عبر مواقع التواصل الاجتماعي جاءتني مراسلات تفيد بأن مكتب رئيس الوزراء في بغداد تلقّى اقتراحات من مواطنين في محافظات مختلفة بتعيين محافظ ميسان علي دواي لازم نائباً لرئيس الوزراء لشؤون الخدمات بدلا من النائب الحالي صالح المطلك.
إذا صحّت هذه المعلومات فانها تعبّر في المقام الأول عن الشعور بخيبة الأمل حيال السيد المطلك ودوره في منصبه الحالي، فالمطلك ما حلّ رجل دجاجة ولا ربط رجل نعجة منذ تولّيه هذا المنصب حتى اليوم. وهذه المعلومات تعكس أيضاً فقدان الثقة بالحكومة على صعيد الوفاء بوعودها وتنفيذ برنامجها وبخاصة في القطاع الأهم، الخدمات، والتطلع الى مخلّص يضع حداً لهذه المحنة التي طال أمدها كثيراً.
معلومٌ أن وراء هذه الاقتراحات انجازات حققها المحافظ لازم في محافظته، وسمعته الشخصية كمسؤول جاد ومثابر ومتواضع ونزيه، وهو ما استحق أن يسبغ عليه أبناء محافظته أوصافاً حميدة كـ "غيفارا الفقراء" (غيفارا الأصلي كان للفقراء والمحرومين أيضاً) و"الملك" و"شريف العراق". ومما حققه السيد لازم انه استكمل ما بدأه سلفه عادل مهودر، وزير البلديات والاشغال الحالي، من مشاريع، واستثمر موازنات محافظته خير استثمار في انجاز مشاريع جديدة، ما جعل محافظة ميسان التي كانت على الدوام مثالاً للتخلف والاهمال، تتميز على سائر محافظات البلاد الجنوبية والوسطى والغربية.
ان مسؤولا بمواصفات السيد لازم جدير في الواقع بتولي رئاسة حكومتنا وليس نيابة الرئاسة، فحال الخراب المزمنة في البلاد يحتاج علاجها الى رئيس حكومة جاد ومجتهد ومتفان وصادق وصريح ومتواضع، يمضي معظم وقته خارج مكتبه للوقوف على أحوال الناس البائسة عن كثب ولمتابعة تنفيذ الخطط والمشاريع المناطة بالحكومة ووزاراتها، لا أن يتحصن ويتشرنق داخل المنطقة الخضراء المحصنة، ولا يعرف عما يدور خارج حصنه إلا من ثلة الأعوان الانتهازية.
بالطبع لن نفترض أن المحافظ لازم عسل خالص مُصفى أو ذهب عيار 24 قيراط، فهو بشر، والبشر خطّاؤون بطبيعتهم (الحكماء والأسوياء منهم يتعلمون من أخطائهم). ومما نسمعه من انتقادات لمحافظ ميسان انه لا يكترث بتعليم الإناث، وذلك بإهمال مدارس البنات وتركيز اهتمامه على مدارس البنين. أرجو أن لا يكون هذا صحيحاً، فلابد أن شخصاً واعياً كالسيد لازم في عائلته نساء متعلمات يدرك قيمة التعليم الجيد في خلق امرأة نافعة لمجتمعها وأهلها وعائلتها.
ملاحظة أخيرة لمن لن أتردد في التصويت له رئيساً للوزراء إذا انحصرت المفاضلة بينه وبين رئيس الوزراء الحالي، بأن يتفادى الظهور الإعلامي المتواصل بمناسبة ومن غير مناسبة، حتى لا يحترق.. ليدع أعماله تتحدث عن نفسها وعنه هو.
ولماذا ليس رئيس وزراء؟
[post-views]
نشر في: 14 مايو, 2013: 09:01 م
جميع التعليقات 4
حسن
تصور رئيس وزرائك المفترض ببدلة عمل زرقاء ومكنسة ويعتلي منصة الامم المتحدة ليلقي كلمة العراق بمناسبة ما.. حتى مقاتلين مناضلين في بلد متخلف مثل النيبال سيطروا على مقاليد الحكم وسلموها لاداريين وسياسيين بداعي انهم معارضين مقاتلين لا يفهموا في الادارة والسياس
المدقق
مشكور على هاي النصيحة لكن ارجو ان تفيدك انت لاننا اخترنا رئيس وزرائنا ولا حاجة بنا لغيره ا ما انت واشباهك فهنيئا لكم رئيس وزرائكم ولكن ارجو ان لا تغيروه بحجة عدم منحكم امتيازات خاصة لان هذا هو هدفكم الحقيقي
كاطع جواد
المشكلة هي ليست بالأشخاص هذا جيد وهذا غير جيد هذا نشيط وهذا كسول بل المشكلة بالأنظمة والقوانين التي تسمح ببقاء الفاشلين في أماكنهم لا بل تعداه الامر الا ان يعاد انتخابهم مرة ثانية ، فالبلد الذي بنيت مؤسساته على المحاصصة هو بلد فاشل حتى وان ظهر فيه بعض ال
وافي
ما ترى في شعب يرضى بالفاشلين ان يحكموه, وبعد ان يتيقن من فشلهم يرجع فينتخبهم , انني انحني لذكاء وعبقرية وتمدن هذا الشعب,الشخصية العراقية شخصية ماسوشية ومن حكموه عرفوا هذه الحقيقة وهي حقيقة التلذذ بالظلم والطغيان فهؤلاء اي الحكام لم يظلموا احدا ولم يفرضوا