TOP

جريدة المدى > عام > رداً علــى مقــال..أحكام وآراء دون مشاهدة عن نشاط الفرقة القومية للفنون الشعبية

رداً علــى مقــال..أحكام وآراء دون مشاهدة عن نشاط الفرقة القومية للفنون الشعبية

نشر في: 12 مايو, 2013: 09:01 م

وردنا من إدارة الفرقة القومية للفنون الشعبية الرد التالي الذي كتبه الدكتور ميمون الخالدي رداً على المقال المنشور في صحيفتنا للناقدة حميدة العربي.. وعملا بحق الرد ننشر نصه: شاعت هذه الأيام وحتى فترة قريبة، قراءات نقدية لبعض الأنشطة الثقافية في بغدا

وردنا من إدارة الفرقة القومية للفنون الشعبية الرد التالي الذي كتبه الدكتور ميمون الخالدي رداً على المقال المنشور في صحيفتنا للناقدة حميدة العربي.. وعملا بحق الرد ننشر نصه:

شاعت هذه الأيام وحتى فترة قريبة، قراءات نقدية لبعض الأنشطة الثقافية في بغداد قائمة على السماع أو الأخبار دون مشاهدة مباشرة من قارئها خصوصاً وان هذه الأنشطة تجري على خشبات المسارح والتي لا يمكن قياسها أو تحليلها أو نقدها إلا لمن يراها مباشرة أمامه حيث يتعلق الأمر بكونها ترتبط بالمكان الذي قدمت فيه بل ويتحدد جنسها الجمالي بالحدث الآني الذي يمتزج فيه كيمياء التلقي مع ما يجري على الخشبة فضلاً عن حتى مشاهدتها بخلاف هذه الصورة أو حتى عن طريق وسيط آخر (التلفزيون) مثلاً قد يحولها الى جنس آخر خال من اللقاح الكيميائي للحظة التي نتلقاها مباشرة ولربما نشاهد مثلاً في التلفزيون خبرا عن نشاط معين ترافقه صورة أخرى ليست للنشاط ذاته وإنما لآخر مشابه له.

أسوق هذه المقدمة وأنا اقرأ مقالة الزميلة العزيزة (حميدة العربي) حول فرقة الفنون الشعبية،نتذكر ما كتبه الصحفي الصديق (أكرم نعمة ) قبل سنة في إحدى الصحف(...) أبدى فيه رأيا نقديا لمسرحية (روميو جوليت في بغداد) التي عرضت في بغداد ولندن وسترافورد وهو لم يشاهدها مطلقا لا هنا ولا هناك حيث يقيم في لندن .
وها أنا اقرأ رأياً نقدياً للزميلة (حميدة العربي) وأحسب انها في لندن أيضا، وهو الأمر الذي يثير الاستغراب في ابسط الأحوال ناهيك عن تركنا جانباً ما يثيره هذا الفعل من مقاصد أخرى، ولكن لنسلم جدلاً إن (العربي) قد شاهدت الفرقة مباشرة وليس من خلال الأخبار التلفزيونية، فهل كانت قد أصابت الحقيقة في رؤيتها أم انها جانبتها؟؟! أعتقد اني قد شاركت فرقة الفنون الشعبية في أكثر من مناسبة ومن أكثر من خمس وعشرين سنة ممثلاً وراوياً ومعلقاً وقارئاً للشعر مع ما تقدمه الفرقة من أوبريتات في بغداد والمحافظات، وألمس مباشرة ردود الأفعال من قبل الجمهور في العراق، ولهذا السبب سأناقش بهدوء وروية زميلتي العزيزة (حميدة).
أولا: أنا أتفق معها حول ماهية الرقص في حياة الشعوب منذ بدء الخليقة حيث عرفه الإنسان بأول الفنون التي رافقت الإيقاع (الموسيقي) تعبيراً عن كل ما ساقته في مقالها حيث أصبح أحيانا تعبيراً عن التقرب الى الآلهة والتوحد معها وأحيانا تعبيرا عن طقوس الحياة والخصب وأحياناً أخرى علاجاً نفسياً لبعض ما يصيب النفس البشرية من أعراض مثلما وصف ذلك (أرسطو) عندما رأى مفهوم التطهير في الدراما أخذه عن فعل الموسيقى والرقص بأحوال (المجذومين) الذين يتطهرون من أدرانهم عن طريق الرقص الإيقاعي العنيف وقد ابتدئ هذا الفن المقدس بأشكال وأنواع عديدة تبعاً لثقافة معينة ما ومكان ما وشعب ما.. أي تكمن مديات تنوعه وكثقافة استغلاله طبقاً للثقافات المختلفة للشعوب، ونحن في المجتمعات الإسلامية التي تتحكم فيها القيم ،عادات ثقافية معينة أنتجت ألوانا معينة من الرقص وهو مقدس أيضاً، ولا يقتصر- فقط على ما أسمته (حميدة) بالرقص الشعبي على طريقة الجواري والغانيات- وأنا هنا لا أتفق معها بل هناك أشكال عديدة تنتشر –على جغرافية العراق من كردستان الى أقصى- الجنوب ورقصة (الجوبي) التي ألفها العراقيون جميعاً في الوسط والجنوب والمنطقة الغربية وكذلك الرقصة المشابهة لها عند الشعب الكردي (الدبكة) وبإيقاع أسرع قليلا لكنها تتخذ شكلاً مشابهاً، فضلاً عن الرقص الحر الذي يشيع في حفلات الزواج والختان والأعياد وهو رقص عشوائي غير منظم صحيح اننا مجتمعات ذكورية وأيضا وهذا إقرار الزميلة فلا ضير إذن ان يكون إنتاجنا الثقافي في أحيان كثيرة متساومه مع هذا المجتمع واعتقد من جهة أخرى ثمة رقصة تمارسها بعض القبائل في غرب البلاد وتدعى (الدحّة) تتشارك فيها المرأة في العشيرة مع اخوانها الرجال في تشكيل رقصة والتي عادة ما تؤدى في الأفراح والمناسبات العامة، وبالتالي فإن الذي دعا الى تشكيل فرقة الفنون الشعبية في العراق هي الحاجة الى الكشف عن نوع من أنواع النشاط الثقافي الذي يمارسه العراقيون جعل الدولة ان تبادر الى تأسيسها، وعلينا ان نعترف ان نمو وتطور وجود مثل هكذا فرق في بلادنا العربية عموماً مرتبط بمؤسسات تابعة للدولة فكيف بالعراق الذي مر بعقود عديدة من النظام الشمولي المركزي لا يتيح لوجود وتطور رأي نشاط إنساني خارج إرادة ذلك النظام واعتقد إن الأمر ذاته مازال مستمرا في وقتنا الحاضر إذن كيف يمكن ان نسمي هذا الفن بالوظيفة؟ وهو لم يكن له سبيل سواها!!! ومن ناحية أخرى هل نستطيع الإقرار بالقول مثل فرقة (البولشوي) الذائعة الصيت التي أعطت صورة خيالية لرقص الباليه، انها كانت تمارس ذلك الفن كوظيفة وقد أسست الفرقة بنفس الطريقة التي أسست فيها فرقة الفنون الشعبية العراقية وجميع الفرق في الدول الاشتراكية السابقة، بل في معظم دول العالم.
فلا يمكن ان نقول إن الفن في العراق أصبح يمارس كوظيفة، وهو يجني على الفرقة وعلى تاريخها والفنانين اللامعين الذين أعطوا للثقافة العراقية الكثير من العرق والجهد والإبداع والذين شهدت لهم مسارح العالم جميعا بأدائهم الرائع ورقصاتهم المنفردة التي أعطت اشكال التعبير عن العراق كله وكانوا خير مثال لتسويق نوع من أنواع الثقافة الى الآخر وأحب ان أقول للزميلة إن أعضاء الفرقة القومية للتمثيل والفنون الشعبية لا يتقاضون ذلك الدخل المغري والمجزي حتى يمارسوه إرضاءً للوظيفة فبالنسبة للممثلين فان اغلبهم لا يعولون في دخلهم السنوي على ما تعطيه لهم الوظيفة وإنما يعولون في ذلك على العمل التلفزيوني وبذلك يكون العاملون منهم في المسرح، هم أولئك الذين نذروا أنفسهم له وخدمتهم اغناء التجربة المسرحية العراقية، لنعد الى الفنون الشعبية لا أقول إن اغلب أعضائها متعاقدين مع الدائرة وبأجر لا يكفي لأكثر من عشرة أيام بمبلغ 250 ألف دينار شهرياً أي ما يساوي 200 دولار الهدف ليس الوظيفة لما تزعم زميلتنا.
ثانياً: تقول الزميلة ((العربي)) إن الفرقة ظهرت بأسوأ حالاتها في افتتاح مهرجان بغداد عاصمة الثقافة العربية بدءا أصحح لمعلوماتها إن الفرقة قدمت لوحات منتجة من أعمالها في اليوم الثاني وليس في اليوم الأول في الافتتاح إذ كانت دار الأزياء العراقية بعرضها المثير هي منفتح المهرجان هذا أولا، ثانياً إن الفرقة قدمت لوحات نالت استحسان جميع من حضر –من الوفود العربية والأجنبية، فضلاً عن الجمهور العراقي، والجميع قد حيا هذه الفرقة بحرارة شهد بذلك كل من حضر- المكان وأنا أقول للزميلة العزيزة لأصحح معلوماتها المغلوطة إن الفرقة على مدى عشرين سنة قد توالت أعضاءها تغييرات كثيرة خصوصاً على عضواتها فلا تستقر حالاتهن بسبب الزواج أو القمع الاجتماعي فيغادرن الفرقة لتستقبل مرة أخرى عضوات جديدة وهكذا استقرت الفرقة على عضواتها التي أجزم إن العربي لم تشاهدهن فالعضوات الست يمتلكن الرشاقة المطلوبة واعمار ثلاث منهن لا تتجاوز (22) عاماً وثلاث من الثلاثين وهن صاحبات الخبرة وليس منهن من هي تزن ( 80كغم) بل لا يتجاوز وزن أكبرهن (50 كغم) فكيف قاست (العربي) أوزانهن بهذه المبالغة المقصودة، أما الأعضاء الذكور فكلهم شباب لا يتجاوز أكبرهم الخامسة والعشرين من العمر عدا اثنين منهم وهما أصحاب الخبرة (عادل لعيبي وطارق إبراهيم) ، فهما برأيي الخاص أفضل الراقصين وما زالا يحتفظان بالحيوية والمرونة، فمن أين جاءت (العربي) بالمعلومات المغلوطة والتي تعبر تجنياً على الفرقة وأعضائها.
ثالثاً: أنا اعلم عن قرب إن برنامج (الاكسرساز، التدريب البدني) يجري يومياً من الساعة التاسعة صباحاً وحتى الواحدة ظهراً وعلى قاعة خاصة بالفرقة وهذا البرنامج قد وضعته الخبيرة الأذربيجانية (قمر خانم) والأرميني (رشيديان) والكوري (مستركين) والروسي (اناشولي فلادمير) الذين تعاقبوا على تصميم وتدريب الفرقة وتركوا المدربين والمصممين المشار إليهم هذه البرامج لتستمر لحد الآن وهي (الاكسرساز البالية والشعبي) ليقوم تلميذ أولئك الخبراء جميعاً الفنان (فؤاد ذنون) بتطبيق تلك البرامج من خلال خبرته التي اكتسبها من هؤلاء الخبراء جميعاً فكيف أطلقت العربي أحكامها وملاحظاتها وكلها مبنية على المغالطة وعدم معرفة الواقع وهي على بعد آلاف الكيلومترات.
نحن إذ نسوق هذا الرد إنما لكي نعطي للذين يبذلون العرق بالكفاف، حقهم ولكي نقف الى جانب هؤلاء الذين هم أوائل من يضمنون بذواتهم في ظل واقع مغلق وقيم تقليدية بالية لا تقترن بالفنون المقدسة، وان أرادت السيدة (حميدة العربي) الاطلاع عن كثب على واقع هذه الفرقة فأني على استعداد لاستقبالها لكي ترى الحقيقة آملا الابتعاد عن إعطاء الأحكام والآراء دون مشاهدة مباشرة وهذه آفة خطيرة نتمنى الابتعاد عنها.
لصحيفة المدى وافر الثناء والتقدير

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مدخل لدراسة الوعي

شخصيات أغنت عصرنا .. المعمار الدنماركي أوتسن

موسيقى الاحد: الدرّ النقيّ في الفنّ الموسيقي

د. صبيح كلش: لوحاتي تجسّد آلام الإنسان العراقي وتستحضر قضاياه

في مديح الكُتب المملة

مقالات ذات صلة

في مديح الكُتب المملة
عام

في مديح الكُتب المملة

كه يلان محمدرحلة القراءة محفوفة بالعناويــــن المـــــــؤجلة مواجهتُها، ولايجدي نفعاً التسرعُ في فك مغاليقها.لأنَّ ذلك يتطلبُ مراناً، ونفساً طويلاً وتطبيعاً مع المواضيع التي تدرسها تلك الكُتــــب.لاشــكَّ إنَّ تذوق المعرفة يرافقه التشويق باستمرار،لكن الـــدروب إلى...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram