اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > إلـى حـيث ألقـت !

إلـى حـيث ألقـت !

نشر في: 12 مايو, 2013: 09:01 م

(فيرغي يتقاعد.. ما هذا الهراء ؟!) عبارة الصدمة هذه تكررت في إنكلترا وسائر دول العالم ، حين أعلن السير اليكس فيرغسون اعتزاله تدريب الكرة مع نهاية الموسم الحالي.. لكنها لم تكن أشد ردود الافعال بلاغة على قرار يُغيـِّر واقع كرة القدم في مهدها الأول انكلترا، لا بل أن الموقع الالكتروني لنادي يوفنتوس الايطالي كان الأروع في تصوير الأمر حين كتب على واجهته بعد خمس دقائق من قرار الاعتزال .. (ماذا فعلت أيها السير، إنك تكتب بذلك خبر وفاة كرة القدم).
كنت أتمعن في ردود الأفعال ، لعلي أجـد بينها شعوراً بالارتياح المجبول بالتشفي لأن يفقد مانشستر يونايتد العظيم مدربه وأسطورته وصانع الأمجاد غير المسبوقة، وربما غير الممكنة لدى أي قائد أو مدرب على مدى سبع وعشرين سنة ، فهالني كثيراَ من منطلق الاعتياد، أنني لم أجد مثل هذا الشعور.. مثلاً مَن يقول : إلى حيث ألقت رحلها أمُّ قشعم ٍ، وهو قول عربي صرف يردده أصحاب (الكار) الواحد في بلادنا حين تذبل أوراق أحدهم ويلوح بالوداع ليجد أبناء مهنته وقد بالغوا في مراسم التوديع الى حــد محاولة وضعه في قبــر لا قرار له ، كي لا يعود عن قراره.. ثم يشرعون في إزالة كل تاريخه !
يخرج السير من الملاعب العامرة كي يدخل تاريخ اللعبة بسجل يُضيء كل مساحة للإبداع الكروي التدريبي.. لم يكن فيرغي متكلفاً في علاقاته مع لاعبيه أو مع الإداريين أو مع رجال الإعلام ، الكل يجمع على أنه يتحلى بصفات انضباطية لم تنزع عنه تلك الروح الإنسانية السمحة التي يعتز بها هو في الثانية والسبعين من العمر، وقد تحوَّل في عمره هذا إلى هرم كروي لا يُضارعه هرم آخر في إنكلترا أو أوروبا.
يُجيب السير اليكس فيرغسون على سؤال يتعلق بصموده كل هذا العمر في قلعة اولد ترافورد واغترافه من نبع النجاحات، فيقول : أنا في العادة أحترم أي رأي منتقد وخصوصاً حين يخسر فريقي .. ولا أعــد الأمر معيباً لي .. فالمدربون الذين يوجهون إلي عبارات الانتقاد يعرفون عمّن يتحدثون ، ولولا نجاحي لما ارتفع سقف النقد الموجه إليّ، ولهذا لا أجد ما يعيب في أي نقد يوجه إلي وخصوصاً من زملاء المهنة !
الحزن النبيل الشفيف الصادق كل ما رأيته في حصاد الصحافة العالمية خلال الساعات التي اعقبت اعتزال فيرغسون .. لكن (زملاء المهنة) المدربين الكبار أظهروا فروسية عالية ، ولم يقل أحدهم (دفعة مردي!)
الفرنسي فينغر قال : يا لحزني .. سأخسر منافساً عملاقاً كان يتفوَّق عليّ ، وكنت أجــد وأجتهد في سبيل اللحاق به.. الايطالي انشيلوتي ردد مهموماً : المستحيل أن تأتي ، كل ربع قرن ، وتصنع مدرباً بحجم فيرغسون ، لقد صارت مهمة صناعة المجد على طريقته مستحيلة.. مورينيو الذي لا يمتدح ولا يشيد بلاعب أو مدرب مهما بلغ شأنه أوجز وقال : الشخص الوحيد المستفيد من القرار هو فيرغسون ، لأنه سيذهب الى بيته وقد حقق كل ما يخطر في البال من مجدٍ كروي.. الويل لنا نحن الذين لم نطاول قامته بعد!
وفي جو الحزن الذي أشاعه السير برحيله ، كان هناك من لديه روح الدعابة البريئة.. فعلى سبيل الفكاهة، ولزوم (ترطيب) الأجواء، لم تجد جماهير الاندية الغريمة في انكلترا غير القول: الخاسر الأكبر في الاعتزال مصانع (العلكة) التي كان فيرغسون زبونها الأول على مدى ربع قرن !

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

النمسا تهزم بولندا بثلاثية في يورو 2024

حاولوا قتل شخص.. الداخلية تلقي القبض متهمين أثنين في بغداد

الاتصالات: العراق ينجح في استعادة عضويته لدى اتحاد البريد العالمي

هل يكتب ميسي سطوره الاخيرة في مسيرته الكروية؟

في العراق.. درجات الحرارة المحسوسة غدا تلامس الـ 65 درجة مئوية

ملحق منارات

الأكثر قراءة

المتفرجون أعلاه

جينز وقبعة وخطاب تحريضي

تأميم ساحة التحرير

زوجة أحمد القبانجي

الخارج ضد "اصلاحات دارون"

العمودالثامن: "فاشوش" جمهوري!!

 علي حسين قبل عام بالتمام والكمال خرج علينا رئيس الجمهورية وراعي الدستور معلناً سحب المرسوم الجمهوري الخاص بتعيين الكاردينال لويس ساكو، بطريركاً على الكنيسة الكلدانية في العراق، وكان فخامته ينوي وضع السيد ريان...
علي حسين

كلاكيت: عن أفلام الطريق

 علاء المفرجي أفلام الطريق كنوع سينمائي، فيما يتعلق بشخصياتها وقصصها وشكلها وأفكارها؟ فأفلام الطريق قاموسيا هي تلك الأفلام التي تغادر فيها الشخصيات مكانها في رحلة على الطريق، وما تصادفه في هذا الطريق من...
علاء المفرجي

برعوشا – بيروسوس: التاريخ دول وأحداث متعاقبة تقودها العناية الإلهية

د. حسين الهنداوي (6)ظلت المعلومات حول الحضارات العراقية القديمة بائسة الى حد مذهل قبل التمكن من فك رموز الكتابة المسمارية على يد هنري رولنسون في منتصف القرن التاسع عشر، والتمكن بالتالي، ولأول مرة بعد...
د. حسين الهنداوي

يا أهل الثَّقافة والإعلام.. رفقاً بالألقاب

رشيد الخيون إن نسيت فلا أنسى اعتراض صاحب سيارة الأجرة، المنطلقة مِن عدن إلى صنعاء(1991)، والعادة تُسجل أسماء المسافرين، خشية السُّقوط مِن الجبال في الوديان، على أحد الرُّكاب وقد كتب «الدُّكتور» فلان. اعترض قائلاً:...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram