TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > آفة الشعارات الدخيلة

آفة الشعارات الدخيلة

نشر في: 10 مايو, 2013: 09:01 م

هل يستطيع الاتحاد العراقي لكرة القدم أن يجد الحلول الكفيلة للتصدي لظاهرة اللافتات التي يرفعها البعض من مشجعي الفرق المشاركة في دوري النخبة التي اُطلق عليها باللافتات الممنوعة تخفيفاًً لحدة العبارات التي تحملها تلك اللافتات والشعارات وهي تترجم الضغائن والأحقاد للنفوس الضعيفة.
والإجابة على هذا التساؤل نعتقد ، بل يفترض ان تندرج ضمن مهام ومسؤولية الاتحاد العراقي نفسه الذي يدرك مدى خطورة هذه الآفة التي تنخر بملاعبنا وفرقنا وأنديتنا ان كانت تدري أو لا تدري ، وبالتالي ستكون الكرة العراقية هي الخاسر الأكبر بسبب غزو آفة الشعارات الممنوعة التي وجدت طريقها الى مدرجات ملاعبنا.
منذ فترة طويلة نبهنا في اكثر من مناسبة وحذرنا من مغبة هذه المخاطر قبل ان تأخذ مديات أوسع يصعب السيطرة عليها اذا ما وجدت مَن يشجعها ويغذيها ويزيد من وتيرة تصاعد مظاهرها في الملاعب العراقية وكأن مثل هذه اللافتات اصبحت جزءاً من مظاهر التشجيع وهنا تكمن الخطورة الأكبر!
بعض المسؤولين في اتحاد كرة القدم عــدُّوا هذه المظاهر واستفحالها تجسد وتعكس حجم الاخفاق الذي يصاحب المشرفين على المباريات، معتبرين أن مهمة التصدي لهذه الشعارات هي من جوهر مسؤولياتهم وعليهم ان يأخذوا دورهم في وأدِ هذه الظاهرة الخطيرة وأن يتبنوا سياسة إيقاف المباريات بعدم السماح بإقامتها اذا كانت هناك مثل هذه اللافتات منتشرة في ارجاء الملاعب.
ربما هذا الكلام ينطوي على واقعية ومنطقية مهنية الى هذه الحدود كما نجتهد في توصيف مسؤوليتها وتحديدها.. لكن، هل يحتاج المشرفون على المباريات الى عوامل تمكنهم للتصدي والوقوف بوجه هذه الشعارات ومَن يرفعها ومَن يُشجع عليها ومَن يتسبب بالتمادي في اطلاقها وتلويث أجواء الملاعب العراقية التي لم ولن تكون يوماً مكاناً لاسقاطات جانبية وللعبة الاسقاطات التي يبحث عنها البعض من هواتها المفلسين مستغلين غياب عوامل الردع والحزم.
نقصد بعوامل الردع تلك التي يُفترض ان يتبناها الاتحاد العراقي لكرة القدم وان يكون اكثر جرأة بالوقوف بوجه هذه التصرفات غير المقبولة ونأمل ان يكون الاجتماع المقبل الذي وُصف بالاستثنائي مع رؤساء الاندية المشاركة في دوري النخبة حافلاً بمقررات ننتظر منها ما يؤدي الى انهاء مظاهر حملة اللافتات في ملاعبنا..اللافتات المسيئة للكرة العراقية ولرموزها ولفرقها ولمدننا ولمحافظاتنا بسبب هؤلاء المندفعين من دون أن يعوا جيداً ويدركوا ما يَقدِمون عليه بهذا الفعل الخارج عن القانون خصوصاً وأن بلادنا تعيش مرحلة حساسة وهي ليست بحاجة لمن يُذكي ويُغذي أسباب الاحتقانات التي تجد في أجواء مباريات كرة القدم كما يُفترض مَن يخلـِّصها من تلك الأدران وأشكال الاختلاف.
عموماً اذا كانت مهمة التخلص من هذه الآفة يجدها الاتحاد العراقي تلقى على عاتق مسؤولي الاندية ومشرفي المباريات لكن هذا لا يعفي الاتحاد من ان يتخذ سلسلة من الاجراءات العقابية الحازمة لإجبار وإرغام الاندية لكي تخلـِّص نفسها وملاعبها وفرقها من هذه الآفة الخطيرة خصوصاً وان ملاعبنا ما زالت تنازع وتحاول استعادة المباريات الرسمية الدولية، فكيف يمكن استعادتها ونحن نعيش جهاراًً نهاراً آفــة الشعارات الدخيلة على ملاعبنا ؟!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

 علي حسين اعترف بأنني كنت مترداً بتقديم الكاتب والروائي زهير الجزائري في الندوة التي خصصها له معرض العراق الدولي للكتاب ، وجدت صعوبة في تقديم كاتب تشعبت اهتماماته وهمومه ، تَّنقل من الصحافة...
علي حسين

قناديل: في انتظار كلمة أو إثنتيّن.. لا أكثر

 لطفية الدليمي ليلة الجمعة وليلة السبت على الأحد من الأسبوع الماضي عانيتُ واحدة من أسوأ ليالي حياتي. عانيت من سعالٍ جافٍ يأبى ان يتوقف لاصابتي بفايروس متحور . كنتُ مكتئبة وأشعرُ أنّ روحي...
لطفية الدليمي

قناطر: بعين العقل لا بأصبع الزناد

طالب عبد العزيز منذ عقدين ونصف والعراق لا يمتلك مقومات الدولة بمعناها الحقيقي، هو رموز دينية؛ بعضها مسلح، وتشكيلات حزبية بلا ايدولوجيات، ومقاولات سياسية، وحُزم قبلية، وجماعات عسكرية تنتصر للظالم، وشركات استحواذ تتسلط ......
طالب عبد العزيز

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

سعد سلوم في المقال السابق، رسمت صورة «مثلث المشرق» مسلطا الضوء على هشاشة الدولة السورية وضرورة إدارة التنوع، ويبدو أن ملف الأقليات في سوريا يظل الأكثر حساسية وتعقيدا. فبينما يمثل لبنان نموذجا مؤسسيا للطائفية...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram