اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > حضروا ذقونكم فالحلاق قادم

حضروا ذقونكم فالحلاق قادم

نشر في: 6 مايو, 2013: 09:01 م

أتابع منذ أيام ردود الأفعال على قرار هيئة الإعلام والاتصالات تعليق رخصة بعض القنوات الفضائية، واثار استغرابي الشديد كتابات بعض المثقفين والإعلاميين التي وجدتها تصب باتجاه هيمنة الحكومة على المؤسسات الرقابية "المستقلة"، وما يؤلم بهذه الكتابات هو ابتعادها عن جوهر الموضوع، وهو من وجهة نظري؛ أصل الحق بالرقابة ومن يمتلكه ومن يتحكم به، ومناقشتها قضايا جانبية تتعلق بسلوك هذه القناة أو تلك. وهم يفعلون ذلك من أجل تشويش الرؤية على المتابعين من الناس، وهو فن في الجدل أتجنب كثيراً الخوض فيه، لعلمي بأنه جدل لا ينتهي. وكما حدث مع موضوع استخدام الجيش لفض اعتصامات الحويجة، عندما ناقش بعض المعترضين أصل استخدام الجيش لفض الاعتصامات بعد أن رفض المعتصمون بوضوح وجود الإرهابيين، مشيرين الى الفرق الجوهري بين خطورة الانتهاك المبدئي للقانون وبين التفاصيل التي تبرر بعض الانتهاكات، ومؤكدين على أن السماح للحكومة بان تنتهك القانون تحت مبررات تحددها هي يعني أننا سنكون عرضة لنفس الخطر يوم تختار الحكومة انتهاك حقوقنا عن طريق لي القانون بإيجاد مبررات مناسبة. بعبارة أخرى "إذا زينو لحية جارك، خلي صابون على لحيتك".
قلنا سابقاً ان الارهاب موجود في الاعتصامات، لكن ما الذي سيمنع الحكومة من استخدام الجيش لفض اي اعتصام مقبل تحت ذريعة الإرهاب؟ هذا هو السؤال الذي تجنبه المعترضون على انتقاداتنا.
اليوم يأتي بعض المثقفين ليقول بان فلان قناة تحرض على الارهاب، ثم يشنع علينا نقدنا لأصل قرار الهيئة، وهو يوهم القراء بان رفضنا يأتي في سياق دعم تلك القنوات، الأمر الذي يضطرنا للتحول من مناقشة أصل الفكرة الى تفاصيلها، ونضطر الى لعن هذه القناة والبراءة من تلك.
يا سيدي الكريم نحن لا نقف بالضد من مذكرات القاء القبض على الارهابيين، لكننا نتساءل لماذا يحدث الانتقاء بتفعيل هذه المذكرات ولمصلحة من؟ لماذا يضطر امثال سنان الشبيبي الى الهرب من بلده بينما يتلمظ لصوص العراق على شاشات الفضائيات يومياً؟ ونحن لسنا ضد ملاحقة مجرمي الفساد، لكننا نراقب بخوف كيف أن الملفات المتعلقة بهؤلاء المجرمين تُفعل لأغراض سياسية رخيصة. ونحن لسنا ضد مراقبة سلوك الفضائيات لكننا نعلم بان هذه المراقبة تتم بعيون حكومية، ولهذا السبب نحن قلقون.. فرجاء، والكلام موجه لكل من يحاول لي الحقيقة، نحن ضد استخدام الاعلام لدعم الارهاب او شق الصف الوطني، لكن اعتراضنا على قرار الهيئة الأخير هو اعتراض مبدأي، ونحن قلقون من سلوك هذه الهيئة، ونخاف، في حال تم تمرير هذا القرار بدون مساءلة شديدة اللهجة، أن تتقدم السلطة التنفيذية خطوة أخرى اتجاه تكميم الأفواه، وإذا تم قطع لسان الإعلام النقدي فعلى الديمقراطية السلام.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 3

  1. ابو سعد

    الديمقراطية لا تنسجم مع العمائم (حتى مع لباس مدني للتمويه)...... وأي كانت هذه العمائم...

  2. علي ابراهيم

    المشكلة في الانتقائية التي لن نتخلص منها فهناك من يجتث من وظفته كمعلم ويعود من هو برتبة مرموقة وهناك من يسرق مليارات فيخرج بكفالة و ياخذ رشوة50الف دينار فيحكم بسبع سنين وهناك حواسم بمجمعات سكنية دوائر دولة يعوضون ويملكون بدائل وصاحب بسطية تكسر ويعتقل

  3. أحمد هاشم الحسيني

    نعم صدقت وينبغي التصدي لمحاولات فرض سلطة القائد والرمز الذي لا يخطئ ما دام بيده سوط السلطة وحقيبة المال وهذا ما يتم إستخدامه اليوم حيث تنظر الحكومة لكل شئ من خلال الولاء لا الكفاءة والنزاهة أو الإلتزام بالقانون والإنتقائية هي سمة كل خطوة تتخذها الحكومة و

يحدث الآن

العراق الثاني عربياً باستيراد الشاي الهندي

ريال مدريد يجدد عقد مودريتش بعد تخفيض راتبه

العثور على جرة أثرية يعود تاريخها لعصور قديمة في السليمانية

"وسط إهمال حكومي".. الأنبار تفتقر إلى المسارح الفنية

تحذيرات من ممارسة شائعة تضر بالاطفال

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: العميل "كوديا"

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

 علي حسين ما زلت أتذكر المرة الأولى التي سمعت فيها اسم فولتير.. ففي المتوسطة كان أستاذ لنا يهوى الفلسفة، يخصص جزءاً من درس اللغة العربية للحديث عن هوايته هذه ، وأتذكر أن أستاذي...
علي حسين

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (1-2)عطلة نهاية العام نقضيها عادة في بيت خوالي في بغداد. عام ١٩٥٨ كنا نسكن ملحقاً في معمل خياطة قمصان (أيرمن) في منتصف شارع النواب في الكاظمية. أسرّتنا فرشت في الحديقة في حر...
زهير الجزائري

دائماً محنة البطل

ياسين طه حافظ هذه سطور ملأى بأكثر مما تظهره.قلت اعيدها لنقرأها جميعاً مرة ثانية وربما ثالثة او اكثر. السطور لنيتشه وفي عمله الفخم "هكذا تكلم زارادشت" او هكذا تكلم زارا.لسنا معنيين الان بصفة نيتشه...
ياسين طه حافظ

آفاق علاقات إيران مع دول الجوار في عهد الرئيس الجديد مسعود پزشكیان

د. فالح الحمراني يدور نقاش حيوي في إيران، حول أولويات السياسة الخارجية للرئيس المنتخب مسعود بيزشكيان، الذي ألحق في الجولة الثانية من الانتخابات هزيمة "غير متوقعة"، بحسب بوابة "الدبلوماسية الإيرانية" على الإنترنت. والواقع أنه...
د. فالح الحمراني
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram