TOP

جريدة المدى > عربي و دولي > نواز شريف يقترب من قيادة باكستان من جديد بعد طول انتظار

نواز شريف يقترب من قيادة باكستان من جديد بعد طول انتظار

نشر في: 12 مايو, 2013: 09:01 م

بعد 14 عاما قضاها نواز شريف خارج السلطة يدنو الآن من تولي منصب رئيس الوزراء مجددا وهو رجل يتعجل التخلص مما يسميه الفوضى في بلاده.قال شريف يوم السبت إن حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية - جناح نواز شريف هو الفائز في الانتخابات العامة ويأمل أن يحصل على

بعد 14 عاما قضاها نواز شريف خارج السلطة يدنو الآن من تولي منصب رئيس الوزراء مجددا وهو رجل يتعجل التخلص مما يسميه الفوضى في بلاده.
قال شريف يوم السبت إن حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية - جناح نواز شريف هو الفائز في الانتخابات العامة ويأمل أن يحصل على أغلبية حتى لا يضطر إلى تشكيل حكومة ائتلافية.
وهو يرث بلدا يعاني من مجموعة مشكلات مضنية من انقطاع الكهرباء بشكل مزمن إلى تمرد حركة طالبان الباكستانية.
وقال شريف لرويترز داخل سيارته المصفحة خلال الأيام الأخيرة من الحملة الانتخابية "التحديات هائلة... علينا أن ننقذ الاقتصاد." ويقول شريف الذي يتعهد بتطبيق سياسات السوق الحرة وتحرير الاقتصاد إن النمو السريع هو الحل الوحيد لباكستان الحليف الاستراتيجي للولايات المتحدة. وما زالت للجيش الكلمة العليا في باكستان لكن هذه هي المرة الأولى التي تجرى فيها انتخابات لانتقال السلطة من حكومة مدنية إلى أخرى مدنية ايضا. لكن سيتعين على رئيس الوزراء الجديد أن يتعاون مع قادة الجيش الذين يسيطرون على السياسة الخارجية والامنية.
كما سيتعين على الحكومة المدنية الجديدة القيام بدورها في العلاقة الشائكة بين باكستان والولايات المتحدة. وهناك تحالف قوي بين إسلام اباد وواشطن لكن هذا التحالف يواجه أزمة نتيجة وجود عناصر في البلاد تدعم متشددين إسلاميين يحاربون القوات الأمريكية في أفغانستان المجاورة. وكانت قوات أمريكية خاصة قد رصدت أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة في بلدة باكستانية وقتلته عام 2011.
ومن ناحية أخرى فإن الاقتصاد متعثر والبنية الأساسية متهالكة. كما أثار الانقطاع المزمن للكهرباء غضب الباكستانيين وأعاق صناعات رئيسية. وهناك أيضا مشكلة استشراء الفساد.
ويبدو أن شريف ازداد نضجا سياسيا منذ أن أطاح به قائد الجيش والرئيس السابق برويز مشرف في انقلاب أبيض عام 1999. فبوصفه زعيم المعارضة الرئيسي تجنب شريف استعداء قادة الجيش الأقوياء أو إسقاط الحكومة الائتلافية التي يقودها حزب الشعب الباكستاني عندما كانت في أزمة. وبدلا من ذلك تحين الفرصة لحكم البلاد. والآن وبعد أن حانت هذه اللحظة أصبح يتعجل إصلاح شؤون باكستان.
ولن ينعم شريف بالراحة كثيرا.. إذ تحتاج باكستان لمليارات الدولارات من الجهات المانحة لتجنب أزمة في ميزان المدفوعات لكن البلاد ربما لا تحصل على المال اللازم إلا عند تنفيذ إصلاحات اقتصادية ذات حساسية سياسية. وحتى الآن لم يكن لدى السياسي تلو الآخر الجرأة اللازمة لإحداث التغيير. وتشير خلفية مشرف إلى احتمال أن يكون لديه الجرأة اللازمة استنادا إلى محاولاته السابقة للتخلص من السياسات الاشتراكية وجعل الاقتصاد منفتحا.
ولد شريف عام 1949 لعائلة ثرية لها مشاريع صناعية وعمل رئيسا للوزراء مرتين في التسعينات حاول خلالهما تشجيع سياسات السوق الحرة. وعائلته من لاهور عاصمة إقليم البنجاب أكبر أقاليم باكستان سكانا وأكثرها ازدهارا.
وهو يقول الآن إنه مستعد مرة أخرى للمخاطرة وخفض نفقات الحكومة 30 في المئة للحصول على الدعم الدولي للاقتصاد.
وقال "الخصخصة.. اقتصاد السوق الحرة.. تحرير الاقتصاد.. كانت ركائز أساسية لحزبنا وهو في الحكم.. سوف نبدأ من حيث انتهينا."
ورغم ما يعرف عن شريف من اتجاهات إصلاحية فربما يثير مخاوف في الغرب بسبب آرائه الإسلامية المحافظة.. ففي عام 1991 حاول جعل القوانين تستمد من أحكام الشريعة.
ووجهت إليه اتهامات مؤخرا بعدم اتخاذ إجراءات ضد المتشددين المنتشرين في إقليم البنجاب. وهو بين قلة قليلة من الساسة البارزين الذين لم يدرجهم مقاتلو طالبان في قائمة الاغتيالات.
وشابت فترتيه في رئاسة الوزراء في التسعينات مزاعم فساد وكان هو الذي أمر بإجراء أول تجربة نووية لباكستان عام 1998. كان الجنرال ضياء الحق الحاكم العسكري لباكستان في الثمانينات هو الذي أعد شريف للعمل السياسي.
لكنه أصبح ضحية للمؤسسة العسكرية القوية عندما أطاح به مشرف. بعد ذلك أدين بالفساد وحكم عليه بالسجن مدى الحياة بتهمة الخطف لأنه رفض السماح لطائرة تقل مشرف بالهبوط في باكستان.
وأقام شريف في المملكة العربية السعودية لكنه لم يفقد الأمل قط في العودة للعمل السياسي يوما ما.
وقال صحفي بارز ظل يغطي أخبار شريف لسنوات طويلة "لا يزال نواز يبدي تأثرا بالغا في الأحاديث الخاصة عندما يتذكر تلك الفترة... لم ينس أنه تم توثيق يديه... ما زال وجهه يمتقع عندما يتذكر تلك الأيام."
لذا فليس مستغربا أن يتحدث شريف الآن بلهجة حادة عن تدخل الجيش في الشؤون المدنية.. وهو موقف محفوف بالمخاطر في بلد ظل الجيش يحكمه لأكثر من نصف تاريخ البلاد الممتد 66 عاما سواء عبر الانقلابات أو من وراء الكواليس.
وكان ثمن محاولة شريف إقالة مشرف من منصبه كقائد للجيش أن خسر منصبه عام 1999. وسيتعين عليه تجنب الوقوع في أي أخطاء أخرى في التقدير خاصة عندما تتعلق المسألة بكبار القادة العسكريين.
وحاول مشرف العودة للعمل السياسي في مارس اذار عندما عاد من منفى اختياري أبقاه خارج البلاد لنحو أربع سنوات على أمل ترشيح نفسه في الانتخابات.
وبدلا من ذلك منع من تولي أي منصب عام مدى الحياة وفرضت عليه الإقامة الجبرية في المنزل في حين تنظر المحاكم قضايا ضده. وبعد ما لحق بخصم شريف من مهانة وبعد إبعاده عن الساحة السياسية أصبح بإمكان رئيس الوزراء السابق العودة إلى حيث انتهى. لقد خطط بأناة بالغة عودته إلى سدة الحكم من منتجعه الممتد نحو 700 فدان قرب لاهور والذي تتجول فيه الطواويس.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

مخاوف تسلل "داعش" من سوريا تتزامن مع حوادث "مريبة" في كركوك

المجلس العراقي للسلم والتضامن يعقد مؤتمره الخامس وينتخب قيادته

الرئيس مسعود بارزاني يحيي المؤتمر

كلمة فخري كريم في المؤتمر الخامس للمجلس العراقي للسلم والتضامن

الشيوعي العراقي: نحو تعزيز حركة السلم والتضامن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

ترامب: تركيا استولت على سوريا بطريقة "غير ودية"

بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال خلال زيارتي العراق

صحيفة عبرية: نتنياهو لا يريد انهاء الحرب في غزة لاستمرار نظامه الديكتاتوري

الحوثي يعلن الحرب على إسرائيل ويهدد "بن غوريون"

مقتل زعيم "داعش" بضربة أميركية في سوريا

مقالات ذات صلة

ناشط كندي معارض لحركة خالستان السيخية يتلقى تهديداً

ناشط كندي معارض لحركة خالستان السيخية يتلقى تهديداً

 ترجمة عدنان علي أفادت تقارير بان الناشط، ماندير سنغ جل، وهو من كبار معارضي الحركة المؤيدة لخالستان السيخية في كندا، قد تلقى تحذيرا رسميا من قبل سلطات فرض القانون بان حياته تحت التهديد....
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram