في ساحة النصر قبل العام 2003 اتخذ بائع الصحف ابو مشتاق من رصيف الشارع مكانا لبيع الجرائد المحلية والمطبوعات العربية التي مر على اصدارها اكثر من شهر والمسموح لها بالدخول الى العراق وقتذاك. وللرجل طريقته الخاصة في التعامل مع الاخبار التي يراها انها تخدم القارىء ، فيضع عليها عناوين يختارها بنفسه ، فيكتبها بخط واضح على ورق سميك بقلم الماجك الاحمر لاستقطاب انظار القراء. واسلوب ابي مشتاق وبما يحمل من محاولة مغامرة باعتبارات ذلك الوقت اثار انتباه المسؤولين في وزارة الاعلام، لانه تجاهل الصحف الرسمية :" القادسية والثورة والجمهورية والعراق " وركز اهتمامه على الصحف الاسبوعية ، لانها كانت في بعض الاحيان تخرج عن الاطار الرسمي وتنشر اخبارا ، لم تأت عن طريق وكالة الانباء العراقية الحكومية ولا تتضمن العبارة المعروفة ينشر بتوجيه .
احدى الصحف الامارتية التي كانت تصل الى العراق ، بعد ان تمر على اكثر من رقيب ليقرروا توزيعها في الاسواق ، اجرى مكتبها في بغداد مقابلة مع ابي مشتاق ، فتحدث عن طريقته في عرض عناوين الصحف ، وقال انه يضع مانشيتات للاخبار المهمة ذات المساس المباشر بحياة المواطنين. وما قاله الرجل جعل بعض موظفي الوزارة المكلفين بمراقبة المطبوعات الداخلة الى "القطر" من دون علم الوزارة يضعون ابا مشتاق تحت الرقابة ، وينظرون له بالعين" الحمرة " وسألوه عن سر استخدام اللون الاحمر في كتابة العناوين ، وتجاهله الصحف الرسمية ، وفي محاولة منه لاثبات حسن النية قام في اليوم التالي بكتابة
مانشيتات لاخبار الجرائد باللون الازرق:" افتتاح جدارية تحمل صورة الرئيس القائد في قضاء المحمودية " والمانشيت الاخر :" بشرى سارة للاسر المتعففة وزارة التجارة تدرس امكانية توزيع بطل زاهي ضمن مفردات البطاقة التموينية " والمانشيت الثالث:" شاعر موريتاني يهدي قصيدته الى اطفال العراق كسرا للحصار الجائر " قوبل تغيير اسلوب ابي مشتاق بارتياح الموظفين في دائرة الرقابة وشجعوه على الاستمرار بهذا النهج "الثوري" المعبر عن روح وطنية وشعور كبير بالمسؤولية ، وفضل الرجل عدم الافصاح عن عدد الصحف التي باعها في ذلك اليوم ، واكتفى بالقول ان الوارد لا يكفي لشراء علبة سجائر من نوع سومر ابو السن الطويل ، ولم يتطرق الى الكشف عن استفسارات الزبائن حول التغيير المفاجىء في اسلوب التعامل مع العناوين .
مانشيتات ابي مشتاق السابقة المتعلقة بمواعيد تسريح المواليد من خدمة الاحتياط ، وتوزيع كيلو طحين نمرة صفر ضمن البطاقة التموينية ، وفكرة دراسة تخفيض مبلغ رسوم الحصول على جواز السفر ، وزيادة محصول البطيخ خلال موسم الصيف تبنتها هذه الايام بعض الصحف ، فخرجت بمانشيت عريض يقول زيادة رواتب الموظفين ، والخبر تصريح ادلى به عضو في اللجنة المالية في مجلس النواب يفيد بوجود مقترح مشروع قانون لزيادة رواتب الموظفين مازال تحت الدراسة تمهيدا لاقراره بعد افتتاح جدارية في احد الاحياء السكنية خارج العاصمة من "احياء الحواسم "تدعو الاهالي الى الحفاظ على البيئة، كما جاء في خبر اخر نشرته الجريدة نفسها!
مانشيتات ابو مشتاق
[post-views]
نشر في: 13 مايو, 2013: 09:01 م