شفيق المهدي لا يصلح لإدارة مؤسسة السينما والمسرح .. قد يكون. وشفيق المهدي ليس الأفضل أو الأنسب بين أهل السينما والمسرح لادارة هذه المؤسسة .. قد يكون . شفيق المهدي تحوم حوله شبهات بالفساد المالي والاداري.. قد يكون أيضاً. لكن هذا شيء واطاحته بهذه الطريقة وعلى خلفية ما عرف بالعرض الالماني شيء آخر.
اذا كان شفيق المهدي لا يصلح لادارة مؤسسة السينما والمسرح أو هو ليس الأفضل أو الأنسب لهذه المهمة أو انه مشتبه به في فساد مالي واداري فان هذا من مسؤولية وزارة الثقافة التي وضعته في هذا المنصب، وهي ووزيرها من يتعين أن يتحمل تبعات هذه المسؤولية، فشفيق المهدي لم يحتل غرفته في مؤسسة السينما والمسرح ولم يستحوذ على كرسيه فيها بقوة السلاح وانما بقرار يحمل توقيع وزير الثقافة.
الكلام بشأن عدم صلاحية شفيق المهدي وما الى ذلك كان يدور بالهمس وبالصوت العالي أيضاً في الأروقة الثقاقية بما فيها أروقة الوزارة على مدار الساعة تقريباً، وكان من الواضح ان الوزارة لم تكن تريد أن تسمع ما يقال في هذا الشأن حتى جاء عرض المسرحية الالمانية ضمن مهرجان منتدى المسرح العالمي ليكون هذا العرض، وليس ما كان يدور في الاروقة، سبباً للبطش بالمهدي وزملاء له.
ملاحظات معظم المسرحيين وعموم المثقفين الذين شاهدوا العرض الالماني لم تتركز على ما قيل انه مشهد عري لاحدى الممثلات، وانما على المستوى الضعيف لهذه المسرحية وسواها من عروض المهرجان .. كل العروض تقريباً استفزت المثقفين بمستواها المتدني الذي لا يليق بسمعة المسرح العراقي. اما مشهد "العري" فلم يكن كذلك فالممثلة اليابانية الأصل المتقدمة في السن كانت ترتدي الملابس المألوف ارتداؤها من قبل راقصات الباليه، وكثيراً ما عرضت تلفزيوناتنا مشاهد من عروض باليه ترتدي الراقصات فيها مثل الملابس التي ارتدتها ممثلة العرض المسرحي الالماني.
هي حجةً فحسب أن يُقال ان المشهد كان مشهد تعرٍ. فقط المرضى في عقولهم ونفوسهم وأرواحهم وأخلاقهم وأذواقهم رأوا فيه كذلك، وهم يشبهون في هذا المرضى في عقولهم ونفوسهم وأرواحهم وأخلاقهم وأذواقهم الذين تثير غرائزهم الحيوانية المانيكانات البلاستيك المعروضة في محال بيع الملابس النسائية.
القرار يتجاوز شفيق المهدي وادارته "غير الكفوءة" لمؤسسة السينما والمسرح، فوراءه على الأرجح اتجاه لتحويل هذه المؤسسة الى جامع لضرب الدرباشة أو حسينية للطم والتطبير. المعادون للحياة والفن والثقافة يدفعون منذ زمن في هذا الاتجاه .. وضعوا شرطة آداب لمكافحة الفن الحقيقي والثقافة الحقيقية في مهرجانات الفن والثقافة ومواسمهما.
مؤسف أن يلزم بعض السينمائيين والمسرحيين الصمت حيال هذا التعدي السافر على مؤسستهم العريقة، الصرح الفني والثقافي المميز. ومؤسف أن يصمت مثقفون آخرون على ما يجري .. النار ستصل الى أرجلنا جميعاً، ففي يوم غير بعيد سننعي الثقافة في بلاد الثقافة.
جوامعنا وحسينياتنا وطرقنا كلها تحولت الى ميادين لضرب الدرباشة واللطم والتطبير .. لا نحتاج الى جديد منها .. تلزمنا فقط مساحات للثقافة .. الحرة.
أبعد من شفيق المهدي
[post-views]
نشر في: 11 مايو, 2013: 09:01 م