لا أظن أن عراقياً من الجيل الجديد أو القديم لا يعرف معنى "البستة" في الغناء العراقي. وإذا كان هناك من لا يعرفها، خلافا لما أعتقد، فأعلمه بأنها الأغنية التي تأتي مباشرة بعد بيت من الموّال أو الأبوذية. مثال ذلك أبوذية "يلوم المادره بعلتي شمرها" التي يتبعها حسين نعمة ببستة "أمشي اعله جالي الكوت وانهدم بيّه".
"البستة" عند العراقيين لا يقتصر استعمالها على الأغنيات بل جاءت في أمثالهم، أيضا، لوصف من يتحايل عليهم أو من يحاول أن يعبّر براسهم "كلاوات" كما يقولون. فالذي يتفنن في غشهم يقولون عنه "كل يوم يطلعنّه ببسته جديده". وعن الذي يخطب بكلام رنّان فارغ من المعنى، يقولون " الأخ كام يبسّت". وبدلا من قولهم "فوت الهوه ابظهرك" لمن ياخذه الواهس فينفخ بنفسه أو بحزبه "يقولون له "بسّت عيني بسّت". وعند الجيل الجديد احتلت "الفيكة" مكان "البسته". فمن "يفيّك" اليوم كان "يبسّت" بالأمس. فعن الكلاو المضبوط يقول أبناء الجيل الجديد "خوش فيكه" بدلا "من خوش بسته" كما كان يقول أجدادهم.
ومثلما انتشرت "البستات" الغنائية في العراق، انتشرت فيه هذه الأيام "بستات" من نوع آخر. إنها البستات السياسية والحزبية. وهذه "البستات" تكاد تتشابه من حيث المضمون بين جميع الكتل والأحزاب، خاصة الدينية منها، لكنها قد تختلف من حيث اللحن بحسب المكان أو الزمان. فـ"بستات" الإخوان في مصر، مثلا، لحنها يختلف عن بستات حزب الدعوة في العراق. كذلك يصح القول عن مرسي والمالكي. كلاهما غنى "ببستة" المئة يوم لخداع المتظاهرين لكن كلا منهما أداها بلحن مختلف. أما من ناحية الزمان "فبستات" السياسيين أيام المعارضة تختلف نصاً ولحناً عند جلوسهم على كرسي السلطة. أحيلكم الى بستة "ما ننطيها" كشاهد ودليل على قولي.
عندما "يُبسّت" الحاكم "تُبسّت" معه جوقة "البسّاتة" الجدد من المقربين والمستشارين والمنتفعين. ومثلما ليس كل "مدعبل جوز" فليست كل بستةٍ بستةً. كما "الفيكة" بالضبط. فيها الـ"مضبّطة" وفيها الراخية. لا أريد أن أكون "دكتاتوراً"، كما يصفني بعض أنصار المالكي، وأفرض عليكم تشخيصي بل سأكتفي بإدراج بعض من "بستات" دولة القانون تاركاً لكم وضع كلمة "مضبّطة" أو راخية أمام التي ترونها كذلك:
بستة استنساخ المالكي للمؤدي عباس البياتي.
بستة كمال الساعدي التي تؤكد أن كل من يتظاهر في ساحة التحرير، أو في غيرها، أما بعثي أو قاعدي أو مدفوع من دولة قطر.
بستة حنان الفتلاوي عن "الجنود الناجين من مجزرة الحويجة"!
بستة الشابندر عن ومع مشعان الجبوري.
سيداتي سادتي، سأكتفي بهذا القدر من "البستات"، داعياً الله لي ولكم أن لا يسمعنا "بستات" آخرين إن تسلّموا الحكم مستقبلاً. كيف؟ العلم عند الله وعند الراسخين في الخضراء.
"البسّــاتـة" الجـدد
[post-views]
نشر في: 7 مايو, 2013: 09:01 م
جميع التعليقات 8
المدقق
ان كافة كتاباتك لا تخلو من التهجم على البطل ابو اسراء ومن معه من الابطال وهذا ينم عن حقد دفين راسخ في عقلك المريض ايها الكويتب .. ورغم علمك بان لا احد سوف يلتفت لما تكتب لان كل كتاباتك هي كلام فارغ وكاذب ومخادع الا انك تصر على ان تتحفنا يوميا بكتابات خالد
شوكه بعينك
هذا ديدنك يا منافق لان كل نجاح لدولة القانون والبطل المالكي يغيضك يا صاحب الماضي التعيس وستظل منبوذا من كل الخيرين مهما كتبت ايها الشويعر الكويتب٠
خليلو...
أرجو،مخلصاً،أن لانلجأإلى أسلوب الشتائم في نقد من نختلف معهم فإنَ هذا يعكس ،من حيث لاندري،خطأ رأينا وصواب رأي الآخر .إن الله قد نهى حتى عن شتم أصنام المشركين لكيلا يشتموا الله عدواً بغير علم..ثم إن الشتم ليس أسلوب زمن صراع الحضارات! ..أيها الأخوان إن الرج
زياد الخفاجي
انا اشيد بكتاباتك ياستاذ وخلي الانتهازيين يفيدهم ابو اسراء الشفية بس شسوي للمايستحي يعني اريد اعرف المالكي سوه رجع الكهرباء رجع الحصة ولكم رجعونه للسبعينات لو بيكم حظ وبخت بس الله على الظالمين والمنافيقين
د. مصطفى ألعيسى باريس
لا أحب أن أقول تعليق على ما ذكرة ألمعلق أللأول أو ألثاني , لأنة من ألسهل عدم ألتفكير قبل ألكلام , لنفكر قبل أن نعلق , وإني لا ولن أدافع عن شخص وإنما أدافع عن فكر وآراء, ألفكرة تبقى وألفرد يزول......
احمد
من الواضح ومن خﻻل التعليقين اعﻻه ان عصر القائد الضرورة باقي... المضحك اننا ابدلنا نظام ظالم بدون فوضى.. بنظام ظالم ايضا + الفوضى...
zaid
obviously they are so annoyed by your writings, don t pay them any attention , some of them are just brain washed,others drive by emotions. i feel sorry for them. they are so misled by corrupted politicians. everybody should thinks about maliki as mere p
أحمد هاشم الحسيني
على ذكر البستة فكثيرا ما اتهمت بأنك كنت من بساتة صدام حسين ولا تظن بأني أريد بمثل هذه الكلمات أن أنال منك ولكنها مناسبة كي أقول بأن ما أشيع عنك قد يكون صحيحا وغير صحيح فإن كان صحيحا وبها لا شك بأنك ستتفهم دوافع البساتة وأنهم جزء من نسيح هذا المجتمع وت