TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > إسلام .. وأي وسط؟

إسلام .. وأي وسط؟

نشر في: 5 مايو, 2013: 09:01 م

يستعير حزب الوسط الإسلامي مفرداته من قاموس القاعدة وجبهة النصرة، وهو يعلق على زيارة وزير الأوقاف محمد نوح القضاة للعراق، ويصفون زيارته لأضرحة أبي حنيفة والإمام جعفر الصادق، وقبلهما ضريح الحسين بن علي، وهو مع شقيقه الحسن سيدا شباب أهل الجنة، كما وصفهما الرسول الكريم، بأنها تطبيع مع الشيعة، ويأخذ على الوزير محادثاته مع المرجع الشيعي آية الله السيستاني، وترحيبه بتفعيل السياحة الدينية، وزيارة ضريح الصحابي الجليل جعفر ابن أبي طالب، ويطالب الحكومة الأردنية الوقوف بحزم أمام تصرفات وتصريحات الوزير القضاة خلال زيارته للعراق، ثم يربط كل ذلك بما يجري لإخواننا في سوريا، من قتل وحشي من قبل نظام الأسد، يقول انه يتم بمباركة المرجعيات الشيعة في النجف وكربلاء وقم.
حين يصف الحزب نشاطات الوزير بأنها "تطبيع" مع الشيعة، فمعنى ذلك أنه يعلن الحرب ضد طائفة مسلمة، تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله ويكفيها ذلك لتشكل مع أهل السنة جناحي الدين، ولا يضيرها الاختلاف معهم بشأن بعض القضايا، لكن التعصب، لعنه الله، يدفع الحزب  لتكفير فئة مؤمنة، وتحميلها أعباء مواقف سياسية، تتخذها طهران بغطاء مذهبي، ولا حجم الشحن الطائفي الذي يدفع شباباً من الشيعة للقتال في سوريا دفاعاً عن مراقد آل بيت الرسول، ولا يلاحظ الحزب الوسطي، بمعنى المتفهم والمتسامح، الخلافات العميقة بين المرجعية الشيعية العليا في النجف الأشرف، وبين دعاة ولاية الفقيه في طهران، وهي خلافات جذرية تتجاوز في عمقها الخلافات مع أهل السنة.
في نفس الإطار، قام مسلحون بنبش قبر الصحابي الجليل حجر بن عدي، أحد أبرز القادة العسكريين في زمن الرسول الكريم، لمجرد أنه والى الإمام علي رضي الله عنه في خلافه مع معاوية، وعلى اعتبار أن مقامه بات مركزاً للشرك بالله، ما يعيد إلى الذاكرة جريمة تفجير مرقد الإمامين العسكريين، التي أثارت اقتتالا طائفياً راح ضحيته المئات من العراقيين، كما تأتي الأنباء عن مجزرة ارتكبتها بخلفية طائفية قوات الأسد في ريف بانياس، وأسفرت عن نحو مئتي قتيل ومفقود، ذبحوا وأحرقت جثثهم، واعترفت السلطات السورية بما حصل لكنها وصفت ذلك بالقول إن وحدة من الجيش ضبطت مستودعين للأسلحة والذخيرة، خلال عملية نفذتها في البيضا، وقضت على أعداد من الإرهابيين في قريتي المرقب والبيضا وحي رأس النبع في مدينة بانياس.
نفهم الخلافات بين القيادات في العالم الإسلامي، على أنها خلافات سياسية، تتمسح بالمشاعر الدينية في وجهها الضيق "الطائفي"، لكن من غير المفهوم ولا المقبول أن يتبنى حزب أردني وسطي بتوجهات إسلامية، مواقف طائفية متشنجة، إلاّ إن كانت عينه على وزارة الأوقاف، فيلجأ لتشويه أي موقف يتخذه ويتبناه الوزير الحالي، على أمل الحلول محله في أي تعديل على حكومة النسور، وعندها سيكون الحزب ارتكب خطأ الضلوع في الفتنة الطائفية، التي يندلع شررها في أكثر من قطر عربي، وأعلن الحرب على طائفة إسلامية بالضد من تعاليم الدين وجوهره المتسامح حتى مع أهل الكتاب من غير المسلمين.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

العمود الثامن: مطاردة "حرية التعبير"!!

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

العمود الثامن: عاد نجم الجبوري .. استبعد نجم الجبوري !!

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

 علي حسين دائما ما يطرح على جنابي الضعيف سؤال : هل هو مع النظام السياسي الجديد، أم جنابك تحن الى الماضي ؟ ودائما ما اجد نفسي اردد : أنا مع العراقيين بجميع اطيافهم...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان البحر الاحمر فسيفساء تتجاور فيها التجارب

 علاء المفرجي في دورته الخامسة، يتخذ مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي شعار «في حب السينما» منهجًا له، في سعيه لإبراز هذا الشغف الكبير والقيمة العليا التي تعكسها كل تفصيلة وكل خطوة من خطواته...
علاء المفرجي

لمناسبة يومها العالمي.. اللغة العربية.. جمال وبلاغة وبيان

د. قاسم حسين صالح مفارقة تنفرد بها الأمة العربية، هي ان الأدب العربي بدأ بالشعر أولا ثم النثر، وبه اختلفت عن الأمم التي عاصرتها: اليونانية، الفارسية، الرومانية، الهندية، والصينية.. ما يعني ان الشعر كان...
د.قاسم حسين صالح

لماذا نحتاج الى معارض الكتاب في زمن الذكاء الاصطناعي؟

جورج منصور في عالمٍ يتسارع فيه كلُّ شيء، ويكاد الإنسان أن ينسى نفسه تحت وطأة الضجيج الرقمي والركض اليومي، يظلُّ (معرض العراق الدولي للكتاب)، بنسخته السادسة، واحداً من آخر القلاع التي تذكّرنا بأن المعرفة...
جورج منصور
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram