أثار مقطع مصور لأحد "قادة" المعارضة المسلحة في سوريا وهو يمثل بجثة جندي من القوات الحكومية انتقادات دولية واسعة.ويظهر الفيديو، الذي قالت المنظمة الدولية لحقوق الإنسان (هيومان رايتس ووتش) إنه لأحد قادة المعارضة البارزين في حمص اسمه أبو صقار، وهو يقطع
أثار مقطع مصور لأحد "قادة" المعارضة المسلحة في سوريا وهو يمثل بجثة جندي من القوات الحكومية انتقادات دولية واسعة.
ويظهر الفيديو، الذي قالت المنظمة الدولية لحقوق الإنسان (هيومان رايتس ووتش) إنه لأحد قادة المعارضة البارزين في حمص اسمه أبو صقار، وهو يقطع قلب وكبد أحد قتلى جنود القوات النظامية السورية ويأكلهما.
ووصف جيم موير مراسل بي بي سي في بيروت المقطع المصور - الذي لم تتأكد مصداقيته - بأنه الأكثر ترويعا على مدار العامين الماضيين منذ اندلاع الصراع في سوريا.
وقالت هيومان رايتس ووتش إن مثل هذه الجرائم تعد من جرائم الحرب التي يجب نظرها أمام المحكمة الجنائية الدولية وأن أصحابها لن يفلتوا من العقاب.
وعرفت المنظمة الشخص، الذي ظهر في المقطع المصور الذي انتشر على شبكة الانترنت، على انه قائد كتيبه عمر الفاروق المستقلة في مدينة حمص غربي سوريا وهي من المجموعات المسلحة التي تحارب ضد قوات حكومة الرئيس السوري، بشار الأسد.
كما يظهر ابوصقار وهو يقول "سنأكل قلوبكم وأكبادكم يا جنود بشار الكلاب".
وانتشر من قبل مقطع مصور للشخص نفسه وهو يطلق صواريخ على مناطق للشيعة في لبنان ويلتقط صورا مع جثامين لمسلحين في جماعة حزب الله كانوا يقاتلون بجانب القوات الحكومية السورية.
وقال بيتر بوكيرت المسؤول في هيومان رايتس ووتش لوكالة رويترز للانباء إن "التمثيل بجثامين القتلى هو جريمة من جرائم الحرب لكن الاكثر ترويعا هو الانزلاق السريع في هوة العنف الطائفي الذي تشهده سوريا".
وأشارالائتلاف السوري المعارض إن هذا "المجرم" سيتم تقديمه للمحاكمة.
ويقول موير إن توقيت ظهور هذا المقطع مدمر من الناحية السياسية بالنسبة للمعارضة في سوريا في الوقت الذي تدرس فيه الولايات المتحدة احتمالات تسليح المعارضة.
كان أخر احصاء اصدره المرصد السوري لحقوق الإنسان قال إن أكثر من 80 ألف شخص قتلوا في سوريا نصفهم تقريبا من المدنيين، بينما تقول الأمم المتحدة ان عدد القتلى يبلغ نحو 70 ألف قتيل منذ بدء النزاع بين نظام الرئيس بشار الأسد ومعارضيه قبل أكثر من عامين.
دلالات الفيديو المروع
"كلما طال أمد الصراع أصبح من الواضح مدى التنوع وعدم التجانس الذي تتسم به المعارضة المسلحة"
يشير المقطع المصور المروع لأحد "قادة" المعارضة المسلحة في سوريا وهو يمثل بجثة جندي من القوات الحكومية إلى نقطة تحول صادمة في الصراع السوري المستمر منذ عامين بالنسبة لمستقبل البلاد.
كما يذكر هذا الفيديو بالذعر والوحشية التي تتسم به الحروب خاصة الاهلية منها، ولكن هل يشير الموقف إلى ما هو ابعد من ذلك؟
هو بالتأكيد دلالة جديدة على الكيفية التي يستغل بها طرفا الصراع في سوريا شبكات التواصل الاجتماعي كل لمصلحته وللترويج لبطولاته او لتشويه الاخر.
كما قد يعطي المقطع المصور، الذي يظهر به قائد كتيبه عمر الفاروق المستقلة الشهير باسم أبو صقار، اشارة عن تكوينات المسلحين في سوريا حيث يجمع هذا الفيلق مجموعة من الوحدات الفرعية من المجموعات المسلحة ذات العلاقات المتشابكة التي ظهرت في مدينة حمص لمحاربة قوات حكومة الرئيس السوري بشار الأسد.
ويصف محللون غربيون المنتمين إلى هذه الوحدة بأنهم من "الإسلاميين المعتدلين" الذين ربما يقومون باللعب بأوراق الدين لاجتذاب الدعم المالي من بعض دول الخليج.
لكن هذه الحلقة البشعة من الصراع تمثل أيضا اشارة مريرة للهبوط السريع للأزمة السورية في هوة الصراع الطائفي.
كما يسلط الموقف الضوء أيضا على العقبات التي تواجهها الدول الغربية المتحمسة لتسليح المعارضة السورية، فالكتيبة التي يرأسها صقار جزء راسخ من الجيش السوري الحر الذي يحظى بدعم الغرب.
وكلما طالت فترة الصراع أصبح من الواضح مدى التنوع وعدم التجانس الذي تتسم به المعارضة المسلحة وهو ما قد يلقي بظلاله على المستقبل السوري حال إطاحة الرئيس بشار الاسد.
ففي الوقت الذي بدأت فيه دول غربية بدعوة قادة المعارضة إلى بناء جسور مع وحدات المعارضة المسلحة وقادتها والتصرف كحكومة تنتظر دورها، جاء هذا المقطع ليصدم هذه الدول بشدة.
فهذه الحقيقة جعلت من قضية تسليح المعارضة التي تحيط بها كثير من المخاوف حول اشتمالها على عناصر جهادية أمرا به كثير من علامات الاستفهام للدول الغربية والخليجية التي تدعم المعارضة.
كما قد يمثل توقيت ظهور هذا الفيديو أيضا ضربة قاسمة وسوء حظ للمعارضة فكل المؤشرات تشير إلى أن ثمة شيئا ما يتغير في الصراع السوري فالقوات الحكومية بدأت في استعادة السيطرة على مدن رئيسية واعادت فتح خطوط امداد لها وطرق كانت قد اغلقت جراء القتال.
وبجانب مخاوف تحول الصراع في سوريا إلى حرب أقليمية وشكوك استخدام الاسلحة الكيمياوية بها، قد تصبح صورة الرجل الذي يأكل كبد عدوه بين اعتبارين أن تكون مجرد حادث عارض أو جزء لا يتجزأ من تشابك القضية.
من جانب اخر أكد وزراء خارجية خمس دول عربية وتركيا خلال اجتماعهم في أبوظبي، على أن اتفاق جنيف يشكل أساسا مناسبا لحل سياسي، وأنه لا مكان للرئيس بشار الأسد في مستقبل سوريا.
وعبر وزراء خارجية كل من السعودية والأردن وقطر والإمارات ومصر وتركيا، عن قلقهم المتواصل حول الأحداث في سوريا واحتمالات تأثيرها على الاستقرار في المنطقة، وشددوا على مسؤولية النظام السوري عن الوضع الإنساني البائس في البلاد، طبقاً لوكالة الأنباء الإماراتية، وام.
وأكد الوزراء أن "بيان جنيف الصادر في 30 (حزيران) يونيو 2012 أساس مناسب للوصول إلى هذا الحل (في سوريا) إذا ما تمت تلبية التطلعات الشرعية للشعب السوري."
وأضافوا: "نفهم أن الرئيس الأسد ونظامه وأعوانه ممن تلطخت أيديهم بالدماء لا مكان لهم في مستقبل سوريا"، وجددوا دعمهم للمجلس العسكري السوري وشددوا على دوره المركزي في إحداث تغييرات متطورة وإيجابية على الأرض.