TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > أصوات انتخابية تطير.. كالفيلة!

أصوات انتخابية تطير.. كالفيلة!

نشر في: 7 مايو, 2013: 08:01 م

تحالف العدالة والديمقراطية العراقي (ديمقراطي – ليبرالي – شيوعي) الذي خاض انتخابات مجالس المحافظات في العاصمة بغداد وخرج بمقعد واحد، قدّم أمس شكوى إلى المفوضية العليا للانتخابات لأن لوائح النتائج خلت من أي صوت لعشرة من مرشحيه!
معقول؟ .. نعم معقول، وقد بعث لي أحد القياديين في التحالف أمس ما يبرهن على ذلك. وإذا ثبتت النتيجة فأنها ستكون نكتة سمجة للغاية تزعزع تماماً الثقة بالمفوضية المثلومة الثقة بها في الأساس.
يمكن فهم ألاّ تصوّت زوجة غاضبة لزوجها وأخ زعلان لأخيه وابن متمرد لأبيه لسبب من الأسباب، ولكن من غير المعقول أن يكون المرشح ضد نفسه فلم يمنحها صوته.
المفوضية أبلغت تحالف العدالة والديمقراطية بان الأمر قد يكون راجعاً إلى خلل فني ووعدت بمراجعته بحسب صديقي القيادي. لنقتنع بأن الأمر كذلك، لكن من يضمن أن الخلل انحصر في تجريد هؤلاء العشرة حتى من أصواتهم الشخصية فضلاً عن أصوات أفراد عائلاتهم وأصدقائهم وزملائهم المقربين؟ أليس من المحتمل أن يكون الخلل الفني قد "بلع" أصواتاً من المرشحين الآخرين؟.. لهذا أنصح مرشحي العدالة والديمقراطية وسواهم ألا يحصروا شكواهم في قضية المرشحين المتبخرة أصواتهم، وانما عليهم استناداً إلى هذي الحال الطعن في صحة النتائج برمتها.
بحسن نية نفترض أن المذنب في قضية المرشحين العشرة الفارة أصواتهم من لوائح النتائج هو الخلل الفني وليس فاعل شر، لكن لماذا وكيف حصل هذا الخلل؟ أهو خلل في الأجهزة المستخدمة (الكومبيوترات) أم في البشر القائمين على عمليات المعالجة بواسطة هذه الأجهزة؟ كيف يحصل هذا في دولة ميزانيتها السنوية تزيد عن 100 مليار دولار، ما يعني ان في مستطاعها أن تشتري أفضل الكومبيوترات وأحسن نُظم المعلوماتية وتوفر أفضل فرص التدريب لموظفي مفوضية الانتخابات وسواها؟ وكيف لم تدرك المفوضية بجيشها العرمرم ظهور نتائج خالية من أي رقم لتؤجل إعلان النتائج حتى تتثبت من معالجة الخلل الفني ونتائجه؟
لقد تناهت إلى أسماعنا في يوم الانتخابات وبعده حكايات عن عمليات تزوير ومحاولات تزوير وتلاعب في النتائج وإخراج صناديق اقتراع من بعض المراكز الانتخابية.. اعتبرنا أن فيها الكثير من المبالغات، لكن ظهور نتائج بعض المرشحين من دون أي صوت يعزز المخاوف من أن الأمر يتجاوز المبالغات والظنون والتهيئات.
نحن في وضع سياسي واجتماعي حساس للغاية، وُيفترض أن القائمين على المفوضية يدركون هذا جيداً ليحرصوا على حصر هامش الخطأ والسهو في عمل مفوضيتهم عند أدنى المستويات وأضيق الحدود، فالمفوضية مؤتمنة على حياة شعب بثلاثين مليون نسمة وموكل بها مصير وطن بحجم العراق وأهميته وتعقيد لوحته السياسية والاجتماعية القابلة للاحتراق في أي لحظة، بعد أي خطأ.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. ابو احمد العراقي

    عجب عجب عجب بقرة تمشيولها ذنب فلا تعجب والا اتهموك بانك بعثي او من القاعدة قبل ان يخلق البعث القاعدة عجب وكل بلادنا عجباو تاتي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

هل يجب علينا استعمار الفضاء؟

العمودالثامن: في محبة فيروز

 علي حسين اسمحوا لي اليوم أن أترك هموم بلاد الرافدين التي تعيش مرحلة انتصار محمود المشهداني وعودته سالما غانما الى كرسي رئاسة البرلمان لكي يبدا تطبيق نظريته في " التفليش " ، وأخصص...
علي حسين

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

 لطفية الدليمي العلمُ منطقة اشتغال مليئة بالسحر؛ لكن أيُّ سحر هذا؟ هو سحرٌ متسربلٌ بكناية إستعارية أو مجازية. نقول مثلاً عن قطعة بديعة من الكتابة البليغة (إنّها السحر الحلال). هكذا هو الأمر مع...
لطفية الدليمي

قناطر: أثرُ الطبيعة في حياة وشعر الخَصيبيِّين*

طالب عبد العزيز أنا مخلوق يحبُّ المطر بكل ما فيه، وأعشق الطبيعة حدَّ الجنون، لذا كانت الآلهةُ قد ترفقت بي يوم التاسع عشر من تشرين الثاني، لتكون مناسبة كتابة الورقة هذه هي الاجمل. أكتب...
طالب عبد العزيز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

إياد العنبر لم تتفق الطبقة الحاكمة مع الجمهور إلا بوجود خلل في نظام الحكم السياسي بالعراق الذي تشكل بعد 2003. لكن هذا الاتفاق لا يصمد كثيرا أمام التفاصيل، فالجمهور ينتقد السياسيين والأحزاب والانتخابات والبرلمان...
اياد العنبر
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram