موقف العراق اصبح حرجاً وأن مشروع المدينة الرياضية بحاجة الى مبالغ اضافية واهتمام خاص من السلطات العليا .. تصريح مقتضب أدلى به وكيل وزير الشباب والرياضة لشؤون الرياضة عصام الديوان يعبّر عن آخر موقف عراقي يوجز استعداداتنا لتنظيم دورة الخليج 22 في البصرة أواخر 2014.
صراحة ان ملامح التفاؤل تبدو شحيحة لاسيما أن هناك أكثر من شرط مطلوب تنفيذه في المشروع لم يُحسم بعد في ظل ترقب اجتماع حاسم للاتحادات الخليجية على هامش مؤتمر الاتحاد الدولي لكرة القدم في مورشيوس يوم 29 أيار 2013 يتم فيه مناقشة ملف خليجي البصرة ضمن ملفات كثيرة يعدها أمناء سر الاتحادات الخليجية والعراق واليمن قبيل عرضها على رؤسائهم.
ولم يكن الديوان وحده متشائماً في لغته حرصاً وقلقاً على مشروع العراق ، بل شاطره رئيس اتحاد الكرة ناجح حمود في تصريح سابق اثناء المؤتمر الصحفي الأخير بقوله : ان دورة البصرة باتت مهددة وعلينا ان نعمل لإزالة التهديد! ويعد الرجلان من أبرز مسؤولي ملف خليجي 22 كل حسب واجباته ومتابعته لها ، ما يعني وجود تخوّف كبير من عدم قناعة الاتحادات الخليجية في جهوزية البصرة لدورتها الموعودة التي طال الحديث عن وجود نواقص في مرافقها المهمة بحاجة الى الدعم المالي والجهد الاستثنائي لتجاوز مرحلة الخطر بسحب ملف الدورة من العراق ومنحه الى السعودية.
ليس من الصعوبة بمكان ان نستشف عدم قناعة لجنة التفتيش الدائمة في دورات الخليج العربي لكرة القدم التي يترأسها القطري سعود المهندي بمرحلة الانجاز المطلوبة من اللجنة المنظمة العليا لخليجي 22 ما أنعكس على تأخير زيارته المتفق عليها بداية النصف الثاني من أيار الحالي بدليل ان اتحاد الكرة لم يتلق إشعاراً بزيارة الوفد حتى الآن لتهيئة تأشيرات دخوله البلاد استكمالاً لزيارة وفد المهندسين الذي ترأسه مواطنه غانم الكواري التي أشـّرت بوضوح عدم استكمال العراق وثائق المشاريع المنجزة التي طلبتها لجنة المهندي وهو السبب الرئيس الذي دعا حمود الى مطالبة الاتحادات الخليجية بعدم مناقشة ملف البصرة في اجتماع مورشيوس!
أين العبرة في خليجي البصرة كل مرة ؟ هناك من يحاول تعطيل مشروعها الوطني وإظهارنا امام الخليجيين ضعفاء الامكانية وقليلي الخبرة وإتكاليين بين بعضنا البعض طالما بقي ملف 22 يدور في حلقات فارغة ، كل يرمي المسؤولية على الآخر في الوقت الضائع الذي سنندم عليه ونتبادل الاتهامات بشطارة عندما تعلن الاتحادات الخليجية تأجيل الدورة الى عام 2016 أو تعهد الى الدولة البديلة (السعودية) ثم يعود العراق الى تنظيم النسخة 23.
أين جهد الحكومة التي طالب رئيس اللجنة الاولمبية الوطنية رعد حمودي اثناء حديثه مع (المدى) قبل شهرين أن يكون لها تأثير فاعل بإشرف مجلس رئاسة الوزراء مباشرة على اللجنة التنظيمية لتذليل جميع العقبات وابرزها التغطية المالية مثلما اشار اليها الديوان في استغاثته بتدخل السلطات العليا في البلاد لإنقاذ المشروع من الإنهيار!
ندعو بحرص وطني ورغبة صادقة لإنجاح مشروع خليجي البصرة جميع المعنيين في وزارة الشباب والرياضة الى استثمار الوقت ونقل جهدهم الفني والاداري الى ساحة البصرة ليكونوا على تماس مع معاناة القائمين على استكمال بقية النواقص المهمة مثل صيانة مطار البصرة وتعبيد الطريق الواصل اليه من المدينة الرياضية والمواقع السياحية والقصور الرئاسية ومتابعة دور الوزارات الاخرى ذات الصلة بالشبكة الكهربائية وسكن الوفود بالتنسيق مع مجلس محافظة البصرة الذي تتباين تصريحاته بين التفاؤل والتشاؤم حسب ما يرده من تخصيصات مالية زيادة أو نقصان في ميزانية المشروع!
أما اتحاد الكرة فمازال يتعامل بالقطعة مع الاحداث ولا يتذكر الإعلام للحديث عن خليجي 22 إلا في فاصل مؤتمر صحفي خصصه رئيس الاتحاد ناجح حمود بعد الانتقادات العنيفة التي طالته في قضية (رسوم مقابلة) مدرب المنتخب بتروفيتش، وأكتفى بارسال رسائل التحذير لوزارة الشباب والرياضة في حال نقل الدورة الى بلد آخر متناسياً دوره في صناعة القرار الخليجي الداعم لملف البصرة كحماسته في تعضيد موقف مرشح الخليج سلمان بن ابراهيم!
العبرة في خليجي البصرة
[post-views]
نشر في: 15 مايو, 2013: 09:01 م