الساحرة المستديرة ليس لها أصدقاء ولا أعداء، بل هناك شيء مفاده انها تعطي لمن يعطيها ، ونحن من خلال متابعتنا لها شاهدنا على مرّ الأزمنة وفي جميع بقاع العالم كيف انها اسقطت كباراً وصغاراً وجعلتهم في أسوأ حالاتهم وفي الوقت ذاته جلبت السعادة للبعض الآخر ووضعت فرقاً في برج سعدها ، وكما رأى العالم بأسره كيف ابتسمت لفريقي بايرن ميونخ وبورسيا دورتموند الالمانيين على حساب فريقي برشلونة وريال مدريد الاسبانيين لتجعل العالم كله يتحدث عن تلك الموقعتين المذهلتين حقاً اللتين شغلتا كل عشاق تلك الساحرة في ليلتين غير عاديتين.
دوري النخبة شهد هذا الموسم طفرة نوعية غير اعتيادية ايضاً ببروز اكثر من خمسة فرق تتنافس جميعها على احراز اللقب الأغلى وينفرد من بين تلك الفرق فريق الشرطة (القيثارة الخضراء) كما يحلو لعشاقه ان يطلقوا عليه الذي سجل سابقة لم نألفها من قبل هو انه انهى منافسات المرحلة الأولى من دون ان يتعرض الى اية هزيمة ، وهذا ما عزز ثقة محبيه به بعد النتائج المتميزة التي تحققت له خصوصا انه اطاح بفرق الجوية والزوراء وأربيل تلك الفرق المؤهلة لخطف اللقب ليجعل انصاره تتغنى باسمه وتتمايل طرباً لأداء لاعبيه الذين يشبههم بعازفي القيثارة الذين تفننوا بألحانهم من مباراة لأخرى واينما حلوا في ملاعب الخصوم مانحاً لنفسه الثقة المفرطة بتلك التوليفة التي دأبت ادارة النادي على استقطابها من اللاعبين الدوليين ذوي الخبرة فضلاً عن اربعة محترفين ما بين كاميروني وفرنسي ونايجيري وبوركيني فاسو ليجعل ذلك الأداء الرصين للفريق الاخضر بمثابة جواز المرور الى منصات التتويج التي فارقها أهل القيثارة منذ عام 98 حتى الان ما بين مــدٍ وجزرٍ في الاداء طوال السنين الماضية الذي تراوح تواجده بين المراكز من الخامس الى السابع في كل موسم بعيداً عن دائرة المنافسة ليعوض هذا الموسم عن تلك السنوات العجاف التي مرَّت عليه.
الآن وبعد الهزيمة القاسية التي تعرض لها فريق الشرطة امام الجوية اصبحنا في مفترق طرق لنجزم ألا أمان مع الساحرة المستديرة التي ابتسمت طويلاً لهذا الفريق لكنها سرعان ما كشرت عن انيابها لمجرد ان لاعبيه أداروا ظهورهم عنها لتبتسم الى الصقور الذين عرفوا كيف يتعاملون معها بدقة ودراية كافيتين لأن تجعلهم في برج سعدهم بعد ان مزقوا شباك الشرطة برباعية ولا أروع منها جعلتنا نثق بمستقبل كرتنا وفرقنا المحلية التي باتت المصدر الذي لا ينضب لنجوم المستقبل.
خسارة الشرطة كانت ضرورة حتمية فإنها ان لم تأتِ من الجوية فسوف تأتي من فريق مغمور وقد تصبح كارثة وهذه هي ضريبة التألق والنجاح التي دفعها فريقا برشلونة وريال مدريد يدفعها اليوم الشرطة باستحقاق لتكون بمثابة الدرس القاسي الذي سيقود الفريق الاخضر الى منصات التتويج لا محال لاسيما ان هناك فسحة زمنية كبيرة للتعويض واعادة الثقة بالنفس ومواصلة المشوار الذي خطه عازفو القيثارة بنجاح ليجعلوا اختتام تلك السمفونية الجميلة مسكاً وهم يحملون درع الدوري للمرة الثالثة في تأريخهم الطويل.
لا أمان مع الساحرة !
[post-views]
نشر في: 6 مايو, 2013: 09:01 م