طهران/ (أ.ف.ب)يتنافس في الانتخابات الرئاسية المزمع اجراؤها في إيران في الرابع عشر من الشهر المقبل ممثلو ثلاث اجنحة محسوبة على المؤسسة الحاكمة، إذ قررت الحركات المعارضة للجمهورية الإسلامية مقاطعة الانتخابات قائلة إن الانتخابات لن تكون حرة ولا نزيهة.
طهران/ (أ.ف.ب)
يتنافس في الانتخابات الرئاسية المزمع اجراؤها في إيران في الرابع عشر من الشهر المقبل ممثلو ثلاث اجنحة محسوبة على المؤسسة الحاكمة، إذ قررت الحركات المعارضة للجمهورية الإسلامية مقاطعة الانتخابات قائلة إن الانتخابات لن تكون حرة ولا نزيهة.
ولكن الفصائل المحسوبة على النظام، والتي تخوض صراعا سياسيا داخليا منذ سنوات، تقدمت كلها بمرشحين لخوض الانتخابات.
وللعلم، فإن الفصائل السياسية في ايران لا يمكن وصفها بأحزاب سياسية متكاملة بل هي شبكات فضفاضة تحوي بين طياتها شخصيات متنفذة تمثل مصالح مؤسسية ومالية.
وفي الاسابيع القليلة المقبلة، سيمارس مجلس تشخيص مصلحة النظام صلاحياته باقصاء المرشحين الذين يراهم على انهم خارج السياق السياسي المقبول.
أما الشخصيات الرئيسية التي ستتبارى للفوز بكرسي الرئاسة فهي:
سعيد جليلي - وهو رئيس المفاوضين الإيرانيين في المجال النووي، ويعتبر من الذين يتبعون وصايا المرشد آية الله خامنئي حرفيا. يعتبر جليلي مرشحا محتملا للمؤسسة الحاكمة.
محمد باقر قاليباف - عمدة العاصمة طهران، ومرشح آخر من مرشحي المؤسسة الحاكمة.
اسفنديار رحيم مشائي - يعتبر من مرشحي جناح الحكومة. مشائي معروف بآرائه الدينية المثيرة للجدل. ويعتبر مشائي من تلاميذ الرئيس الحالي محمود أحمي نجاد.
علي أكبر هاشمي رفسنجاني - الرئيس الإيراني الأسبق يمثل الفصائل الوسطية والمؤيدة للإصلاح، وهي التي تشكل المعارضة الداخلية للنظام الحاكم في طهران.
المحافظون
يذكر ان العناصر اليمينية والمحافظة الموالية لخامنئي تسيطر على كافة مؤسسات الدولة تقريبا.
وفي سبيل المحافظة على الوضع السياسي الراهن على ما هو عليه، يعمد اليمينيون والمحافظون إلى اتاحة حيز محدود من الحرية لغيرهم من الفصائل والفئات بما يكفي لشرعنة النظام ولا يشكل تهديدا لهيمنتهم.
وقد مارس المحافظون لعبة ذكية، إذ قدموا أكثر من عشرين مرشحا لخلق انطباع بالمنافسة الحرة والديمقراطية وحرية الاختيار. ولكن معظم هؤلاء المرشحين متشابهون سياسيا إلى حد يصعب التمييز بينهم.
ولم يتضح بعد على من من هؤلاء سيستقر اختيار التيار المحافظ، ولكن يبدو أن جليلي وقاليباف يتصدران المشهد. وينطر إلى جليلي بوصفه التلميذ اليميني المطيع لخامنئي الذي يسعى إلى اتباع سياسة خارجية متشددة مع اتاحة قدر ادنى من الانفتاح في الداخل. أما قاليباف، فيعتبر من المحدثين التكنوقراط الذين يعملون باستقلالية أكبر (عن خامنئي).
ويأمل المحافظون بتجنيد "صوت المستضعفين" ضد رفسنجاني، ولكن بعض المراقبين يتهمونهم بالتخطيط لتزوير الانتخابات.
مؤيدو أحمدي نجاد
أما التيار الحكومي، فيضم عناصر يمينية موالية للرئيس محمود أحمدي نجاد.
يمثل هؤلاء مشائي، الذي أغضب رجال الدين التقليديين بآرائه الدينية ومعتقداته الخرافية الغريبة مما جعله من المبعدين أيديولوجيا.
ويأمل هذا التيار في استقطاب أصوات ذوي الدخول المتدنية الذين استفادوا من المشاريع الشعبوية التي تبناها أحمدي نجاد كالمشاريع السكنية والقروض الرخيصة.
كما دأب تيار الحكومة على انتقاد المحافظين الحاكمين بأمل الفوز بأصوات المعارضين للنظام.
الا انه من الممكن جدا أن يقرر مجلس تشخيص مصلحة النظام إقصاء مشائي بسبب آرائه الفلسفية المثيرة للجدل.
تيار الوسط الإصلاحي
يشكل سياسيو الوسط والمؤيدون للإصلاح فعليا ائتلافا يقف بالضد من ممارسات النظام الإستبدادية، يمثلهم في ذلك هاشمي رفسنجاني الذي تعرض لضغوط شديدة من جانب المؤسسة الحاكمة لثنيه عن دخول السباق. ودأب رفسنجاني على انتقاد الحكومة الحالية ومطالبتها بتوخي المزيد من الاعتدال في سياستيها الداخلية والخارجية. وأثار رفسنجاني حفيظة المحافظين مؤخرا بقوله إن إيران لا تريد محاربة اسرائيل.
ويعتمد هذا التيار على جذب أصوات الطبقات الوسطى وطبقة تجار البازار اضافة إلى المعارضين.