وزارة التخطي سجلت على لسان المتحدث باسمها عبد الزهرة الهنداوي إصابة أكثر من مليوني طفل عراقي يعانون مما يعرف طبيا بحالة التقزم بسبب سوء التغذية وتدني المستوى المعيشي لأسرهم . البيانات جاءت عبر تنفيذ الوزارة بالتعاون والتنسيق مع منظمة اليونسيف المسح متعدد المؤشرات الذي اظهر العديد من الحالات ذات العلاقة بالمرأة والطفولة في العراق ،ومنها ما يتعلق بحالة التقزم لدى الأطفال بسبب سوء التغذية ، وهناك نحو مليوني طفل يعانون هذه الحالة ، وأرقامها مرعبة ، وتتطلب إجراءات سريعة وتضافر كل الجهود للحد من الظاهرة .
تعرفنا على مدينة الأقزام من خلال الأساطير والقصص الخرافية وأفلام الكارتون ، والخرافة تبدو حقيقة في العراق نظرا لما تعرض له من قصف صاروخي وغارات جوية ، وتسرب إشعاعات ، واستخدام أسلحة كيمياوية في الحروب السابقة فكانت النتيجة أكثر من مليوني طفل يعانون حالة التقزم .
وزارة الصحة عزت أسباب الظاهرة إلى عوامل تتعلق بسوء التغذية ، وجهودها في المعالجة اقتصرت على توفير نوع خاص من الحليب وتقديم إرشادات ونصائح للأمهات ، بتناول الحليب واللحوم والبيض لإنجاب أطفال أصحاء، أم طفل يبلغ من العمر ثلاث سنوات بعد اكتشافها بأن مظاهر النمو الطبيعي لم تظهر على ابنها البكر راجعت احد المستشفيات وعادت لمنزلها بلائحة طويلة من النصائح لتناول الطعام الغني بالبروتينات ، مع مراعاة الحالة النفسية للطفل ومنحه المزيد من العطف والحنان والرعاية لإبعاد أي شعور بالنقص .
الأم لم تقتنع بالنصائح الطبيبة، لأنها تعرف مسبقا أن ولادة طفلها البكر بالوزن والطول غير الطبيعيين سببه المباشر" الفقر وقسمتها السودة المصخمة بزواجها من ابن عمها المعروف لدى أبناء عشيرته بأنه صاحب دماغ "ثكيل". هذا ما يتعلق بالجوانب الشخصية ، أما العوامل الخارجية فإنها تتعلق بالسكن في العشوائيات ، وانخفاض الدخل اليومي والحرمان من الهواء البارد صيفا ، وغياب الدفء شتاء ، يضاف إلى ذلك أنها تسكن في حي الحواسم الملاذ الآمن للقطط والكلاب السائبة والجرذان ، والحي يقع في مكان قريب من موقع مفاعل تموز الذي قصفته الطائرات الإسرائيلية مطلع عقد الثمانينات من القرن الماضي.
وزارة التخطيط استبعدت ولادات جديدة تعاني حالات التقزم ، وأكدت أن الأرقام في انخفاض من دون بيان الأسباب ، وهل ذلك يعني أن أعدادا كبيرة فارقوا الحياة ، وكيف يحصل الانخفاض والعشوائيات منتشرة في معظم المدن العراقية ، وصاحب الدماغ الثكيل يصر على الزواج من ابنة عمه ، وبخلاف ذلك سيضطر إلى استخدام حتى السلاح الكيمياوي ضد المعترضين على تلبية رغبته في زيادة نسل العشيرة ليكون لها الدور الفاعل والكبير في تحقيق التنمية البشرية.
بلد يحتوي أكثر من مليون قزم سيكون بعد عشرين سنة مصدرا لاستقطاب السياح والباحثين عن الغرائب، وليس من المستبعد أن يصدّر ذلك البلد أقزامه لدول خارجية لاستخدامهم في إنتاج أفلام سينمائية كوميدية مخصصة للأطفال، ثم يتم تسويقها إلى دول المنطقة العربية، ليضحك أطفالها على مصيبة غيرهم .
الأقزام قادمون
[post-views]
نشر في: 11 مايو, 2013: 09:01 م