كانت فكرة مسابقة عاصمة السياحة العربية قد طرحتها المنظمة العربية للسياحة وتم إقرارها في الدورة ( 11) لمجلس وزراء السياحة العرب الذي عقد بعمان بتاريخ 18 -19- حزيران6- 2008،وتهدف المسابقة الى تشجيع حركة السياحة البيئية العربية،مع إبراز الخصوصية والعادات والتقاليد المميزة لكل مدينة،وكذلك إبراز القيمة السياحية لكل مدينة يتم اختيارها ودورها في دعم صناعة السياحة العربية،وفي التواصل مع الثقافات والحضارات الأخرى للوصول الى الاستدامة السياحية.

وأشارت الى تكليف مجلس وزراء السياحة العرب للمنظمة العربية للسياحة لتطوير مؤشرات ومعايير الترشح للقب عاصمة السياحة العربية، في القرار المتخذ باجتماع المكتب التنفيذي للمجلس الوزاري العربي للسياحة،في دورته العاشرة التي عقدت بمدينة جدة في 26 – 27 – 5 مايو أيار – 2012،فقد قامت المنظمة بتطوير معايير الترشح لاختيار عاصمة السياحة العربية بالتعاون مع الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل الجوي معهد الإنتاجية والجودة . 

ملايين السياح

وفي حوار لنا مع مسؤول الإعلام والعلاقات العامة في المحافظة الأستاذ حمزة حامد محمد وهو احد أعضاء لجنة ملف أربيل عاصمة السياحة التي ضمت في عضويتها ممثلين عن الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان العراق، ووزارة السياحة والآثار في الحكومة الاتحادية، وهيئة السياحة في الإقليم، ومحافظة أربيل، ورابطة شركات السفر والسياحة، ورابطة الفنادق والمطاعم في الإقليم،قال وبالأرقام:

تستقبل أربيل متمكنة نسبيا أو بنسبة متصاعدة نموا،وأعدادا هائلة من المصطافين والسياح،في عام 2009, كان عدد السياح حوالي 100 ألف سائح اما اليوم العدد وصل الى مليونين في إقليم كردستان و70% من هؤلاء جاءوا الى أربيل بالتحديد, وهذا الرقم كبير جدا وهناك زيادة حوالي مليون وربع المليون خلال سنتين, وشكل ذلك طفرة كبيرة في اقتصاد أربيل،في السابق كان في أربيل فقط 15 فندقا واليوم هناك أكثر من 200 فندق سياحي, بــ 16 ألف سرير إضافة الى الشقق المفروشة والأهلية، وبيوت المدن الحديثة الإنشاء في ضواحي أربيل، في موسم السياحة في الصيف لا تجد مكانا خاليا في شقلاوة وبيخال, وبعض المصطافين ينامون في الحدائق والبساتين،وفي أربيل شغلوا الحدائق والزوايا الفارغة، وعلينا بناء المزيد، الآن هناك 8 فنادق عالمية تحت الإنشاء، و22 مستشفى عالميا تحت الانجاز في أربيل من قبل المستثمرين الأجانب ورؤوس أموال كردستانية،وكانت لدينا جامعة واحدة، اليوم هناك حوالي 30 جامعة،القطاع الخاص في تطور وعمران وهناك المئات من المشاريع السياحية والثقافية والتجارية، هناك مشروع ماستر بلان وهو مشروع سياحي كبير في قمة جبل سفين وعشرات الشركات تعمل هناك ، وفي جبل كورك أنجزنا التلفريك للخدمة السياحة الشتوية ورياضة التزحلق على الجليد ، وطورنا مصيف حاج عمران .

مركز سياسي وتجاري وسياحي

وأربيل اليوم مركز تجاري ضخم وجميع العراقيين يتسوقون منه وأكثر التعاملات التجارية فيه ، كما انه مركز سياسي وتجاري وسياحي، وجسر يربط الشرق بالغرب عبر مطار أربيل الدولي، وللمعلومات فأن المطار له مدرج يعتبر خامس مدرج في العالم لهبوط الطائرات العملاقة، والمطار مركز ترانزيت مهم لتنقل الطائرات ،ويقدم التسهيلات اللازمة وهو ذو فائدة كبيرة لنا من كافة النواحي .

استئجار البيوت المؤثثة

وينتفع المصطافون من المدن السياحية الموجودة في أربيل باستئجار بيوتها مؤثثة بمبالغ زهيدة نسبيا، وتقول هيأة السياحة في أربيل،إن عدد المصطافين للعام الماضي بلغ أكثر من مليون ونصف في أربيل وحدها،ويقول الدلال أيوب عبد الله صاحب مكتب دلالية (باب العقارات2 في مدينة اشتي ستي) إن حصة المدينة كانت تأجير أكثر من اربعمئة بيت مؤثث خلال الموسم الماضي،لاربعمئة عائلة من عموم محافظات البلاد، بواقع 500 الى 600 دولار شهريا للبيت الواحد ـ تمتعوا بالأمن والأمان في المدينة ،وبخدماتها المتميزة،وأجواء الجبل الرائعة ومناخه البديع،لكن هذا العام وعلى الرغم من الزخم الذي شهدته المحافظة في نوروز لأعداد السياح القادمين للاستمتاع بأجواء العيد،إلا إن الوضع السياسي المتردي في البلاد ألقى بظلاله القاتمة على السياحة في أربيل،فلم تشهد المدينة إقبالا كالذي شهدته في العام الماضي، وهو ذات الكلام الذي قاله مدير إدارة فندق ساف بعينكاوا السيد أزاد زكي،الذي ذكر لنا ان فنادق المدينة لم تشهد الإقبال ذاته الذي شهدته في العام الماضي،حيث شهدت فنادقها ليال سياحية تامة،بينما فرغت الكثير من غرفها هذا العام،وانخفضت أجور المبيت 20 بالمئة كما ذكر،فأصبح إيجار الغرفة 100 دولار بدلا من 120 لليلة الواحدة كما هو الحال في العام الماضي، في حين أكد سمير حنا صاحب فندق عنكاوا وهو من نفس الدرجة ،إن السبب الحقيقي هو ازدياد عدد الفنادق،وإلا فان أعداد الوافدين الى أربيل ازدادت ولم تنقص،اما بخصوص الاستعدادات لمتطلبات ملف أربيل عاصمة السياحة العربية لعام 2014 ،فقد أكد لنا الاثنان إنهما لم يستلما أية تعليمات بهذا الخصوص ؟ .

اتهامات للجنة الفوز

وعودة الى أسئلتنا بشأن ما تم انجازه من اشتراطات ما بعد الفوز،فان مسؤول إعلام المحافظة الأستاذ حمزة حامد عضو اللجنة،قال ردا على أسئلتنا بهذا الخصوص : انه قلق الآن مع انه يتطلع بأمل الى الغد،فحتى الآن لم تتم الاستجابة لأي من الاشتراطات التي فرضت لما بعد الفوز،وبحسب علمنا فان اللجنة التي أنجزت ملف الفوز لم تحظ بأي تقدير،مع أنها حققت فوزا شاقا بحسب تعبير السيد حمزة،الذي أضاف انهم بالعكس من ذلك حصدوا انتقادات مريرة،منها ما قيل بشان فقدان أربيل هويتها الكردستانية، وتغيير ديموغرافيتها عودة الى سياسات النظام السابق،وتعريب عاصمة إقليم كردستان،وأكد قائلا ردا على مثل هذه الاتهامات،إن لقب أربيل عاصمة للسياحة العربية،لم يمنح لها مكرمة بل من خلال مسابقة مهنية بحتة عملنا من اجلها طوال ثمانية أشهر بدأب وجد وبمهنية عالية بدعم وتمويل من رئاسة مجلس وزراء كردستان الذي خصص مبلغ 700 ألف دولار لإتمام هذا الفوز،وبإشراف مباشر خطوة بخطوة من محافظة أربيل،وقد كان اللقب بالنسبة لنا تحديا كبيرا،كوننا مدينة من إقليم كردستان الفدرالي ذي الخصوصية القومية والواقع الديمقراطي والاستقرار الأمني والنهضوي الفريد في عراق ما زال يرزح في آلامه ومعاناته ويواجه تحديات أمنية وسياسية واقتصادية ويفتقر الى البنى التحتية الخدماتية بالأمور السياحية،واللقب الذي فزنا به ليس عيبا،لكونه من جامعة الدول العربية،لأنها محفل دولي كبير يضم اثنتين وعشرين دولة من بينها الدولة العراقية التي نحن جزء منها دستوريا،على الرغم من كوننا إقليم نتميز بخصوصيتنا القومية والتاريخية والجغرافية،واللقب مكسب تنافسي مهني بحت لا يمت بصلة الى ما يشاع من تعريب أو تغيير ديموغرافي أو سياسي.

خصوصيتنا القومية

كما إن تسمية أربيل عاصمة للسياحة العربية لعام 2014 لا تعني أو تستوجب أن نتخلى عن هويتنا القومية الكردستانية،وما الى ذلك من تأويلات باطلة وجاهلة،ومخاوف لا أساس لها، لان اللقب وأية تسميات على مستوى الجامعة العربية تسمي ( العرب أو العربي ) كون المحفل هو المحفل العربي الذي يضم الدول العربية الاثنتين والعشرين،ومضى الأستاذ حمزة حامد محمد الى القول نحن لم نذهب الى المسابقة ونحن نرتدي عقالا،بل ذهبنا كعراقيين بخصوصيتنا القومية الكردية،وفي الفيلم الذي قدمناه للمسابقة صورنا أربيل الكردية بهويتها دون اي تهاون،وصورنا استعراضا للبيشمركة،وعلم كردستان والزي الكردي وتحدثنا باللغة الكردية،ورافقتنا موسيقى كردية وقدمنا كل ما يثبت تميزنا القومي في عراقيتنا فأين هو محل الاعتراض؟ أو النقد أو الخوف أو التشكك؟ وبخصوص تنفيذ اشتراطات ما بعد الفوز،يصمت المسؤول الكردستاني ولا نجد جوابا،بخصوص معلوماتنا حول عدم تبني توجيه أية تعليمات بشان أسعار النقل والإيواء والطعام ودخول المعالم والمزارات السياحية وتسهيلات دخول أربيل للسياح العرب،وتصميم شعار للمدينة كعاصمة للسياحة العربية،وبناء صرح سياحي بالمناسبة في احد مناطقها يبقى مذكرا بفوزها،فلم تبرز الى حيز الواقع على الأرض أية فكرة بشأن الشعار ولا بشان الصرح ولم تشكل أية لجنة لمتابعة التنفيذ ولا شيء حتى الآن عن التمويل،برغم مرور سبعة أشهر على إعلان الفوز، وهو مما يقلق فعلا كما قال السيد حمزة.

لا يوجد اهتمام إعلامي

الى الآن لم يبذل أي جهد لاستغلال المناسبة والترويج وجذب الاستثمارات، كذلك لم نشهد أي اهتمام إعلامي بالمناسبة،وسبق للسيد حمزة ان اتهم الإعلام بالتقصير في هذا المضمار،وقال : إن الإعلام المحلي لا تهمه مصالح كردستان الحقيقية وانه إعلام يهتم بالسياسة فقط، وحين دعوته الى ان يأخذ مكانه ليكشف ما يقلقه،اعتذر وقال أنها أمور ليست بذات بال،وقدمني الى مدير الإدارة العامة لمحافظة أربيل السيد سيروان فارس دزه يي نائب رئيس لجنة ملف أربيل عاصمة السياحة العربية،ليجيب عن تساؤلاتي بهذا الخصوص،ومن جانبه لم ينكر السيد دزه يي عدم تنفيذ تلك الاشتراطات أو التحرك الايجابي نحوها إلا انه برر ذلك بالقول: إن الوقت ما زال أمامنا،ونحن جمعنا في يومين فقط 60 ألف اربيلي في حلقة التفت حول قلعة أربيل بمناسبة أعياد نوروز وعلى وفق هذا يمكن القول انه بإمكاننا ان ننفذ كل الاشتراطات بخصوص فعاليات أربيل عاصمة السياحة العربية في وقت قياسي .

فنادق ومطاعم

أبدينا قلقنا أمام السيد دزه يي وقلنا إن الاستجابة حين تتم في أيام قلائل قياسا الى حجم المطلوب ستكون متسرعة،ولن تكون أكثر من ( سلق ) بينما الوقت متاح للبدء منذ الآن قبل ان يفرغ اللقب من محتواه ويصبح مسألة روتينية وبروتوكولية لا أكثر،فقال انهم بصدد تشكيل لجنة أخرى لتنفيذ الأعمال المطلوبة،لكنه لم يحدد موعدا لتشكيلها أو قيامها بإعمالها وقال فقط انها تتكون من مديرين عامين برئاسة المستشار بهاء المياح،وأضاف معترفا انه لم يجر نشاطا لتحديد جهة التمويل بالنسبة للصرح السياحي المطلوب والشعار وصفحة الويب سات،وان رجح انها ستكون تابعة لرئاسة وزراء الإقليم،وان بالإمكان انجاز الصرح خلال شهرين وان يتم توجيه التعليمات والتوعية للفنادق والمطاعم وروابط الفندقة والسياحة والمطاعم وشركات السياحة والسفر والنقل خلال أسبوع واحد فقط وينتهي كل شيء ؟

أما الفعاليات فقال السيد دزه يي : إن هناك خمسين فعالية معدة للتنفيذ خلال العام المقبل!

نتمنى ان تفلح أربيل حقا في تنفيذها في الوقت المناسب، وفق توقعات السيد دزه يي وإلا يعود التاج على رأسها تاجا من ورق بسبب تهاون بعضهم بدلا من الماس الذي تستحقه.