اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > دين الهرطقة

دين الهرطقة

نشر في: 12 مايو, 2013: 09:01 م

يناقشني أصدقاء مقربون حول مواضيع بعض المقالات التي انشرها في "المدى" وتتناول هموماً علمية، ويتساءلون إن كنت أواكب آخر تطورات العلوم التي أطرح تساؤلات عن مواضيعها. وفي الحقيقة أنا لا افعل ذلك بشكل دقيق، أولاً لأنني اتناول مواضيع من مختلف الاختصاصات، ولا يمكن ملاحقة التطورات التي تحدث في الاختصاصات المختلفة. وثانياً، لأنني اكتفي بطرح التساؤلات فقط، بمعنى أنني لا أتناول النتائج فأكون ملزماً بالتحري عن دقتها، ولكنني أتساءل عن وجودها من عدمه. والغرض هو اثارة النقاش حول مواضيع تكاد أن تكون غائبة عن تناولنا، فالهم السياسي يكاد أن يكون هو الهم الأكثر التهامنا لأوقاتنا.
بالمحصلة؛ ما أحاول ان اصل اليه من خلال بعض المقالات التي اطرح فيها أسئلة إشكالية مشاكسة، هو فقط تحريك الراكد الثقافي والعبور بنقاشاتنا اليومية من مواضيعها المألوفة إلى مواضيع أكثر جدوى وأهمية، وهو جهد شخصي بسيط ومتواضع، ومن المؤكد انه يشوبه تشويش وقصور وبعض الأخطاء، الأمر الذي يجعل اعتراضات الأصدقاء حقيقية وفي محلها، لكن هذا لا يمنع من الاستمرار في إثارة الأسئلة.
هناك اعتراض آخر، مفاده، أن مساحة العمود اليومي لا تناسب الأفكار المعقدة من نمط تلك التي لها علاقة بالنظريات الفيزيائية الحديثة، او تلك التي لها علاقة بأبحاث الجينات مثلاً. وها هنا موضوع آخر، فالعمود اليومي يشبه الهم اليومي، ونحن لا نريد أن تخلو همومنا اليومية مما له علاقة بأهم أسئلة العلوم والتكنولوجيا. عليه، فلا بأس من ان تتناول مقالاتنا اليومية -بين الحين والآخرـ مقالا عن مبدأ عدم الدقة، مثلاً، أو عن معقولية ولا معقولية نتائج نظرية الأوتار، أو عن ثوابت العقيدة، أو عن موضوعية العلاقات العائلية. فمن الواضح أن تناول هذه المفردات يؤدي، حتماً، إلى إطلاق علامات الاستفهام في طرقنا وداخل بيوتنا وحتى على أسرة نومنا.
شخصياً أخاف كثيراً عندما اكتب أكثر من ثلاث مقالات متتالية في السياسة، فكتاب الشأن السياسي كثر، وهم بارعون جداً، ومن هنا اجدني ابحث عن شؤون أخرى أعالجها في مقالاتي. بالتأكيد أنا لا امتلك ثقافة خارقة، وبالتأكيد معلوماتي قليلة، وبالتأكيد هناك قضايا علمية لا اعرف كل تفاصيلها، لكنني أحاول ان انصب معبداَ في عمودي، معبداً تُعبد فيه علامة الاستفهام المشاكسة، ومهما كان هذا المعبد بسيطاً ومتواضعاً، فأن عبادة السؤال وعلامته، أمر يستحق المحاولة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. ابو احمد

    انا اشكر تواضعك واسف اني اقترحت مراجعة بعض الكتب الحديثة وحتى حينما تكون في عمود صغير يمكنك ان تكتب على شكل اسئلة وان شئت مثالا ارجو الاطلاع على مقالات عدة في العلوم المعاصرة في مجلة علوم العراقية سابقا ولا شك انك قد سمعت بكتاب الاسئلة الخالدة والذي هو مو

يحدث الآن

العراق الثاني عربياً باستيراد الشاي الهندي

ريال مدريد يجدد عقد مودريتش بعد تخفيض راتبه

العثور على جرة أثرية يعود تاريخها لعصور قديمة في السليمانية

"وسط إهمال حكومي".. الأنبار تفتقر إلى المسارح الفنية

تحذيرات من ممارسة شائعة تضر بالاطفال

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: العميل "كوديا"

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

 علي حسين ما زلت أتذكر المرة الأولى التي سمعت فيها اسم فولتير.. ففي المتوسطة كان أستاذ لنا يهوى الفلسفة، يخصص جزءاً من درس اللغة العربية للحديث عن هوايته هذه ، وأتذكر أن أستاذي...
علي حسين

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (1-2)عطلة نهاية العام نقضيها عادة في بيت خوالي في بغداد. عام ١٩٥٨ كنا نسكن ملحقاً في معمل خياطة قمصان (أيرمن) في منتصف شارع النواب في الكاظمية. أسرّتنا فرشت في الحديقة في حر...
زهير الجزائري

دائماً محنة البطل

ياسين طه حافظ هذه سطور ملأى بأكثر مما تظهره.قلت اعيدها لنقرأها جميعاً مرة ثانية وربما ثالثة او اكثر. السطور لنيتشه وفي عمله الفخم "هكذا تكلم زارادشت" او هكذا تكلم زارا.لسنا معنيين الان بصفة نيتشه...
ياسين طه حافظ

آفاق علاقات إيران مع دول الجوار في عهد الرئيس الجديد مسعود پزشكیان

د. فالح الحمراني يدور نقاش حيوي في إيران، حول أولويات السياسة الخارجية للرئيس المنتخب مسعود بيزشكيان، الذي ألحق في الجولة الثانية من الانتخابات هزيمة "غير متوقعة"، بحسب بوابة "الدبلوماسية الإيرانية" على الإنترنت. والواقع أنه...
د. فالح الحمراني
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram