لقد اجتذب نظري، يقول سيرياس، مشهد الفنانة الشهيرة مارلين مونرو و هي ترفس كرة القدم. و قد رافقت هذه الصورة الفوتوغرافية قصةٌ تتعلق بالذكرى الخمسين لوفاتها يوم 5 آب 1962. ففي هذه اللقطة، تقوم نجمة هوليوود بالضربة الأولى الافتتاحية لمسابقة بين نادي ها
لقد اجتذب نظري، يقول سيرياس، مشهد الفنانة الشهيرة مارلين مونرو و هي ترفس كرة القدم. و قد رافقت هذه الصورة الفوتوغرافية قصةٌ تتعلق بالذكرى الخمسين لوفاتها يوم 5 آب 1962. ففي هذه اللقطة، تقوم نجمة هوليوود بالضربة الأولى الافتتاحية لمسابقة بين نادي هابويل الإسرائيلي و فريق نجوم الولايات المتحدة. و قد جرت المباراة على ملعب أيبيتس فيلد في بروكلين، في عام 1957.
و راحت فكرة كون مارلين على مقربة هكذا من لعبة كرة قدم تُجهد خيالي. فما الذي تعرفه مارلين عن الرياضة، يا تُرى؟ و ما الذي كان يفكر به زوجها السابق، لاعب البيسبول الأسطورة جو ديماغيو KDiMaggio بشأن حضورها هناك ؟ و الأكثر أهميةً، ما الذي كانت شهيرة الفيلم الفوتوغرافي تفعله في حدثٍ كان معظم الناس الذين يحضرونه، إضافةً للكثير من اللاعبين، مهاجرين حديثاً إلى الولايات المتحدة؟
و حين انساق انتباهي إلى ما وراء صورة مارلين، اجتذبني إليهم أيضاً الرجال المحيطون بها. و عاد بي اللاعبون، و أزياؤهم الرسمية، و الإحساس المجزَّأ لتلك الفترة، إلى طفولتي في لوس أنجليس ــ و هي طفولة تضمنت حضور مباريات كرة قدم لا حصر لها.
و كان والدي، و هو مهاجر، قد ولد في نيكاراغوا. لكنه قضى فترة مراهقته في بنَما. و مع أن البيسبول كانت الرياضة السائدة في البلدين، فإنه في نيكاراغوا كان يدرس في مدرسة كاثوليكية حيث كان القسس ــ و معظمهم أوروبيون، من إيطاليا و أسبانيا ــ يثيرون تكريساً روحياً للعبة كرة القدم بين طلابهم.
و كان أبي، المعجب بالبيسبول، و كرة السلّة، و كرة القدم، يحضر كل ما يمكن حضوره من لعبات ــ و أنا في رعايته على الدوام. و هكذا زرنا مدناً كثيرة لمشاهدة مباريات لمختلف الفرق الرياضية، و منها " رابطة كرة قدم لوس أنجلِس الأعظم " ــ و هي منظمة قام بتشكيلها هواة متحمسون لكرة القدم.
إن مجرد نظرة خاطفة إلى القليل من أسماء الفريق تعطي دلالة واضحة على التنوع الثقافي للرابطة. ففيهم الدانماركي، و اليوغوسلافي، و الأرميني ... و كان فريق أبي المفضَّل هو " لوس أنجليس كيكَرز Kickers ". ( و تعني kickers : راكلون ). و قد بدأ هذا الفريق، المكوّن أصلاً من مهاجرين ألمان، بتطبيق ضم أفضل موهبة هاوية ــ بصرف النظر عن العرق أو الأصل القومي ــ و بهذا أقاموا سلالة نالت اللقب الرسمي لسبع سنين متعاقبة. و كان اللاعبون و المشجعون جميعاً تقريباً من المهاجرين. و كان أغلبية أولئك الذين يحضرون المباريات يأتون لغرض التخفيف من الإجهاد الناجم عن محاولة التكيّف مع الحياة في موطنهم الجديد. فبالنسبة لذلك الحشد من الحضور، كانت عطلات نهاية الأسبوع الكرَوية تلك تبعث لديهم الارتياح و الشعور بالألفة. كما كانت توفر التجربة التوحيدية للتشارك في تحمسهم للعبة تتجاوز الحدود اللغوية، و الدينية، و العرقية، و القومية.
و ربما كانت مارلين مونرو قد لاحظت الاحترام الذي كان المعجبون يكنّونه لـ "الآخر " في ذلك اليوم. و يمكن أن تكون قد رأت أن ما يفرّقهم لم يكن بذي أهمية في مثل تلك الأحداث. بل و قد تكون قد دُهشت لإمكانية أن تقوم رياضة مهاجرين بجمع الناس معاً لا كمعجبين أو مشجعين فقط، و إنما كأميركيين جُدد أيضاً.
عن / Tropical Reflections