صاحب هذه النتيجة الحسابية الشاعر الراحل عبد اللطيف الراشد، وعلى الرغم من اعترافه بأنها تخالف المنطق والحقائق، وألف باء الحساب، إلا أنه كان يصرّ على صحتها، ودليل الإثبات لديه الكثير من الظواهر السائدة خارج إطار المعقول والمألوف، ولديه كامل الاستعداد لتشخيصها وإقناع الآخرين بأن 1+ 1=3. وكان أصدقاء الشاعر والمقربون منه، يبدون دعمهم لنظريته، ولاسيما أنه اعتمدها في نظم قصائده ليتحدى النقاد والمتابعين للمشهد الشعري وقتذاك، لتأكيد حضوره كشاعر تخطى مرحلة ما بعد الحداثة.
نظرية الراحل الراشد الحسابية، استندت إلى حقيقة لطالما رددها تعبيراً عن تحمله أعباء معاناة مريرة من الفقر المدقع في بلد، يوصف بأنه يمتلك ثروة نفطية هائلة، تمنح الفرد الواحد من شعبه فرصة العيش برخاء، لحصوله على دخل شهري مرتفع، مقارنة بشعوب المنطقة، لكن من تولى مسؤولية السلطة على مدى أكثر من نصف قرن، قلب المعادلة رأساً على عقب بفعل تكرار الحماقات، وفي مقدمتها إجبار عباد الله على تبني عقيدة وأفكار الحزب الحاكم، وهذه واحدة من الحقائق الداعمة لصحة نظرية الراحل الراشد، فضلا عن شكواه المستمرة من تعامل محرري الصفحات الثقافية مع قصائده، فهي لا تجد طريقها إلى النشر، في حين تكون الصفحات مفتوحة و كريمة جدا مع آخرين من فئة شعراء أُم المعارك.
تلك العوامل وغيرها تتعلق بحياة الراحل الشخصية قد تخضع نظريته للتطوير، ولاسيما أن ما يحصل في الساحة العراقية هذه الأيام من فوضى سياسية مصحوبة بغبار كثيف وزوابع التصريحات المتضاربة، رسّخت القناعة في أذهان معظم العراقيين، بأن أحلامهم بضمان حياة سياسية مستقرة في البلاد بوجود أمن مستتب، وبرلمان فاعل وأداء حكومي يرسخ مفهوم دولة المواطنة والمؤسسات، تبددت بفعل اتساع الخلاف لوجود مئات الملفات الشائكة المعقدة، وتشريعات معطلة، من أبرزها قانون تشكيل الأحزاب، تنتظر حصول ربيع سياسي يوفر الأجواء المناسبة لتحقيق توافق بين القادة ورؤساء الكتل النيابية، لغرض معالجة الجزء اليسير من خلافاتهم، استعداداً لخوض الانتخابات التشريعية المقبلة بنظام انتخابي جديد، و إقرار قانون الأحزاب، وبخلاف ذلك فإن الأزمة الحالية ستنتقل إلى المرحلة المقبلة، وستجبر المتصدين للعملية السياسية على الاستعانة بقواعدهم الشعبية لحمل أثقال الأزمة، وطرحها على الطاولة المستديرة، بعد الاقتناع بالحوار، وليس خيار السلاح، لتصفير المشاكل، بمعنى الوقوف على خط شروع واحد ثم البدء بخوض ماراثون جديد، وشنّ صولة الوصول والحصول على السلطة.
من ينظر إلى الواقع العراقي الراهن سواء من السياسيين أو غيرهم الراغبين في خوض الانتخابات النيابية في العام 2014 بنظرة مجردة من الدوافع المذهبية والطائفية والمكاسب الحزبية سيتفق مع الراحل الشاعر الراشد على أن الأمور تسير بشكل مقلوب، مادام هناك من يسيل لعابه للحصول على السلطة بأيّ ثمن.
1 + 1 = 3
[post-views]
نشر في: 14 مايو, 2013: 09:01 م