TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > حتى أنتِ يا إدارة الحج والعمرة !

حتى أنتِ يا إدارة الحج والعمرة !

نشر في: 6 مايو, 2013: 09:01 م

دائماً هناك أكثر من حلـَّين لأية مشكلة لمواجهة الاستعصاءات في الحياة والعمل والسياسة والاقتصاد والإدارة، ولكي لا نكون أسرى لثنائيات لم نخرج عن إطاراتها ومطارحاتها وندفع الأثمان الباهظة حين يتخلى العقل عن دوره ويترك الامر للأمزجة والمصالح والمآرب الأخرى بحيث ينعكس ذلك على مصائر الناس ويحولهم إلى وقود في معارك لا ناقة لهم بها ولا جمل ليدوروا في حلقة البيضة والدجاجة فقط.
من المزعج جداً أن نفاجأ بتحول المقدس إلى سلعة في تجارة الغش والتدليس من أعلى المستويات المعنية بالجانب التنفيذي، أي الإدارات، وصولاً إلى مكتب وهمي تضاف له علاقة بشكل وبآخر مع هذه الإدارة. ففي تحقيق أعدته الزملية هدى العزاوي (المدى 28/4/2013) حول الحج والعمرة كشفت عن تجارة وسياحة دينية في أتعس أشكالها وأدائها لأن أطراف العملية (المعتمر المزيف والإداري المسؤول) يريدان أن ينالا الحق بالباطل كما يقول الأمام علي (ع) فهم يضعان الناس أمام خيارين لا ثالث لهما إما إلغاء أو تحجيم الحج والعمرة أو الانقلاب التجاري العشوائي للعملية بكل سلبياتها عندما يباع المعتمر بـ 50 دولارا بين المكاتب الوهمية والرسمية وبعلم الإدارات التي تتذرع طبعاً بأنها لم يقدَّم لها ما يثبت الغش موثقاً، كما أنهم ليسوا مصدراً للفتوى بالتحجيم والتحديد والذي يسمى هنا التنظيم والضبط بهذا الأسم، وهكذا مثلاً عندما يقسط الحج أو العمرة أيضاً يدعون كذلك ويعتبرون الأمر ديمقراطياً بين العبد وربه لأنهم ديمقراطيون وليسوا أوصياء على الناس في هذه الحالة وهم وربهم يتخاصمون وهم يتغافلون بدورهم برغم علمهم أن التقسيط يدخل بشبهة الربا والمكاتب أصبحت مكشوفة في الشارع العام ولها آلياتها (وكلاواتها)، كما أنهم أي هيئة الحج والعمرة تعلم جيداً أن هناك مكاتب وهمية وحتى الرسمية المجازة طالما عرضت المعتمرين والحجاج إلى مشكلات السكن أو الطعام والنقل او مشكلة المحرم والالتفاف عليها، أما الحج التجاري فأمره معروف عندما تباع الحصص ويحصل اللامشروع، الحجة الجاهزة إدارياً أننا لسنا جهة رقابية ونقطع أرزاق الناس فهم يحتاجون ربما أربعة شهود عدول في هذه الحالة لكي يقنعوا بالواقعة ولا يفوتنا تناول العشوائية في تحرك العراقيين وانقسامهم في تفاصيل المناسك لحد القـرف من دون مراعاة لما يشير لوحدة المسلمين في مؤتمرهم الذي هو الحج الحد الأدنى للضامن الإسلامي، كما أن العمرة أصبحت مجرد سفرة لمن لا يستطيع أن يسافر بسياحة اعتيادية فهي حجارة لعصفورين. هل بات مستحيلاً تنظيمها من الترشيح للحج شرعاً وفق القرآن بمن استطاع اليه سبيلاً، واختلافكم في التفسير لا يعني الاستمرار بهذه الفوضى التي تجرح كل مؤمن حقيقي ويتحول المقدس إلى تجارة وثمن يلوث الأطراف المعنية بالحرام من المعتمر إلى الهيئة مروراً بالمكاتب التي نشرت كالفطر، الجميع يتحمل الإثم في حالة عدم تنظيم العملية وفق الشرع من باب (من رأى منكم منكراً) وأنكم لم تروا فعلى الأقل تسمعون وبشكل مقرف، واذا كانت هناك مبالغ فائضة لدى الناس لتبذرها مع المكاتب الوهمية وغيرها فعليكم دفع الناس إلى تنظيم الصدقة والإحسان على شكل صناديق داعمة لربعنا الأفقر في العراق من سكان العشوائيات والشحاذين والأرامل والأيتام ومَن هو الأكثر استحقاقاً؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

القصة الكاملة لـ"العفو العام" من تعريف الإرهابي إلى "تبييض السجون"

الأزمة المالية في كردستان تؤدي إلى تراجع النشاطات الثقافية والفنية

شركات نفط تباشر بالمرحلة الثانية من مشروع تطوير حقل غرب القرنة

سيرك جواد الأسدي تطرح قضايا ساخنة في مسقط

العمود الثامن: بين الخالد والشهرستاني

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: جنرالات الطائفية

العمود الثامن: لماذا لا نثق بهم؟

الصراع على البحر الأحمر من بوابة اليمن "السعيد" 

العمود الثامن: رئيستهم ورئيسنا !!

كيف يمكنناالاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟

العمود الثامن: بين الخالد والشهرستاني

 علي حسين أعرف جيداً أن البعض من الأعزاء يجدون في حديثي عمّا يجري في بلدان العالم نوعاً من البطر لا يهم المواطن المشغول باجتماعات الكتل السياسية التي دائما ما تطابنا بـ " رص...
علي حسين

قناطر: الربيع الأمريكي المُذِل

طالب عبد العزيز هل نحن بانتظار ربيع أمريكي قادم؟ على الرغم من كل ما حدث، وقد يحدث في الشرق الأوسط، نعم، وكم هو مؤسف أن تتحرك دفة التغيير بيد القبطان الأمريكي الحقير، وكم قبيح...
طالب عبد العزيز

تضارب المصالح بين إسرائيل وتركيا في سوريا وعواقبه

د. فالح الحمـــراني كما بات معروفاً، أن وزير الدفاع الإسرائيلي وبنيامين نتنياهو*، خلال لقاء حول موضوع الوجود التركي في سوريا، طرحا مقترحاً لـ"تقسيم سوريا إلى مناطق مقاطعات (الكانتونات)". وذكرت صحيفة إسرائيل هايوم عن خطة...
د. فالح الحمراني

النظام السياسي في العراق بين الخوف من التغيير وسؤال الشرعية

أحمد حسن لفهم حالة القلق التي تخيم على النخبة السياسية في العراق مع كل تغيير داخلي أو إقليمي، لا بد من تحليل عميق يرتكز على أسس واضحة ومنطقية. فالشرعية السياسية، التي تعد الركيزة الأساسية...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram