ما حقيقة وأبعاد الاتفاق الذي تم عقده بين الحكومة التركية، وبين مقاتلي حزب العمال الكردستاني؟ والذي ترتب عليه، كما تؤكد الأخبار، شروع هؤلاء المقاتلين بالنزوح إلى داخل الأراضي العراقية. ثم ما الذي سيترتب على استقرار 5000 مقاتل، يحملون الجنسية التركية، في العراق؟ وماذا سيحصل بشأن سلاحهم، وهل هناك ما يضمن بقاء هذا السلاح موجهاً صوب الأراضي التركية فقط؟
وأنا أتابع الأخبار المتعلقة بالموضوع شعرت بخطورة أن تُرحل القضايا الكردية العالقة، في تركيا وسوريا، إلى العراق؛ لأن ترحيل هذه القضايا لن يكون وفق اتفاقيات مأخوذ بنظر اعتبارها تلبية مصالح العراق، من جهة، وتطمين مخاوفه من جهة أخرى، وهذا الموضوع تؤكده تصريحات الحكومة العراقية بخصوص مقاتلي حزب العمال، فهي تصريحات تستنكر استنكار من لا يعلم شيئاً عن بنود الاتفاق الذي تم عقده، ولا عن الجهات التي تعاقدت!
بعض الأصدقاء من المثقفين الكرد يؤكدون أن الموضوع برمته عبارة عن مبالغة، فليس هناك هذا العدد من المقاتلين في تركيا، ليدخلوا إلى العراق، لأنهم موجودون أصلاً داخل الأراضي العراقية، عليه فالموضوع عبارة عن حركة تقوم بها تركيا من اجل إغلاق هذا الملف الشائك بطريقة تحفظ لها ماء وجهها. لكن حتى لو كان هذا الكلام دقيقاً يبقى موضوع وجود جيش أجنبي مسلح داخل الأراضي العراقية موضوعاً مقلقاً جداً، ليس بالنسبة للعرب وحدهم، بل للكرد بالدرجة الأساس، خاصَّة وان مقاتلي حزب العمال يتمركزون في جبل قنديل وهو من اشد جبال العراق وعورة، الأمر الذي يعني بأنهم سيكونون محصنين ضد أي محاولة للسيطرة، أو حتى مجرد الضغط، عليهم. ومن يعرف جبل قنديل يعرف جيداً خطورة أن تتمركز فيه قوة بهذا الحجم.
 ثم لو قبلنا بان تتم حلحلة مشكلة الـ(به ككه) بهذا الشكل، على اعتبار تورطنا بها شئنا أم أبينا، فهل سيأتي يوم نضطر فيه إلى حلحلة الأزمة السورية الداخلية عن طريق ضمان نزوح مقاتلي الجيش الحر إلى داخل الأراضي العراقية؟ أم أن هناك فرقاً بين مقاتلي الجيش الحر ومقاتلي الـ(به ككه) وبين القضية السورية والقضية التركية؟