اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > العراقي أمنياته كالأحلام..لاتتحقق رغم تواضعها!

العراقي أمنياته كالأحلام..لاتتحقق رغم تواضعها!

نشر في: 10 مايو, 2013: 09:01 م

عراقنا بلد رائع زاخر بالخيرات. شعبنا أصيل راسخ الانتماء للإنسانية، فهو صانع أقدم وأعظم الحضارات ، طيب الطباع والعادات، ذو حس إنساني راق عزيز النفس، يمتلك الذكاء والمهارات، يستحق الحياة الكريمة والعيش بسعادة ورفاهية. ولكنها السياسات البلهاء التي عرفها

عراقنا بلد رائع زاخر بالخيرات. شعبنا أصيل راسخ الانتماء للإنسانية، فهو صانع أقدم وأعظم الحضارات ، طيب الطباع والعادات، ذو حس إنساني راق عزيز النفس، يمتلك الذكاء والمهارات، يستحق الحياة الكريمة والعيش بسعادة ورفاهية. ولكنها السياسات البلهاء التي عرفها عبر عقود كانت ومازالت تزري به ، وكان أشنعها تلك التي ظهرت بعد أحداث 2003 فقد أسلمته الهجمة السياسية هذه، إلى العنف والدمار والفاقة والفقر وسوء الأحوال ، وأزرت بلقمة عيشه ومصادر رزقه ، حتى أصبحت الأمنيات نجم يهتدي به كلما ضاق به الأفق وعصرته الظروف. وهو يتمنى العيش بكرامة وبرفاهية ويرقب أن ينجلي غبار السياسة، وتتحقق أحلامه وأمنياته. أطفالنا وشبابنا وشاباتنا، رجالنا ونساؤنا وشيوخنا كل له أمنياته ، فما الذي يتمناه المواطن العراقي؟
 
اضطر لترك المدرسة
ملايين الأطفال يتجرعون اليتم الذي طالهم بسبب القتل والتفجيرات اللذين أديا إلى غياب الأب أو الأم أو كلاهما، ليصبحوا هؤلاء اليتامى نهشا للضياع والتشرد. والظروف القاسية التي تعيشها الكثير من الأسر حرمتهم من الاستمتاع بطفولتهم ودفعتهم في حالات كثيرة إلى العمل وترك الدراسة وهم يعانون شظف العيش وغياب رعاية الحكومة والمجتمع. الصبي محسن جابر 12سنة يقول : قبل أحداث 2003 المشؤومة كنت أعيش مع أسرتي المكونة من ستة أفراد، بمنتهى السعادة وكان أبي يعمل (خلفة) بناء واللقمة متوفرة والمعيشة دارجة ورعاية أمي وأبي تحيطنا وكنت في المدرسة الابتدائية وفي العام 2006 قتل أبي في الأحداث الطائفية. قضينا فترة في بيت جدي لأمي ولكنهم لم يتحملونا، حاولت أمي العمل ولكنها لم تستطع لأننا أربعة أبناء ثلاث بنات وأنا الذكر الوحيد بينهم ولم يعد احد يتكفل بنا، وراتب الرعاية الاجتماعية لا يكفينا سوى أيام قليلة من الشهر، مما اضطرني الحال إلى العمل وترك المدرسة. اشتغلت (صانعا ) في محل حدادة كانت الأجرة قليلة، كما إن صاحب المحل حاول الاعتداء علي. لذا تركت العمل وأخذت أبيع علب الكلينس في إشارات المرور. وأمنيتي أن تهتم الدولة بنا وتوفر لنا السكن والراتب الذي يكفينا لأتمكن من العودة إلى المدرسة والعيش برفاهية كي أدرس وأتخرج وأعمل وأفيد وطني وأسرتي. 
شباب يعاني
أما شبابنا، فمعاناتهم لا توصف بعدما ضاعت آمالهم في فرص العمل وخدمة بلدهم والزواج وتكوين أسرة صالحة، وخاصة الخريجين منهم الذين افنوا أحلى سنواتهم وضحوا بزهرة عمرهم على مقاعد الدراسة، من اجل نيل الشهادة والعمل في خدمة بلدهم وإعادة بنائه. اسعد إبراهيم 30سنة صاحب بسطيه يقول: أنا من حملة البكالوريوس في الاقتصاد ، وللأسف كما تراني أمارس مهنة لا تليق بشهادتي وأتمنى أن اخدم بلدي، وهناك الكثيرون من أمثالي تجدهم عاطلين ضائعين لا يعرفون مصيرهم وكيف هو الغد ، يتقلبون بين مهن لا تغني شيئا ولا تقدم منفعة حقيقية لمجتمعهم، وهم يتمنون أن تتاح لهم فرصة التوظيف، بعدما أصبحت هذه الفرصة بعيدة المنال وحلما يبدو لهم انه لن يتحقق، فالوظائف متاحة لمن يمتلك الواسطة ولأقارب المسؤولين، ولمن يستطيع دفع المبالغ الكبيرة لشرائها، واغلب هؤلاء ممن لا يمتلك الشهادة والخبرة ، حتى أصبح مجال الخدمة في دوائر الدولة ومؤسساتها بائسا لم يستطع رفع مستوى واقع الخدمات المتردي الذي نعيشه. 
أرامل ومطلقات وعوانس
يضم مجتمعنا أكثر من خمسة ملايين من الأرامل والمطلقات والعوانس ، يعشن على هامش الحياة، وجودهن علامة بارزة على تفكك المجتمع وتعطل جزء كبير منه عن الإسهام في بناء البلد وتقدمه ورقيه. سوسن كريم 32 سنة أرملة أم لثلاثة أبناء تقول: لقد طفح بنا الكيل للوضع المأساوي الذي نعيشه فهناك الملايين من النساء مثلي أرامل ومطلقات وعوانس، فاتهن قطار الزواج ، ولنا أمنيات لا أظن أنها ستتحقق إذا ما بقي الحال كما هو عليه الآن. فالحكومة منشغلة بصراعاتها ومسؤولونا لاتهمهم سوى مصلحتهم وكراسيهم وميزانية البلد مهولة تكفي الجميع فلماذا لا تفكر الحكومة بإيجاد الحلول الجذرية لمشاكلنا؟ بتشجيع الزواج منا عن طريق تقديم الإغراءات المشجعة في أن تخصص لنا سكنا وراتبا مجزيا، وتهتم بأبنائنا اليتامى في إعادة تأهيلهم والاهتمام بطفولتهم وتعليمهم. فدون حل مشاكلنا سيظل جانبا مهما من مجتمعنا مصابا بالشلل ووصمة في جبينه وعقبة في البناء والتقدم الذي يدعي ساستنا العمل من اجله. 
خدمات وبناء 
سعادة المجتمع في علو بنائه وتطور مؤسساته، وتمكنه من زمام الوعي والثقافة ورقي الخدمات التي يتمتع بها. معن سالم 45سنة مدرس يقول: للأسف برغم مضي عشر سنوات على سقوط النظام السابق، لم نشهد تغييرا ملموسا في الواقع المأساوي الذي نعيشه، بل ما نراه هو ازدياد الأوضاع سوءا. وأمنياتنا بالتغيير تظل تراودنا ، فنحن نريد أن تحل مشاكل الخدمات ،مثل مشكلة شح الماء وعدم صلاحيته للشرب ، مما تسبب بكثير من الأمراض للمواطن ومشاكل صحية جمة كما نتمنى حل مشكلة الكهرباء وإنهاء وجود المولدات الأهلية التي عانينا منها الأمرين ،وشوهت معالم مدننا ،وتوفير السكن وإنهاء أزمته التي جعلت عوائلنا تسكن الواحدة فوق الأخرى، يرهقها الإيجار ويصادر جانبا كبيرا من دخلها. وبعضها يسكن العراء وبيوت الصفيح.
النهضة بالصناعة والزراعة
تشغيل مصانعنا التي تعطلت وظل معظمها بلا إعادة تأهيل، أمنية كل عراقي، والاهتمام بالزراعة لنعود نأكل من أرضنا وأيدينا بعدما بتنا نعتمد بطرا على الاستيراد. فقد وصل الاستيراد من بعض الدول المجاورة إلى 13 مليار دولار.نحن نستورد كل شيء حتى ما لا يلزمنا، وكان الأجدى أن تكون لنا صناعتنا وإنتاجنا الزراعي. ترى أين ذهبت مصانعنا ومشاريعنا الزراعية السابقة؟ وما هو مستقبل بلد أحادي المورد يعتمد على النفط ، وإذا ما نضبت الآبار لاشك إننا سنعود إلى ما كنا عليه قبل قرون مضت من أحوال متخلفة. لذا علينا أن نستعد للمستقبل ونبني للغد لأجيالنا القادمة. 
الاهتمام بالواقع الصحي
أمجد نعمان 66 سنة متقاعد يقول : النكبات التي ألمت بالشعب العراقي تسببت بظهور كثير من الأمراض التي لم يعرفها من قبل. فإلى جانب الأمراض المألوفة انتشرت أمراض التشوهات الخلقية للمواليد الجديدة والسرطان بأشكاله المتعددة بسبب أسلحة اليورانيوم المنضب التي استعملت أثناء أحداث 2003 كما كثرت حالات العوق والإصابات المعقدة نتيجة تفجيرات المفخخات والعبوات الناسفة وأصابت الأمراض النفسية الكثيرين نتيجة الظروف البائسة التي مر بها. هذا من طرف بينما نجد من طرف آخر الرعاية الصحية ضئيلة، ولا ترتقي إلى مستوى الوضع الصحي المتردي. لذا على الحكومة تنفيذ مشروع صحي ضخم تراجع خلاله الخدمات الصحية الحالية المتردية، والقيام ببناء مستشفيات ومؤسسات صحية حديثة مجهزة بأجهزة طبية متطورة وكوادر طبية وصحية ذات كفاءة عالية يتم الإعداد لها، تكون على مستوى أداء راق ،أسوة بالدول المجاورة التي استطاعت أن تحقق نجاحات طيبة في هذا المجال حتى باتت مقصدا للمواطن العراقي. 
التعليم مطلب أساسي
عارف كامل 56 سنة تدريسي يعاني الواقع التعليمي في بلدنا من التردي، كما يعاني من القرارات العشوائية التي تتخذ من الهيئات الحكومية المتخصصة، لضآلة خبرتها، ضد الهيئة التعليمية، تكاد تكون عبثا. فبلدنا يشهد نقصا بعدد المدارس،كما إن بعضها مشيد من الطين والصفيح، والصفوف تحتوي على عدد كبير من الطلاب مما يحيل دون مقدرة المعلم أو المدرس على المتابعة والاهتمام الكافي بالطالب كما يتحتم على الدولة مراجعة المناهج التدريسية التي تفتقر إلى الموضوعية والى التعليم الجاد وإدخال الوسائل التعليمية الحديثة إلى قاعات الدرس مثل الحاسوبات والانترنت، وإقامة الدورات والندوات لتعليم معلمينا الطرق التربوية الحديثة، وإقرار الكتب الدراسية النافعة فكثيرا ما تطرأ عليها بين الحين والآخر تغيرات حسب مزاج وزارة التربية، تغيرات تنحوا بالمناهج نحو سبل الطائفية والتطرف، خاصة في درس الدين والتاريخ. كما يجب وضع حلول واقعية وضوابط تحول دون تسرب الطالب أو تغيبه ، بعدما أصبحت أعداد الطلاب المتسربين من الدرس تفوق كل التصورات ، لسوء أحوال الطالب المعيشية وغياب الرقابة على الدوام، اللذان باتا نتيجة التفكك الاجتماعي الذي أصاب الأسرة العراقية. كل ما تقدم يستدعي وضع الخطط المدروسة للارتقاء بالواقع التعليمي. بزيادة أعداد المدارس وبنائها وفق الطراز الحديثة. إعداد المعلم إعدادا جيدا عن طريق الدورات والبعثات للاطلاع على تجارب المجتمعات المتقدمة في مجال التدريس، وغيرها من وسائل ترتقي بأداء التدريسي ولكافة المراحل الدراسية. استخدام الوسائل والأجهزة التعليمية المتقدمة. مساعدة اسر الطلبة عن طريق التوجيه والندوات والمساعدة المادية والمعنوية، للتعاون مع المدرسة لتشجيع أبنائهم للمواظبة على الدراسة والتعلم.
جهاز إداري وخدمي متطور
الترهل والفساد الإداري والمالي نقل أداء دوائر الدولة من السيئ إلى الأسوأ. فالترهل يتمثل فيها بالبطالة المقنعة التي يعيشها معظم موظفينا، حيث إن الدائرة تحتاج إلى 20 موظفا ومنتسبوها يفوق عددهم 200 منتسب وهذا بلا شك لتعطل معظم مرافق الدولة الصناعية والزراعية. والفساد الإداري يتمثل بتلكؤ الموظف عن أداء واجبه وعدم استخدام التقنية الحديثة أما الفساد المالي فيتمثل بالسرقات والاختلاسات لأموال الدولة وتعاطي الرشوة علنا دون خوف من العقوبة ولا نحتاج لضرب الأمثال لهذا الفساد وقد فاحت رائحته النتنة. 
عدالة اجتماعية
عمر عبد العليم 30 سنة ميكانيكي سيارات يقول : ألقي القبض عليّ وعلى صاحب المحل المجاور لمحلي بتهمة 4إرهاب ، والتهمة ثبتت إنها كيدية وباطلة بعد شهر خرج جاري وبقيت أنا سنتين في السجن دون محاكمة، فبماذا تفسر الأمر سوى عدم نزاهة القضاء، ففيما مضى كان الفرد العراقي يشكو من التفريق بالمعاملة وعدم التعامل بمساواة بين فئة وأخرى. ومازال الحال كما كان عليه بالأمس وأكثر فالوظائف والامتيازات والايفادات والبعثات الدراسية والمشاركات الخارجية والعقود المبرمة وأحكام القضاء وتطبيق القانون والحقوق المشروعة وغير المشروعة في متناول أصحاب السلطة وذويهم والمقربين منهم ومن يمتلك الحيلة ويلتمس السبل الملتوية، دون امتلاكهم المؤهلات أو يتوفر فيهم أي وجه من أوجه الاستحقاق. بينما يقف ذوو الخبرات والشهادات ومن يستحق، في الصفوف الأخيرة ينتظرون (رحمة الله ). لذا على الدولة السعي لإعادة ثقة المواطن بأجهزتها وعدالتها وتولية النزيه والمخلص في تعيين إسناد المهام المذكورة وعدم تركها بيد المرتشي والمتطرف الذي يتجاهل عمدا وضع الرجل المناسب في المكان المناسب وإعطاء كل ذي حق حقه.
حرية شخصية
في كل بلدان العالم تقف وراء الثورات والتغيرات السياسية التي تطالها مطالب عدة أولها الحرية المتمثلة بحرية الرأي وحرية التعبير والمعتقد والتصرف وغيرها من الحريات الشخصية. وما نشهده في بلدنا إن الحريات تتأثر بإيديولوجيات أحزاب دينية وذلك بغلق النوادي الليلية ونوادي شرب الخمور والتضييق على الحرية الشخصية للمرأة والسعي لإلباسها الحجاب مثلما ألزموا طالبات بعض المدارس بذلك. ومن حالات التضييق على الحريات، اتخاذ قرارات خطيرة تهدد حرية التعبير قرارات مردها خوف المسؤول على كرسيه، وهذا ما لمسناه من قمع للتظاهرات وقتل بعض الصحفيين ومهاجمة مقرات لصحف مهمة لأنهم انتقدوا الحكومة علنا وشاركوا بتظاهرات ضد سياستها في الوقت الذي يجب تطبيق بنود الدستور بخصوص الحريات التي تسمح للفرد بممارستها،مثل حرية الفكر وحرية الرأي وحرية التعبير والمعتقد وممارسة الطقوس وغيرها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

تربوي يشيد بامتحان "البكالوريا" ويؤكد: الخطا بطرق وضع الأسئلة

إطلاق سراح "داعشيين" من قبل قسد يوتر الأجواء الأمنية على الحدود العراقية

(المدى) تنشر مخرجات جلسة مجلس الوزراء

الحسم: أغلب الكتل السنية طالبت بتعديل فقرات قانون العفو العام

أسعار صرف الدولار في العراق تلامس الـ150 ألفاً

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram