TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > عنف الصورة: الإعلام العربي وصناعة عنف الصورة

عنف الصورة: الإعلام العربي وصناعة عنف الصورة

نشر في: 31 أكتوبر, 2009: 04:29 م

علي حسن الفوازصناعة الصورة تمثل واحداً من المصادر المهمة والفاعلة في الصناعات الإعلامية ذات الأثر الواسع في اشتغالات الخطاب الإعلامي المعاصر، وفي توجيه الكثير من مسارات صياغة الرأي العام، لان الصورة اضحت هي الموجه الدلالي الفائق لتوجيه الأفكار والرسائل.
ولا احد ينكر الآن في الاوساط الاعلامية والسياسية، وحتى عند مخططي صناعة الإعلام، وصناعة القرار سلطة أثر هذه الصورة ووظائفها المهيمنة على موجهات صناعتنا الثقافية الإعلامية التي باتت مفتوحة على فضاءات واسعة تتجاذب فيها ملايين الرسائل الاعلامية، كما لا يمكن لأحد ان يتجاوز قدرة هذه الصورة الاعلامية في اختراق النظام التقليدي الافقي التقليدي للرسالة الاعلامية التي تعودنا عليها وتكرست في منظومة الاتصالات التقليدية.. لكن هذه الصورة ورغم خضوعها لسياق الفكرة والرسالة، ولموجهات العديد من الافكار، الاّ انها تبقى في الخطاب الإعلامي حيادية في سياق التعاطي مع التوصيف المهني للرسالة الاعلامية، الاّ انها كثيرا ما تفقد هذه الخاصية في سياق استخدامها وتوظيفها ضمن ماتجتهده بعض وسائل الاعلام ذات الاجندات والمرجعيات السرية والغامضة، خاصة في توظيفها ضمن صناعة رسائل اعلامية او سياسية تضع تلك الصورة بمثابة النص الباث للموقف، او النص الشارح والمفسر الذي يختصر الكثير من الكلام.. في اعلامنا العراقي والعربي المرئي باتت صناعة الصورة بمثابة اشكال واسعة من صناعات وموجهات الصراعات والحروب، او ربما ادخلها البعض في سياق الخدمة الفعلية لأجندات وسياسات جعلت هذه الصورة جزءا فاعلا في نص سلطتها، وبالطريقة التي افقدتها حياديتها المهنية، اذ اخضعتها الى مهيمنات خارجية، والى مرجعيات وموجهات اسبغت عليها دلالات مفترضة وقصدية ووضعتها في النسق الذي يعبر عن مصالح هذه الجهة او تلك، خاصة تلك الصورة التي تتحول الى خطاب، خطاب في الاتصال، وخطاب في التأثير على الجمهور، ناهيك عن الخطاب الذي يتحول الى صدمة كنوع من الاتصال المباشر ذي التأثير السريع على جمهور مستهدف برسائل معينة.. الصورة الموحية الى الجمهور، هي الصورة المثيرة والمؤثرة على الوعي العمومي من خلال ارسال اشكال معقدة من الرعب البصري واحيانا من الارهاب البصري، فهي صورة التي تمثل الخطاب المضلل، والذي يحدد شرطه في التوصيل عبر ما تنحاز الى صناعة حزمة من الرسائل التي تتشوه فيها القيم الانسانية والاخلاقية وحتى القيم العلمية والمعرفية. اشكاليات الاثر الذي باتت تتركه الصورة على الوعي والذائقة والموقف، باتت محض صدمات ورسائل يومية تبثها القنوات الفضائية الواسعة الطيف من خلال انتقائها لإرسال تلك الصور. الصورة/الرسالة، والصورة/الوسيلة، تمثل الآن الشكل الاكثر تعقيدا لما يمكن ان نسميه بـ (الثورة الصورية) خاصة تلك الصورة القابلة للتغاير بحكم النظام الرقمي(الدجيتال) اذ يمكن لهاتين الصورتين ان تتحولا الى ممارسات بشعة ومدمرة في اشاعة الايديولوجيا والمواقف السياسية التي تعبّر عن مرجعيات هذه القناة الفضائية او تلك، او بمعنى ادق الجهات التي تمول هذه القناة او غيرها، خاصة وان المرجعيات الداعمة للقنوات الفضائية لم تعد رؤوس اموال تجارية استثمارية فقط، بقدر ما اصبحت رؤوس اموال سياسية وأموالاً دينية، وكثيرا ما تحولت الآن الى اموال قذرة يدخل فيها النظام المخابراتي والإرهابي والحكومي وبالشكل الذي يجعل النظام الاعلامي وسيلة من وسائل انتاج وبث وتداول معلومات وافكار وصور بعينها بهدف التأثير على الرأي العام الداخلي والخارجي، وإنتاج وسائل ضغط قوية يمكن ان تؤثر على مسار الاحداث، او تأطيرها بأطر محددة، بما فيها احداث الصراعات الداخلية والازمات العالمية وحتى الحروب والازمات الاقتصادية. في الكثير من القنوات العربية ومنها بعض القنوات العراقية للاسف نجد هذه الظاهرة شاخصة للعيان، خاصة تلك التي تضع مرجعيات وتوجهات الجانب التمويلي الاساس الذي يحدد سياساتها الاعلامية وانماط الرسائل التي تبثها الى الجماعات السياسية او الجماعات المدنية، خاصة ان اغلب هذه القنوات باتت تستعين بالصورة اساسا اجرائيا في سياق تعاطيها مع المادة الخبرية والتحليل الخبري اللذين يشكلان الأساس الإجرائي في عملها وفي صناعة موقفها من الازمات والصراعات الداخلية والقومية والدولية. هذه المادة تحتاج الى جاهزية واسعة في انتاج واستخدام الصورة بما فيها الصورة المفبركة كالتي استخدمت ذات مرة في احدى حلقات برنامج الاتجاه المعاكس في الحديث عن احداث التعذيب في السجون العراقية، والتي تبين انها غير صحيحة وانها مشوهة وان الاحداث المأخوذة منها تعود الى احداث حدثت من احد سجون الدول الاقليمية، ناهيك عن القدصية الدعائية والاعلانية التي توظف خدمة لرسالة او هدف سياسيين، اذ تنتقي هذه القنوات صوراً بعينها عند الحديث عن مظاهر العنف في العراق، اومظاهر الفقر الاجتماعي من خلال إبراز تداعيات الحدث السياسي الاجتماعية والاقتصادية والعمرانية..فضلا عن ان بعض القنوات عمدت الى تحويل بعض القضايا الانسانية خاصة بعد الاحداث الارهابية، الى وسيلة ذات اهداف معينة، تستدر بها التأثير او ربما استقدام رؤوس اموال سياسية تحت لافتة دعم ورعاية مثل ه

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

برلماني: لا نعلم شيئاً عن موازنة 2025 حتى الآن

وزارة الكهرباء: ايران مددت فترة الصيانة اسبوعين وهذا أفقدنا اكثر من 8 آلاف ميغا وات

صحيفة عبرية: "إسرائيل" وأميركا يخشوّن أنصار الله كونها جهة يصعب التغلب عليها

الأنواء تحذر من رياح عالية في العراق

مقتل إعلامية لبنانية أمام المحكمة

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram