TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > أضغاث أحلام

أضغاث أحلام

نشر في: 5 مايو, 2013: 09:01 م

كل الجرائم والجنح والمخالفات لها في نصوص القانون الجنائي  موضع الصدارة في توقيع العقاب الصارم الرادع بحق  مقترفيها، إلا ارتكابها أثناء الحلم .
كل الأماني البعيدة  والآمال المستحيلة  والعواطف المكبوتة  مباحة ومتاحة للجميع أثناء الحلم ، لا فرق بين أمير وحمال . وهي فرصة فرويدية  فريدة للعقل الباطن ينطلق من عقاله ويتخطى أسوار محبسه من تقاليد وأعراف ، ليحقق في الحلم ما تعذر او يتعذر تحقيقه في عالم الواقع .. فالجائع يحلم بمائدة أطايب ، والخائف يحلم بملاذ آمن ، والسجين يحلم بالخلاص من قيود الأسر ، و..و..
للحالم حرية ان يجعل الصحارى القاحلة سماء مدرارة المطر، وتحويل المرج الأخضر إلى أزرق أو أحمر ! له حرية ان يجعل شمس الظهيرة سوداء والقمر ارجواني اللون ، للحالم الحق في ملاحقة من اغتصب حقوقه ومقاضاته ، بيده لا بيد عمرو.
تكرار الحلم له دلالاته البعيدة في قواميس تفسير الأحلام. ولكن تكرار الحلم ذاته كل ليلة  لا تفسير له إلا بدلالتين: باستحالة تحقيقه. او بتحققه عاجلا غير آجل.
معادلة عويصة الحل..ها. وإلا فبم نفسر الحلم المتكرر، نستعيد استحضاره كلما ادلهمت خطوب او تعفر التراب العراقي بزكي الدم.
احلم ، ومعي الملايين ، بذات نهار ليس له في تقويم الغرباء إشارة ، يدعى فيه ارباب الحكم لاجتماع عاجل، نفر ممن يميتهم سقم العراق، وتحييهم قيامته متعافيا، يجتمعون بعد ان يخلعوا عنهم قفاطين الجشع والطمع  والطائفية والتكالب على درهم أكثر ولقمة أكبر، يجتمعون بمسؤولية رجال، بمستوى عظماء غيروا وجهة التاريخ لصالح بلدانهم، للتداول فيما آل إليه حال البلد الذي غدا فيه ثمن زجاجة الماء المعلب (المستورد) أغلى من براميل دم الأبرياء المسفوح . يجتمعون ويتفقون بالإجماع على إصدار البيان التالي، واعتبار خرق بند من بنود الميثاق جناية تستحق أقصى عقوبة.
*  إعادة كتابة الدستور، او تعديله، وسد الثغرات في بعض نصوصه، وإلغاء كل ما يتعارض مع المصلحة العامة لعموم الشعب.
* تخويل   الوزارات المعنية بتحديد سقف أعلى لرواتب أرباب السلطة، وتخفيض الرواتب إلى الحد الذي يكفل لهم عيشة رغدة دون شحة او ضنك.    
*الاكتفاء بأقل عدد من الحراس والحمايات الخاصة التي يقال إنها قد تجاوزت المئات فالقدر إن هو حم، لا يوقف سطوته الف حارس.  
* تسريح جيوش الحمايات الخاصة ( الآلاف من البطالة المحمية والمقنعة ) بتأهيلهم، وزجهم في نشاطات إنتاجية: زراعية، صناعية، تعليمية.
* التخلي عن الانتماءات الطائفية، المذهبية، العرقية، العنصرية، الدينية، -أثناء أداء العمل- والإبقاء على الولاء الكبير للعراق الموحد.
* الإعلان عن الأملاك والممتلكات والأرصدة ، في داخل البلد وخارجه ، قبل الاحتلال وبعده ، والرضا بتفعيل   قانون من أين لك هذا وتطبيقه ليسري على الجميع دون استثناء او محاباة.
*إعادة كل ما سلب ونهب من ممتلكات وأموال وقصور ودور ومزارع ومصانع ، ليغدو ملكا خالصا للدولة وتخصيصها للمنافع الاجتماعية والتعليمية: كمدارس او متاحف او مبرات أيتام او مثابات لكبار السن ,,إلخ
*** للغيارى من أبناء العراق الحق بإغناء البنود بالمزيد من الرؤى لضمها لهذه الوثيقة (المبتسرة)  والتي ستكون العنوان الموحي والسطر الأول في سفر قيامة العراق من رماد الفجائع، العراق الذي نرتجي، والذي يعذبنا بعذابه حتى في أضغاث الأحلام!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: صنع في العراق

 علي حسين اخبرنا الشيخ همام حمودي" مشكورا " ان العراقي يعيش حاله من الرفاهيه يلبس أرقى الملابس وعنده نقال ايفون وراتبه جيد جدآ ، فماذا يحتاج بعد كل هذه الرفاهية. وجميل أن تتزامن...
علي حسين

قناطر: في البصرة.. هذا الكعك من ذاك العجين

طالب عبد العزيز كل ما تتعرض له الحياة السياسية من هزات في العراق نتيجة حتمية لعملية خاطئة، لم تبن على وفق برامج وخطط العمل السياسي؛ بمفهومه المتعارف عليه في الدول الديمقراطية، كقواعد وأسس علمية....
طالب عبد العزيز

تشكيل الحكومة العراقية الجديدة.. من يكون رئيس الوزراء؟

إياد العنبر يخبرنا التراث الفكري الإسلامي بأن التنظير للسلطة السياسية يبدأ بسؤال مَن يحكم؟ وليس كيف يحكم؟ ولعلَّ تفسير ذلك يعود لسؤالٍ مأزومٍ في الفقه السياسي الإسلامي، إذ نجد أن مقالات الإسلاميين تبدأ بمناقشة...
اياد العنبر

هل الكاتب مرآةً كاشفة للحقيقة؟

عبد الكريم البليخ لم يكن الكاتب، في جوهره، مجرد ناسخ أو راوٍ، بل كان شاهداً. الشاهد على لحظةٍ تاريخية، على مأساةٍ إنسانية، على حلمٍ جماعي، وعلى جرحٍ فردي. والكاتب الحقيقي، عبر العصور، هو ذاك...
عبد الكريم البليخ
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram