للزراعة في محافظة واسط ومركزها الكوت (180 كم جنوب شرق بغداد) نحو 2556626 دونما منها 47847 دونم أراضي مستصلحة و151550 أراضي شبه مستصلحة، في حين تقدر مساحة الأراضي غير الصالحة للزراعة 2035489 دونما، وتتم عملية الإرواء لتلك المساحات من خلال مجموعة كبيرة من المنظومات الاروائية المنتشرة في عموم مناطق المحافظة وبالاتجاهين السيحي والضخ، لكن الصفة الغالبة للإرواء هو الري بالضخ الذي يعتمد الكهرباء كلياً، وفي الحالتين يعد نهر دجلة المصدر الرئيس حيث يخترق المحافظة من الشمال الى الجنوب الشرقي وبطول 327 كم. يذكر أن محافظة واسط كانت قد أنتجت في الموسم الماضي 510 ألف دونم من محصولي القمح والشعير وحازت على المرتبة الأولى على صعيد المحافظات الأخرى بالنسبة للكميات المسوقة الى الدولة في حين هناك كميات أخرى لم يتم تسويقها من الفلاحين وتم خزنها لديهم كبذور للموسم الحالي أو لغرض طحنها واستخدامها في الخبر ما يعني أن إنتاج المحافظة كان أكثر من ذلك بكثير. يشار الى ان محافظة واسط شهدت خلال كانون الثاني 2013، هطول أمطار غزيرة أدت الى اجتياح عدد من القرى الفلاحية في مناطق شيخ سعد وبدرة وجصان وتهديم عدد من منازل المواطنين فيما أسفرت تلك الأمطار عن وفاة ثلاثة أشخاص في حي الجوادين بمدينة الكوت نتيجة سقوط منزلهم إضافة الى سقوط عدد آخر من المنازل المشيدة من اللبن والطين وحينها سارع مجلس المحافظة لمنح تعويضات مالية عاجلة لعوائل الجرحى والمتوفين. يذكر أن البلاد تعرضت في 20 تشرين الثاني 2012 إلى أمطار غزيرة تسببت بانهيار وغرق عدة منازل لمواطنين ومسؤولين في عدد من محافظات العراق، بينما تواجه المجالس المحلية في تلك المحافظات انتقادات شديدة لعجزها عن إكمال مشاريع الصرف الصحي.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

النفط: العراق ملتزم كلياً باتفاق أوبك الخاص بالتخفيضات الطوعية
اقتصاد

النفط: العراق ملتزم كلياً باتفاق أوبك الخاص بالتخفيضات الطوعية

بغداد/ المدى اعلنت وزارة النفط، اليوم السبت، التزام العراق باتفاق أوبك وبالتخفيضات الطوعية. وذكرت الوزارة في بيان تلقته (المدى)، أنه "إشارة إلى تقديرات المصادر الثانوية حول زيبادة انتاج العراق عن الحصة المقررة في اتفاق...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram