عندما يأتي الحديث عن رجال البارالمبية الابطال لم يعد التعاطف مع ظروفهم القدرية "وحده" دافعاً للتضامن معهم إنسانياً ، بل من حقنا ان نتفاخر بهم ونسميهم (رموز وطن التحديات) ، وكانوا خارجه سفراء الرياضة بحق لما يتمتعون من عطاء دائم وحرص استثنائي على العودة بحُزم الميداليات الملونة كانت آخرها فضيتان وبرونزية في بارالمبياد لندن 2012.
ومن دون شك لا يمكن لأية مؤسسة رياضية ان تحافظ على الخط البياني السنوي لمعدل الانجازات على الصعيد العربي والقاري والعالمي ما لم تكن هناك قيادة إدارية وفنية تضع برنامجاً مستوفياً لشروط الانجاز بمساعدة الرياضيين أنفسهم الذين يشكلون قلب الحدث في أصعب الظروف التي واجهت بلادنا طوال الحقبتين الماضيتين ، وكانت من بين تلك المؤسسات النشيطة اللجنة البارالمبية التي سعى رئيسها قحطان النعيمي منذ تسنمه العمل الى بلورة عدد من النقاط الضامنة للنجاح على صعيد البطولات وتهيئة بنى تحتية ملائمة يتكيف معها الرياضي في مختلف الاحوال وهو ما أثمر بالفعل عن حصاد وفير وقاعدة واسعة من الموهوبين ممن يستحقون ان تتوسم فيهم اللجنة لرفع أعمدة من الآمال في جميع المحافل.
وطالما ان كل عمل مثمر يتدلى بفخر من شجرة العطاء ، فمن الطبيعي ان يُرمى احياناً من الحانقين والطامعين ممن لا همّ لهم سوى الانتقاص من الآخرين بلا هدف مبرر ، ولهذا فان المشكلات التي تواجه اللجنة البارالمبية في الوقت الراهن يمكن عدّها ضمن هذا الوصف من دون أن نهمل سبباً رئيساً ربما يتفق معنا رجال البارالمبية أو يختلفون ان هناك في الاتحادات واللجان الفرعية والتنفيذية من إحتكر العمل وكأنه خالد فيه ولا توجد قوة على الأرض تخلعه!
وإذا كان هناك صراع مكشوف ومحتد ومتأزم تشهده اللجنة الأولمبية الوطنية منذ فترة طويلة بسبب تشبث شخصيات إدارية في مقاعد اتحاداتهم لأكثر من دورتين ، فيبدو الصراع غامضاً في اللجنة البارالمبية التي يفترض ان يتحلى جميع العاملين في مفاصلها بروح رياضية تسمو مع وضعهم الصحي ولا تستغل لإستمالة عطف المحيطين بهم للسكوت عن أخطائهم وتمرير مقررات ولوائح انتخاباتهم يشكو البعض بانها تلحق غبناً لثلة من حملة الدكتوراه والمتخصصين في العمل مع ذوي الاحتياجات الخاصة ليست لديهم القدرة على اختراق (كونكريت) التصويت المؤدلج وفق رؤية ضيقة مفادها ( أولوية القيادة للمعاق) !
هذا تفكير ضيق جداً لا يستقيم مع مفهوم الرياضة الواسع " شراكة الجميع في صناعة الانجاز " وهناك من بين اعضاء المكتب التنفيذي لا يمتلكون الشهادات العليا أسوة بلجان بارالمبية مماثلة في الدول العربية والعالمية تنظر لعلمية المسؤول باهتمام بالغ ليكون فاعلاً في تطوير الالعاب وتثوير طاقات الرياضيين المعاقين، وتلك مسألة في غاية الخطورة عندما تصاب إرادة البارالمبية لصناعة دعائم الانتخابات بـ(شلل نصفي) سببه سوء هضم بعض العقول للممارسة الانتخابية وحصر اللوائح على مقاسات ذاتية غير قابلة للاختراق.
هناك من عمل قبل التغيير الذي شهده الوطن عام 2003 وواصلت عجلة طموحه الدوران حتى الآن رغبة منه في خدمة اللجنة وتوظيف خبراته للرياضيين ظناً بانه لا بديل له أو هكذا يصوّر له القريبون منه سواء من أقرانه في اللجنة أو الاعلاميين المنتفعين من (بركات) السياحة الماجلانية لعموم مدن الارض في شرقها وغربها وبانتقائية عالية الجودة في العلاقات على حساب استحقاق آخرين – لسنا بينهم ، لكن الحقيقة لابد ان يجري دم التغيير في الهيكلية الادارية لقيادة العمل البارالمبي لمنح الكفاءات الشابة فرصة التطوير ايضاً ومواكبة التحديثات الحاصلة في المسابقات العالمية وكيفية زيادة عدد ابطالنا المتنافسين على ميداليات عالمية ، فضلاً عن إزالة الاحتقان بين المسؤولين (المخضرمين) الرافضين للاعتزال وبعض الرياضيين القدامى ممن يواصلون تحقيق الانجازات ولا يلقون الدعم الاستثنائي الذي يشعرهم بكرامة ما قدموه للوطن والرياضة.
بركات البارالمبية !
[post-views]
نشر في: 7 مايو, 2013: 09:01 م