اياد الصالحيتسعى معظم التلفزيونات الوطنية الارضية في العالم الى تأمين نقل مباريات مونديال جنوب افريقيا 2010 وفق اتفاق مع شبكة راديو وتلفزيون العرب المالك الحصري لحقوق نقل المونديال من اجل تسهيل متابعة مواطنيها للمباريات من دون اضافة اعباء
مادية باهظة تزيد من تعاستهم عند اقتناء بطاقات الاشتراك في الشبكة المذكورة او غيرها من القنوات المشفرة. حقيقة، اعجبتني الثقة المطلقة التي تحدث بها الاعلامي الرياضي الجزائري عز الدين ميهوبي الذي تبوأ منصب وزير الاتصال في بلده هذا العام، فقد اشار الى ان الجزائريين سيشاهدون 22 مباراة من اصل 64 مبرمجة في المونديال، وكذلك تم تأمين بث بطولة امم افريقيا 2010 والالعاب الاولمبية 2012 في لندن، متحفظاً على سرية التكلفة التي اتفق عليها مع القناة المالكة لحقوق النقل، وناصحاً في الوقت نفسه مقتني بطاقات القنوات المشفرة بأنهم (سيدفعون مبالغ اضافية رغم انهم سيشاهدون المباريات نفسها من دون ان يدفعوا شيئاً سوى فاتورة الكهرباء)! ربما تكون اعتبارات المسؤولية والقدرة على التحرك الفاعل بين رجال الحكومة عاملاً مساعدا لميهوبي على اطلاق وعد مضمون للجماهير الجزائرية لن يكونوا بعيدين عن مجريات كأس العالم في جنوب افريقيا، على العكس تماماً من زميله محمد خلف مدير القناة العراقية الرياضية الذي شكا اكثر من مرة عن عجز القناة في ابرام عقود اتفاق مع القنوات الناقلة للبطولات الكبرى بسبب محدودية الميزانية المخصصة له وفشل اكثر من محاولة سابقة لإبرام اتفاقيات بخصوص نقل مباريات مشفرة لأسباب مالية بحتة! لا يخفى على المشاهد العراقي مدى حاجة القناة الرياضية المحلية لنفض غبار الرتابة عن برامجها التي اغرقت بالحوارات بين اربعة جدران وكثرة الافلام الوثائقية لبطولات سابقة ومباريات معادة، فضلا عن معاناة اسرة القناة بعدم تحديث بعض الاجهزة المستخدمة وضيق سعة مكان العمل بالرغم من التوسع الذي شهده الملاكان الفني والاعلامي، كل ذلك يحتاج الى ورقة عمل لمناقشة واقع القناة التخصصية الوحيدة في الشأن الرياضي مع ضرورة تحريرها من قيود الميزانية ليتسنى لمديرها إحداث نقلة نوعية في برامجها تواكب ما نشاهده على قنوات ابو ظبي ودبي الرياضيتين اللتين لن تدخرا جهدا من اجل متعة المشاهد الاماراتي والعربي. كما ان المشاهد العراقي تواق لمتابعة البطولات المثيرة مثل المونديال والاولمبياد ويحرص على اقتناء البطاقات الخاصة بالقنوات المشفرة ومن حقه ان يتساءل: متى تسهم الجهات الحكومية اسوة بالقنوات العربية الارضية بتأمين نقل تلك البطولات سيما ان كرة القدم لم تعد لعبة ترفية او ملهاة، بل ثبت ان لسحرها الجميل تأثيره القوي على مشاعر الشعب بانصهاره الوطني مع المنتخب في منافساته القارية والدولية مثلما اخرجته من حمام الدم في 29 تموز 2007 لينطلق بجميع طوائفه متراصاً ومتوحداً تحت شلال فرح انتصارنا الآسيوي التاريخي. إن دراسة واقع القناة العراقية الرياضية لعدم تفاعلها في الكثير من المناسبات التي تتطلب وضع المشاهد العراقي في قلب الحدث ومهما كانت الاسباب تحتم وجود مخرج مناسب سواء بتأهيل ملاكاتها ام بالتعاقد مع اعلاميين لهم رصيد كاف من الخبرة طالما ان الهدف هو تطويرها وذلك لن يتحقق الا بإعداد خلاصات تقييم عملها منذ تأسيسها سيما اننا اطلقنا عليها لقب (ام الشعب) لاندماج العراقيين معها في تغطيات سابقة امتدت حتى ساعات الفجر لكنها لم تتواصل بنفس الحيوية ولم يحقق مسؤولوها أي وعد بخصوص تخليصها من المعوقات المزمنة التي تحول دون اظهار القناة بالشكل الذي يتواءم مع تطلعات المشاهدين وتحديد أطر النهوض بها لتكون دليل عمل للقائمين عليها مشفوعة بتوصيات الى الحكومة بغية منحها المال اللازم للانفتاح على تجارب اعلامية عربية يستفاد من خبرات اصحابها في توأمة مشتركة لمعاودة بث برامجها بصيغ جديدة تعتمد الحرفية بالدرجة الاساس.نأمل ان تستمع ادارة القناة الى الملاحظات المتداولة في الوسطين الرياضي والاعلامي بأنها اصبحت قناة لتدريب الموهوبين الجدد في ساحة الاعلام بدلا من اعتماد كفاءات مهنية تغنيها بالبرامج المنوعة وتجعلها منافسا لبقية القنوات العربية، فضلا عن عدم تبنيها مسألة شراء حقوق بعض الدوريات العربية او الاوروبية التي سبق ان صرح مديرها الزميل خلف الا انها لم تزل تحبو وتنتهج أسلوباً اعلامياً فقيراً للاسباب المذكورة آنفاً، وعليه نقترح في حال بقاء واقعها بائساً من دون حيوية عرض حقوقها للبيع واستثمار مشروعها لمصلحة رجال اعمال عراقيين او عرب او مؤسسات اعلامية راعية تضفي عليها مقومات العمل الاحترافي وتؤسس ارضية جيدة للانطلاق نحو آفاق عالمية تجذب المزيد من المشاهدين، فمن يستجيب لهذه الافكار من دون ان يبوبها بأن القناة حكومية ملزمة بقوانين وأنظمة غير قابلة للتعديل ؟! EY_SALHI@YAHOO.COM