TOP

جريدة المدى > تحقيقات > كتابة على الحيطان: رسائل شعبية

كتابة على الحيطان: رسائل شعبية

نشر في: 31 أكتوبر, 2009: 04:56 م

عامر القيسييوجه استبيان تحديث سجلات الناخبين، رسائل شفافة وواضحة الى النخب السياسية التي تقود البلاد والعباد منذ أربع سنوات، رسائل عن المزاج السياسي العام لدى الطبقة الشعبية التي انتظرت حلحلة أوضاعها الاقتصادية تحديداً، منذ الانتخابات السابقة عام 2005،
ولكنها ظلت تعلل النفس بالآمال ترقبها، وتراها صابرة على عجز البيت الشعري، ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل! ان قراءة متأنية لنسب الإجابات التي حظيت باستجابة سلبية، تدعو صراحة النخب السياسية ليس لإعادة النظر في برامجها فقط وانما حتى في سلوكها الشخصي متمثلا في عدم احترامها للمواطن والقوانين في الشوارع ! ربما يبدو الأمر مبالغا فيه لكن الحقيقة تقول ان حساسية الجمهور الشعبي تلتقط الجزئيات الحياتية بذكاء مفرط، فضلاً عن مثلنا الشعبي الذي يعتبر النموذج الشعبي (مفتح باللبن)! وجدّية الموقف الشعبي تمثلت في النسب العالية، من خلال الاستبيان، لعزوف الناخبين عن تحديث سجلاتهم الانتخابية، وهو سلوك احتجاجي شعبي غير عنفي وصامت في الوقت ذاته.. يحتاج هذا الموقف الى نفض الشكل والمضمون السياسيين، ولا ندري ان كان في الوقت متسع لمثل هذا النفض، والاشتغال على آلية شكل ومضمون جديدين وان كان في الوقت الضائع لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من تدهور الرصيد الشعبي للنخب السياسية القائدة ! لقد أثبتت آليات قيادة عمل الدولة فشلاً ذريعاً، باستثناء الوضع الأمني رغم كل الخروق التي تعرض ويتعرض لها، في قيادة دولة من طراز العراق، وأشكال الفشل ملقاة على قارعة الطريق، ملموسة ومعروفة ومفهومة من الجمهور الشعبي العراقي، ولو لم يكن هذا الفهم، لما كانت رسائل انتخابات مجالس المحافظات شديدة الوضوح ولما كانت رسائل نسب تحديث السجلات الانتخابية، وربما ستكون الرسائل القادمة اشد وطأة وتأثيرا على الطبقة السياسية العراقية بكل تنوعاتها الفكرية والسياسية والعرقية والاثنية، وليس متوقعا ان يكون الوقت كافيا لإصلاح ما أفسده الدهر وتخفيف شدّة لهجة الرسائل التي ستصل تباعا وفي كل مناسبة وبما يتفق مع نوع وشكل ونتائج الأداء السياسي الذي يتلمسه الجمهور الشعبي بحساسيته العالية. لقد حرصنا في الاستبيان على ان نكون اكثر تنوعا وتمثيلا للشرائح الاجتماعية التي تتوجه اليها استمارات وأسئلة الاستبيان، في محاولة للتقرب لأدنى مسافة ممكنة من الموضوعية ومن حقيقة التعبير النسبي عن رأي الجمهور العراقي في أسباب موقفه السلبي من تحديث السجلات الانتخابية. وترافق عمل الاستبيان مع استطلاعات صحفية عامة حول الموضوع نفسه فكانت النتيجة متقاربة، ان لم تكن متطابقة، مع نتائج الاستبيان في تجسيد الاستياء العام من مجمل الأداء الحكومي والبرلماني، وتحديدا فيما يخص القضايا ذات الالتصاق المباشر والقوي بهموم ومعاناة ومشكلات المواطنين اليومية. من المنطقي ان تتوقف الطبقة السياسية، الحالية او المقبلة، بجديّة عالية أمام ردود أفعال الجمهور على مستويات الأداء وان تقتنع هذه الطبقة بانها ليست مطلقة الأيادي فيما تفعل وتتصرف غاضة الطرف عن المهمات الحقيقية الملقاة على عاتقها من قبل الجمهور الذي انتخبها متحديا أشكالاً متنوعة من المخاطر، وصلت في بعض مفاصلها الى حدود التضحية بالنفس من اجل الوصول الى صناديق الاقتراع، كل ذلك من اجل ان يروا حياة أفضل ومستقبلا واضحا لهم ولأبنائهم. ومن المنطقي جدا ان تعيد النظر في حساباتها في مختلف وجوهها، ذلك ان الجمهور الذي أوصلها الى كراسي المسؤولية بإمكانه ان يسحبها من تحت أقدامهم في الانتخابات المقبلة!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حملة حصر السلاح في العراق: هل تكفي المبادرات الحكومية لفرض سيادة الدولة؟
تحقيقات

حملة حصر السلاح في العراق: هل تكفي المبادرات الحكومية لفرض سيادة الدولة؟

 المدى/تبارك المجيد كانت الساعة تقترب من السابعة مساءً، والظلام قد بدأ يغطي المكان، تجمعنا نحن المتظاهرين عند الجامع المقابل لمدينة الجملة العصبية، وكانت الأجواء مشحونة بالتوتر، فجأة، بدأت أصوات الرصاص تعلو في الأفق،...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram