بغداد/ وائل نعمةتصوير / مهدي الخالدي يستعد العراقيون بكافة شرائحهم لغلق حقبة حرجة من تاريخهم المعاصر، اجتازت خلالها البلاد مخاضاً عسيراً، كان يقف العراق بكامل كيانه أمام مفترق طرق مصيري، وجملة من الخيارات الصعبة، التي شملت في سياقاتها بقاءه أو زواله من الخارطة السياسية.
المواطن العراقي وحده سيحدد الملامح القادمة للتجربة العراقية من خلال صناديق الاقتراع التي ستكون خياره الأول والأفضل ليعلن عن آرائه ويختار ممثليه ويرسم توجهات السنوات الأربع المقبلة. أساسيات المواطنة سعد محمود 38 سنة موظف بوزارة الصحة يرى ان من أساسيات المواطنة هي المشاركة بالعملية السياسية عبر واجب المواطن في إعطاء صوته للأصلح والأكفأ، بالنسبة لي سأذهب بكل ثقة الى صناديق الاقتراع مهما كانت الظروف ومهما تعقدت وتشابكت مصالح السياسيين لان من سيقوم بفك التشابك هو المواطن العراقي عند وقوفه أمام صناديق الاقتراع. الانتخابات هي الفيصل مواطن آخر وهو أبو علي 47 سنة صاحب محل لبيع الساعات بمنطقة السعدون، ذكر ان الفيصل الوحيد بين النظام والفوضى هي الانتخابات، وأضاف: نسمع الكثير من الدعوات التي تنطلق مع قرب حلول اي انتخابات في العراق تحاول ان تكسب بعض النفوس الضعيفة الى جانبها وإقناعهم بمقاطعة الانتخابات، لكن ما يدعون له هو الفوضى، ونحن لن نكون شركاء فيما يرغبون تحقيقه من زعزعة الوضع الأمني وضرب العملية السياسية. ولم يختلف رأي سماء عبد الله 34 سنة والعاملة في مكتبة ألوان بالكرادة حيث ذكرت أن من غير المعقول ان تترك بعض الأشخاص الذين لا ترغب سماء برؤيتهم على شاشة التلفزيون يأخذون منصبا مهما في الدولة بينما يجلس الأجدر منهم خلف الأضواء والسبب يعود لعدم المشاركة في اختيار النواب الكفوئين، وأردفت قائلة: نعم بالتأكيد سوف اذهب للمشاركة بالانتخابات حتى أتحمل المسؤولية في بناء العراق وأكون قد ساهمت في إيصال الشخص المناسب للمكان المناسب. وستار عبد الرحمن 65 سنة معلم متقاعد، يقول: ما أراه ضروريا أو ما نأمله بشكل عام هو بناء عراق ديمقراطي تعددي تسود فيه مبادئ القانون من دون تفرقة او محسوبية مع التأكيد على ان يأخذ القضاء دوره في تنظيم حياة المجتمع وان لا يكون أي سلطان على القانون، وأوضح محدثنا أن ما نأمله لن يتحقق الا بالمشاركة الواسعة في الانتخابات التي ستنشئ قاعدة قوية نستند إليها في رسم المستقبل. اما المحامي بكر عبد الكريم فقد قال هو الآخر: لي بعض المطالب كوني محاميا وهذه المطالب لن استطيع تحقيقها الا بالمشاركة بالانتخابات، ما أتمناه هو تطبيق القانون وحفظ حقوق المواطن حسب لائحة حقوق الإنسان لتكون واقعا ملموسا وضرورة متابعة تحقيق حرية الرأي لأنها ضرورية لبناء المجتمع الديمقراطي لتأخذ المؤسسات دورها في بناء دولة حديثة. وأضاف: من يعتقد ان الحصول على المطالب يكون بالجلوس بالبيت او خلف الطاولات والتهديد والانتقاد السلبي سيحقق شيئا فهو واهم، لان المطالب التي نبتغيها لن نستطيع ان نصل اليها الا عبر صناديق الاقتراع. دور منظمات المجتمع المدني بينما يجد سرمد راضي 34 سنة موظف بمصرف دار السلام أن مسألة المشاركة في الانتخابات يجب ان تجد لها أصواتاً مدافعة عنها ومؤكدة على أهميتها حتى تشجع المواطن على الذهاب والإدلاء بصوته، وطالب سرمد منظمات المجتمع المدني بكل تشكيلاتها بتبني هذه المهمة باعتبارها طرفاً رئيسياً في العملية الانتخابية فيجب عليها ان تنشط لتقوم بدورها في مسألة المراقبة وتهيئة كوادر و تأخذ على عاتقها حث الناس على المشاركة الفاعلة وتعريفهم بأهمية هذه الانتخابات كل حسب دورها واختصاصاتها. سرمد يريد ان تتدخل منظمات المجتمع المدني لانه يلمس حالة من اليأس أصابت الناخب العراقي بعد ان أحبطت آماله التي وضعها رهنا بيد ممثليه. الانتخابات والنواب ومن جهة أخرى فأن موضوع تلكؤ مجلس النواب في إقرار تعديل قانون الانتخابات الجديد يرمي بظلاله على الشارع العراقي وعلى تردد الناخب في المشاركة بالانتخابات المقبلة. حيث يقول عدي مثنى 22 سنة طالب في كلية العلوم بجامعة بغداد: لقد أثبتت القوائم المغلقة فشلها الذريع وعلى كافة الصعد، ومن المنطق لكل فرد ان يختار ممثله في مجلس النواب وهو على دراية كاملة بالخلفية والقيم التي يؤمن ويعمل من اجلها المرشح والا ينطبق المثل الشعبي العراقي عليه (يشتري سمج بالشط)، لذلك يجد عدي أنه من غير المنطقي ان يشارك بالانتخابات ويعطي صوته لشخص لا يعرفه. سحر شهيد 27 سنة موظفة بشركة هندسية تقول: هناك ضبابية تلف الانتخابات النيابية القادمة بحيث نحن لا نعرف كيف ستكون شكلها ولا طريقة التصويت ولا عدد النواب وغيرها من الفقرات المهمة بهذا الموضوع، ونحن نرى ومن الآن ان الانتخابات القادمة سوف لن تكون مختلفة عن سابقتها اذ انها تعتمد على الاصطفاف الطائفي والقومي والدليل على ذالك الخارطة السياسية التي بدأت تتشكل. بينما اعتبر الصيدلاني حليم علوش صاحب صيدلية الكرادة ان تأخير إقرار قانون الانتخابات انما يعكس عجز الأحزاب والعملية السياسية عن طرح برنامج يمثل المجتمع كون تلك الأحزاب تحاول تأمين وجودها من خلال تلك العملية، والغريب في الموضوع انهم يحاولون جر المجتمع ال
مواطنون لـ(المدى):الانتخابات خيارنا والمقاطعة احتجاج شعبي على تردي الخدمات
نشر في: 31 أكتوبر, 2009: 04:54 م