لا توجد لحظة اصعب من مواجهة حرامي يجده صاحب البيت داخل بيته وامامه ... هذه اللحظة بكل تفاصيلها المرعبة عاشها دكتور صديقي يعمل مدرسا في احدى الكليات ببغداد ... قام مستيقظا من نومه وايقظ زوجته وخرج من غرفته ينادي على اولاده الصغار ... لاداء صلاة الفجر
لا توجد لحظة اصعب من مواجهة حرامي يجده صاحب البيت داخل بيته وامامه ... هذه اللحظة بكل تفاصيلها المرعبة عاشها دكتور صديقي يعمل مدرسا في احدى الكليات ببغداد ... قام مستيقظا من نومه وايقظ زوجته وخرج من غرفته ينادي على اولاده الصغار ... لاداء صلاة الفجر ... فاذا به يجد امامه لصا يحمل المسروقات في حقيبة جلدية ويستعد للهرب ... لكن الدكتور طارده داخل بيته، ولان اللص ... (حرامي البيوت) ... اخرج سكينا من طيات ملابسه وطعن بها الدكتور في صدره مرتين ثم قفز من الشرفة محاولا الهرب ... لكنه اصيب بكسر في قدمه والقت الشرطة القبض عليه داخل حديقة العمارة... وهذه هي تفاصيل الحكاية المثيرة ... شوارع حيفا الحي الهادئ خلا تماما من المارة ... الوقت يقترب من اذان الفجر هواء لطيف يحركه نسيم الفجر، يشعر به الدكتور (هـ) في هذا الوقت .. في وسط هذا الجو الصامت كان الحرامي (ح) يتجول في شارع الجعيفر ... قادته قدماه الى شقق حيفا التي تشبه بعضها تماما.. وامام احدى العمارات تسمر في مكانه ... يبدو انه وجد ضالته ... شقة بالطابق الارضي قريبة جدا من الشارع بينها وبين الحديقة قفص حديدي موضوع داخله جهاز تكييف ... بسرعة اخذ (ح) قراره خاصة بعد ان تاكد من ان باب الشرفة كان مفتوحا ... خلع الشاب حذاءه ... قفزة واخرى وكان داخل الشقة ... نظرة اخرى متفحصة داخل الشقة وهو ما زال واقفا في الشرفة يلاحظ أطفالا ثلاثة ينامون في الصالة وبجوارهم هواتفهم المحمولة ... رسم (ح) في عقله خطواته الى داخل الشقة حتى لا يوقظ احد منهم ... بخطوات بطيئة استولى على الهواتف المحمولة ووضعها في ملابسه ... انطلق الى غرفة اخرى هناك شعر بالامان قليلا ... لانها كانت خالية ... شعر بالراحة واستولى على كل ما خف وزنه وغلا ثمنه ... وقبل ان يغادر الغرفة وقعت عيناه على جهاز لابتوب اتجه اليه واخذه ووضعه في حقيبته ... واخذ يجمع الحرامي كل الاشياء الثمينة ... وقبل اذان الفجر بدقائق قليلة ... جمع الحرامي غلته في حقيبة جلدية وجدها داخل احدى الغرف واتخذ قراره بالخروج من الشقة في هذه اللحظة ... لكن القدر لم يمهله ثانية واحدة لتحقيق ذلك ! في الغرفة المجاورة كان الدكتور (هـ) ينام وبجواره زوجته ... كالعادة استعد الدكتور لاداء صلاة الفجر وأيقظ زوجته ثم توجه لايقاظ اولاده ... يخرج من غرفة نومه ليجد امامه ما لم يكن يتوقعه ابدا ... شاب طويل يسير في اتجاه المطبخ ... لحظات قليلة صمت فيها الطبيب وهو يحاول خداع نفسه بان ما يراه هو وهم ! لكن كيف يكون كذلك وهو يراه بعينه يحمل المسروقات على كتفه ... صرخ باعلى صوته ... ( منو انت اوكف ) ... وانطلق في اتجاه المطبخ ليجد نفسه في مواجهة اللص الذي دفعه بقوة محاولا الهرب! فتح اللص باب الشقة ليجد امامه بابا آخر حديديا منعه من الهروب... التفت اللص خلفه ليجد الطبيب يجري باتجاهه... اخرج السكين من طيات ملابسه واشهرها في وجه الدكتور... وعندما وجد اللص ان غريمه شجاع ولا يهاب سكينة طعنة في صدره مرتين .. تحامل الدكتور على نفسه واستطاع خطف السكين من يده ... صرخ الدكتور باعلى صوته ... حرامي ... حرامي... لم يجد اللص أي حل امامه سوى الشرفة... جرى بسرعة في اتجاهها ... وقفز منها كأنه يقفز في حوض سباحة... بالطبع استيقظ كل سكان العمارة على صوت الدكتور كذلك الحارس الذي كان يغط في نومه وبسرعة اتصل الجيران بالشرطة التي حضرت والقت القبض على اللص الذي لم يستطع الحركة من مكانه بعد ان كسرت ساقه على اثر القفزة وسقوطه على الحافة الكونكريتية المحاذية لثيل الحديقة... تم القبض على اللص (ح) الذي كان يرقد داخل الحديقة ويبكي من شدة الالم ولا يستطيع التحرك بسبب كسر ساقه نتيجة قفزة من الشرفة...