الفلوجة/أحمد النعيمي وهؤلاء ممن كان عملهم في مناطق نائية، خاصة بالنسبة لموظفي المصافي النفطية. ومعروف ان اغلب المصافي تبعد مئات الكيلومترات عن مناطق سكناهم، في الوقت الذي كانت فيه بعض الجهات المسلحة تسيطر على الطرق المؤدية الى هذه المصافي وتقطع الطرق،
الامر الذي جعل من الذهاب اليها غاية في الخطورة، خاصة ان تلك الجهات كانت تهدد وتتوعد هؤلاء المساكين بالقتل، حتى غدا ذهابهم وإيابهم من والى الدوام بمثابة انتحار كما وصف الحال بعضهم. المفصولون من هذه المصافي ممن تم تهديدهم وممن نجوا من القتل من الذين أعيتهم الطرق للوصول الى أماكن عملهم في المصافي، وأعيتهم الوسائل للحصول على النقل الى مكان اّخر اقرب الى سكنهم وأكثر أمنا، فصلوا من الوظيفة بعد انقطاعهم عن الدوام بسبب التهديد بالقتل، ولم تتم إعادتهم الى هذه اللحظة، والمشكلة الكبيرة لا يوجد مسؤول معين يمكن ان يتوجهوا اليه بالسؤال عن مصيرهم، فيما يلقي كل مسؤول اللوم على مسؤول آخر ويبقى هؤلاء الموظفون المساكين في حيرة من أمرهم. (مفيد المحمدي) موظف سابق في مصفى بيجي يقول: كنت موظفا في مصفى بيجي، اسكن الفلوجة، والمسافة بعيدة جدا بين محل سكني وبين المصفى، وكنا نذهب في أوقات كانت الخطورة فيها كبيرة جدا، لان الطرق المؤدية الى مكان عملي كانت مليئة بمسلحين تابعين الى جهات معروفة، وتم تهديدنا اكثر من مرة ومنعنا من الدوام، وهددنا بالقتل والجميع من الموظفين العاملين هناك يعلم ذلك بمن فيهم المدير العام، وحاولت اكثر من مرة الحصول على نقل عملي الى مدينتي (الفلوجة) لأكون في مأمن من مخاطر الطرق، لكن رفضت جميع الطلبات التي قدمتها وبعدها، انقطعت عن الدوام طبعا، وكل من في المصفى يعلم جيدا خطورة طريق الثرثار، الطريق الوحيدة المؤدية من مناطقنا الى مصفى بيجي، وبعد ان استقرت الأوضاع الأمنية وتمت السيطرة على الطريق والطرق الأخرى، من قبل القوات الأمنية، راجعت المصفى انا وزملاء لي ففوجئت بفصلي من الوظيفة، فقدمت طلبات كثيرة لغرض إعادتي ولكن من دون جدوى، وعندما راجعت في إحدى المرات دائرة العلاقات في المصفى، صدمت اكثر بعد ان وجدت جميع الطلبات التي قدمتها مع زملائي قد أهملت والقيت في احد الدواليب فقدمت طلبات أخرى الى إدارة المصفى فرفضت جميعها ولا اعلم السبب. محمد فوزي موظف سابق أيضاً في مصفى بيجي يقول: هددت مرات عديدة وانقطعت عن الدوام لهذا السبب، لان عدداً من الموظفين قد قتلوا على كثير من الطرق المؤدية الى المصفى، وفصلت بعد ذلك من الوظيفة وراجعت إدارة المصفى، والمصيبة ان المدير العام لا يسمح لأحد بمقابلته وعندما نتوجه بالسؤال الى الإداريين الموجودين في المصفى.. يجيبون: نحن لا نعرف شيئاً ابحثوا عن (واسطة).. فيا ترى اين سنجد هذا الشخص (الواسطة) الذي يمكن ان يعيدنا الى وظائفنا التي تركناها رغما عنا. وأضاف محمد في تلك الفترات الخطرة قدمت عدة طلبات للنقل ورفضت جميعها من قبل إدارة المصفى، وأريد ان أسأل لماذا لم يتم نقلنا في تلك الفترة الخطرة جدا، كما لنا الحق في ان نتساءل لماذا لم تتم إعادتنا بعد ما مررنا به من مخاطر كبيرة عندما كنا نسلك اخطر الطرق للوصول الى المصفى، فإلى أين نتوجه والى من نشكو حالتنا هذه؟ فيما يقول احمد الحسني موظف سابق أيضاً في مصفى بيجي: كنا نذهب للدوام بلا هويات تعريفية خاصة بالمصفى لان الجهات المسيطرة على الطريق ان وجدت تلك الهويات ربما تقتلنا على الفور لانهم كانوا يتهموننا باننا نعمل مع الحكومة وان العمل في المصفى تأييد للدولة هذا ما كانوا يقولونه لنا. ويضيف أحمد: قدمت طلبات كثيرة لغرض إعادتي للوظيفة ورفضت، وعندما نطالب بمقابلة المدير العام يأتينا الجواب بان المدير العام قد منع المقابلات الخاصة، على الرغم من ان أصحاب الوجاهة (العرف) لهم طبعا معاملة خاصة، علما ان إدارة المصفى عينت أكثر من 450 شخصاً من حملة شهادات الابتدائية والمتوسطة، اما نحن خريجي معاهد النفط فرفضت طلباتنا تماماً.
تقرير:الـــعــــنـــــف.. آثـــار حــيــاتــيــة سـلـبـيــة
نشر في: 31 أكتوبر, 2009: 04:52 م