TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > جهاز المتفجرات الفاسد .. أسئلة بلا حدود

جهاز المتفجرات الفاسد .. أسئلة بلا حدود

نشر في: 6 مايو, 2013: 09:01 م

جيد جداً أن يعلن رئيس الوزراء أن حكومته اتخذت الإجراءات اللازمة بشأن ملف جهاز كشف المتفجرات المزيف الذي باعه لنا تاجر بريطاني غشاش بمساعدة مسؤولين في دولتنا، قد يكون بينهم كبار، لا شرف لهم ولا ضمير، قبضوا ملايين الدولارات من تحت الطاولة وتركوا مواطنيهم يموتون بالمجان وهم لا يعلمون ان الثقة التي وضعوها في الحكومة لم تكن في محلها.
لكن ثمة "عجيب أمور، غريب قضية" في ما جاء في بيان مكتب رئيس الوزراء الصادر أول من أمس. البيان أفاد بان "الحكومة اتخذت الإجراءات ضد المتورطين بملف أجهزة كشف المتفجرات منذ أكثر من عامين"، وانه "صدرت أحكام قضائية ضد بعض المتهمين في هذه القضية منذ عامين وأكثر".
نعم، عجيب أمور غريب قضية! فما هي الإجراءات التي اتخذتها الحكومة منذ سنتين وأكثر؟ لماذا لم يُكشف لنا عنها كل هذه المدة؟ ومن هم المتورطون في هذه القضية الخطيرة التي كلّفت آلاف العراقيين حياتهم وممتلكاتهم؟ هل هم خمسة عشر أو أكثر من المسؤولين في الدولة والتجار كما ظهر في وقائع المحاكمة البريطانية للتاجر الغشاش؟.. نحن لا نعرف الا اسماً واحداً في هذه القضية هو مدير جهاز مكافحة المتفجرات السابق اللواء جهاد الجابري، فمن هم الآخرون الذين صدرت أحكام قضائية في حقهم؟ لماذا لم تُعلن أسماؤهم من قبل؟ ولماذا ولمصلحة مَنْ كل هذا التعتيم على هذا الملف والمتورطين به؟
والأهم من هذا كله لماذا لم تزل أجهزة الأمن تستعمل هذا الجهاز الكاذب في شوارعنا؟
عضو لجنة النزاهة في مجلس النواب عثمان الجحيشي أعلن في تصريح صحفي أن لجنته "عندما فتحت ملف أجهزة المتفجرات واستضفنا مفتش وزارة الداخلية أقرّ بفشل الأجهزة (الفاسدة) وعندما طرحنا عليه سؤالاً لماذا لم يتم سحبها من الشارع خاصة بعد أن كلفت دماء الشعب والجيش، قال: نحن لا نسحب هذا الجهاز من الشارع حتى لا يُقال عنا إننا نستورد أجهزة فاشلة.. وكان العذر أقبح من الفعل".
هل هذا صحيح؟ إذا كان صحيحاً فمن ذا الذي اتخذ القرار بإبقاء الجهاز في الخدمة لخداع الناس؟ وكم خدعة من هذا الطراز مرر علينا هذا الرجل وسواه من صانعي القرارات في دولتنا؟
بيان رئيس الوزراء أعلن أيضاً "سنستمر في متابعة هذا الملف طبقاً لتطوراته في داخل العراق وخارجه"، وفي هذا الصدد مهم أيضاً أن نعرف هل فكرت الحكومة ورئيسها بطلب تعويضات لعائلات الضحايا من التاجر الغشاش وشركائه المسؤولين في دولتنا؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. جليل اسماعيل

    الاستاذ عدنان نشد على ايديكم ونحن المولعون بقراءة متكتبون ان تصبح لازمة عمل يومي لفضح جهاز السونار وبشكل يومي عسى كلماتكم توخز النائمين

  2. رائد فصيح الجنابي

    صديقي العزيز ارجو ان تسمح لي قضية الاجهزه الفاشله احدى اهم القضايه الفساد المعروفه على الصعيد الشعبي نتمنا منكم وكلنا امل بفضح هذه الحكومه الفاسده وعلى جميع الاصعده التي تمس المواطن العراقي ,متخذين اصدقائنا الذين فازوا بألانتخابات عونا اساسيا مع وضع اليه

يحدث الآن

عمليات بغداد تغلق 208 كور صهر و118 معمل طابوق وإسفلت

أسعار الصرف اليوم: 143 ألف دينار لكل 100 دولار

ترامب: أوقفتُ 8 حروب وأعدتُ "السلام" للشرق الأوسط

الأنواء الجوية: انتهاء حالة عدم الاستقرار وطقس صحو مع ارتفاع طفيف بالحرارة

حصار فنزويلا ينعش النفط… برنت وغرب تكساس يقفزان في آسيا

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram