اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > اللاجئون السوريون في مخيم دوميز.. زيجات كثيرة و600ولادة

اللاجئون السوريون في مخيم دوميز.. زيجات كثيرة و600ولادة

نشر في: 19 مايو, 2013: 10:01 م

علت في الفترة الأخيرة صيحات الاستجداء للمجتمع الدولي من حكومات وإدارات المخيمات التي تضم السوريين الهاربين من آلة الموت العشوائية والعنف المتزايد الذي يمارسه النظام السوري على شعبه منذ أكثر من سنتين. صيحات الاستجداء هذه نتجت للتزايد المستمر واليومي

علت في الفترة الأخيرة صيحات الاستجداء للمجتمع الدولي من حكومات وإدارات المخيمات التي تضم السوريين الهاربين من آلة الموت العشوائية والعنف المتزايد الذي يمارسه النظام السوري على شعبه منذ أكثر من سنتين.
صيحات الاستجداء هذه نتجت للتزايد المستمر واليومي في أعداد اللاجئين، وعدم القدرة مستقبلاً على استقبال المزيد. فاللبنانيون يقولون إن اللاجئين السوريين في لبنان قنبلة موقوتة، وتركيا بدأ استقرارها يتهدد بعد تفجير الريحانية الذي حدث مؤخراً، وتلاه عدة احتجاجات من الشعب التركي موجهين أصابع الاتهام للإرهابيين الذين يتعاملون مع المعارضة، في حين تتهم الحكومة التركية النظام السوري ...وفي الأردن القريبة جداً من الحدود السورية وحسب إحصاءات جديدة تزايدت أعداد اللاجئين السوريين بحيث انهم قد يشكلون 40 بالمئة من سكان الأردن بنهاية العام 2013، الأمر الذي أثر على الأردنيين أنفسهم وعلى حياتهم اليومية وفرص عملهم واقتصادهم...
وحسب إحصاءات جديدة للأمم المتحدة بلغ عدد اللاجئين والنازحين السوريين داخل سوريا حوالي الثمانية مليون، وخارج سوريا إلى الدول المجاورة حوالي المليونين توزعوا في لبنان غربا وتركيا شمالا والأردن ومصر جنوباً وإقليم كردستان في العراق شرقاً.

(700)لاجئ يومياً

ويعد مخيم دوميز الموجود في محافظة دهوك في إقليم كردستان العراق أكبر مخيم للكرد اللاجئين وواحد من المخيمات التي أقامتها حكومة كردستان العراق مشكورة لاستقبال اللاجئين السوريين، إضافة لمخيمات أخرى موزعة في الإقليم نفسه حيث يوجد مخيم آخر في أربيل، وآخر في السليمانية. وهناك مشروع لإقامة مخيم آخر على أراضي الإقليم نفسه يتم التحضير له حالياً. فحسب قول مسؤولين في مخيم دوميز كان المخيم أرضاً زراعية وبالتالي هو مكان غير جاهز للسكن لكنه أقيم على عجل أمام الحاجة الملحة لاستقبال اللاجئين الهاربين من الموت العشوائي في سوريا. وهو اليوم أضيق من ان يستوعب أعداداً جديدة ولذلك تفكر حكومة الإقليم بإقامة مخيم آخر، فهناك يومياً حوالي 700 لاجئ يأتون من سوريا للمخيم، ولا تستطيع الحكومة رفضهم أو عدم استقبالهم فمسؤوليتها الإنسانية والأخلاقية لا تسمح بذلك.
تزايد الأعداد فاقم المشكلة
في زيارة سابقة للمخيم قبل فترة كانت الأمور معقولة وتمشي على قدم وساق وحتى إن الأهالي كانوا راضين ولم يبدوا أية ملاحظات، حتى ان كثيرين شكروا حكومة الإقليم وإدارة المخيم على العناية الطبية التي يقدمها المركز الصحي في المخيم وإحدى الأمهات كانت مسرورة لاهتمامهم بابنها المريض وتقديم الدواء المجاني له أسوة بغيره من المرضى، إضافة للطعام الذي يوزع عليهم. لكن مع تزايد الأعداد تفاقمت المشكلة واتجهت أحوالهم للأسوأ حسب ما تبين في زيارة للمخيم مؤخراً، وحسب أشخاص التقيناهم في المخيم، فقد تبدلت اللهجة وارتفعت الشكاوى لعدم وجود الماء بشكل دائم ولافتقادهم لأبسط حقوقهم الإنسانية بالقدرة على الاهتمام بأنفسهم وبنظافتهم الشخصية...فإدارة المخيم باتت عاجزة عن تأمين متطلبات الأعداد المتزايدة رغم كل الجهود المبذولة والمساعي الحثيثة من الحكومة لتقديم الخدمات بما يضمن إقامة مؤقتة مقبولة للموجودين في المخيم، بعيدة إلى حد ما عن الحاجة والمرض والمشاكل. 
مشاكل الصرف الصحي
فلم يعد مقبولا اليوم مع تزايد ارتفاع درجات الحرارة نقص المياه للشرب وللنظافة الشخصية، 
(إحدى الأمهات بكت من الحر، وقالت انها لم تستحم منذ خمسة عشر يوماً..). إضافة لمشاكل الصرف الصحي الواضحة للعيان والتي تفاقمت مع حرارة الصيف، وبدأ الأمر يأخذ منحى خطيرا مع تزايد الإصابات بالأمراض الجلدية والتنفسية والقلبية، مما أدى لانتشار الأوبئة الخطيرة الناتجة عن ترك مصارف المياه مكشوفة وتحت حرارة الشمس العالية، وقلة العناية بالنظافة الشخصية لنقص المياه، والعجز عن ملاحقة المصابين ومعالجتهم وسهولة العدوى، إضافة أن الخيم قماشية وضعيفة أمام عوامل الطبيعة، فهي لا تستطيع رد حرارة الصيف (اشتكى البعض من عدم حصولهم على مراوح او مكيفات للجو تخفف من حرارة الجو، إذ يعجز المخيم عن تأمين مكيفات أو ملطفات لكل الأعداد المتزايدة).
ثلاث مدارس لطلبة المخيم
وهذه الخيم القماشية نفسها لا تقاوم الرياح ولا الأمطار في الشتاء، فقد اقتلع بعضها في الشتاء بعد موجة رياح قوية وتعرض الكثيرون للخطر، وحدثت خمس حالات وفيات، بينهم أطفال ونساء...ومع ذلك صمت أهالي المخيم معتبرين هذه الحوادث عرضية وهي أهون من الموت الذي يلاقوه في سوريا بشكل يومي. 
في حين على المستوى الآخر نلحظ المحاولات الجادة لحكومة إقليم كردستان لتأمين ما يمكن من خدمات تعليمية، فبعد ان كان هناك صف واحد لتعليم الأطفال الوافدين مع أهاليهم، أصبح هناك ثلاث مدارس، وقد تم افتتاح المدرسة الثالثة للمخيم من قبل السيدة جانيت لي نائب مسؤول منظمة المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة والتي بنيت على مساحة 3500 متر مربع يوم الثلاثاء 23 نيسان 2013. وقال مسؤول في المخيم السيد سالم سعيد ان: المدرسة الجديدة ( زين ) ستستقبل الطلبة في السنة الدراسة القادمة وتتسع لـ ( 1400) طالب. 
قبول في جامعات الإقليم
سعيد أشار الى انه سبق افتتاح أول مدرسة في المخيم العام الماضي ( مدرسة قامشلو ) التي تستقبل الطلبة من المرحلة الأولى للسابعة باللغة الكردية و الدوام المسائي من المرحلة الأولى للتاسعة باللغة العربية، التي يوجد فيها ( 1430 ) طالبة وطالب، ثم هناك مدرسة كار التي بنتها مجموعة كار الخيرية التي تسع لـ (720) طالبا وطالبة. وهناك محاولة من طلاب الجامعات في سوريا الذين اضطروا إلى النزوح مع أهلهم إلى مخيم دوميز لرفع أسمائهم لرئيس حكومة الإقليم للموافقة على السماح لهم بمتابعة دراستهم الجامعية في جامعات الإقليم، فقد سبق وحدث أمر مماثل للدفعة السابقة من اللاجئين وتم قبولهم في الجامعات بعد إجراءات قانونية معينة، وهذا الكلام لشابة جامعية موجودة في المخيم كانت تدرس في دمشق، ونزحت في بداية الأزمة السورية إلى الشمال السوري ومن ثم إلى المخيم...وهي تسهم مع أربعين شابا وشابة في تقديم إحصاءات مستمرة عن أعداد الطلاب والأطفال الوافدين إلى المخيم لمنظمة اليونيسيف للتمكن من إلحاق الطلاب بالمدارس. وقد قامت بدخول دورة من الدورات التي تقيمها اليونيسيف لمعرفة كيفية التعامل مع الأطفال إضافة لنشاطات أخرى.
عوائل عربية داخل المخيم
يمتد مخيم دوميز الذي أقامته حكومة كردستان العراق وبدعم من منظمة الأمم المتحدة في العام 2012 على مساحة واسعة تبلغ 250 دونما، ويقع جنوب غرب دهوك حوالي 20 كم، ويبعد حوالي 60 كيلو مترا عن الحدود السورية...وقد خصصت حكومة إقليم كردستان مبلغ 12 مليون دولار للمخيم، إضافة إلى تبرعات أهل الإقليم الميسورين، وتصرف الحكومة لكل فرد مسجل في المخيم ما يقارب 31 دولارا لكل شخص كما قال لنا من التقيناهم، هذا المبلغ يشترون بقيمته كل ما يلزمهم من مواد ومستلزمات غذائية لمعيشتهم، وهو للبعض مبلغ كاف، أما من لديه أطفال صغار فأحياناً لا يكفي...
وقد بلغ عدد اللاجئين السوريين الكرد في مخيم دوميز المسجلين في محافظة دهوك حوالي 110000 لاجئ، المقيمين منهم في المخيم حوالي 90000 شخص، والباقون يقيمون في المناطق الحضرية حسب تقرير أخير للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين، وفيه ما يقارب 12000 عائلة، تتوزع على أكثر من 5000 خيمة تقريباً، منها 3301 عائلة تسكن داخل 2145 خيمة مكتملة، و5250 عائلة أخرى داخل 3697 خيمة غير مكتملة، يوجد مع العائلات الكردية عائلتين عربيتين فلا مشكلة لإدارة المخيم باستقبال عائلات غير كردية على ان يكون هناك كفيل، "يوجد عائلتين من أرياف دمشق إحداهما من خان أرنبة..وعائلة من درعا ..". 
(44)حالة زواج في المخيم 
ولا بد من ذكر أن الإقليم نفسه سبق واستقبل في نفس المنطقة "دوميز" الكرد السوريين الذين هربوا من أحداث 2004 في شمال سوريا أيضاً، واستقر قسم كبير منهم في الإقليم رافضين العودة. 
تجري اجتماعات دائمة كل أسبوع بين اللجان الإدارية للمخيم مع اليونيسيف ومنظمة الأمم المتحدة لمتابعة أوضاع اللاجئين، وإجراء إحصاءات بعدد الأطفال لإلحاقهم بالمدارس وذلك بالتنسيق مع مديرية التربية في محافظة دهوك.. إذ يبلغ عدد أطفال المخيم ما يقارب الـ18000 طفل. كما يوجد روضة للأطفال الصغار تستقبلهم صباحاً، وتقام بعد ذلك فيها دورات تمريض لشباب وبنات المخيم الراغبين بالتعلم والمساعدة برعاية اليونسيف.... 
وتبدي إدارة المخيم تساهلا مع اللاجئين فهي تسمح لهم بالدخول والخروج للعمل وتأمين مورد رزق، كما سمحت لهم بافتتاح محال لبيع مستلزمات الحياة من أدوات منزلية وخضار وخبز وبقالة الخ...ويتابع سكان المخيم حياتهم بشكل طبيعي فقد سجلت حوالي 44 حالة زواج...كما سجلت ولادة 600 طفل.
أفران للخبز
وبعد أن كانت تسمح لمن يريد بناء منزل من اسمنت بدل الخيمة في نفس المكان المخصص لخيمتهم، أوقفت الموافقات وذلك لاعتبارات خاصة لسنا بصدد ذكرها هنا. .. لذلك نجد بين الخيم عدداً محدوداً من البيوت الإسمنتية بناها أصحابها بمالهم الخاص.. ونجد أفرانا للخبز "تنور صاج" من صنع أهل المخيم، تؤمن لعدد لا باس به من شباب المخيم عملاً مفيداً لهم ولأهالي المخيم...ففي احد الأفران التي رأيناها في المخيم يعمل ثمانية شبان في الوردية الواحدة، أي على الاقل حمى ثمانية شبان من البطالة...وهذا جهد يشكر عليه الشباب وإدارة المخيم، إضافة انه مساهمة لتأمين مادة الخبز لأهالي المخيم..وبعض الشباب الأوفر حظاً مادياً استطاعوا فتح محال لبيع الاحتياجات الغذائية واليومية مستفيدين من التسهيلات التي تقدمها إدارة المخيم مشكورة، فحموا أنفسهم من العوز والحاجة مستفيدين من المكان الآمن والسياسات المتعاونة معهم. 
مشكلة نقص المياه
إن جهود حكومة الإقليم واضحة، لكن أمام تزايد الأعداد بدأت ملامح الأزمة الإنسانية تلوح وتنبئ بالمزيد من المآسي، فاللاجئون السوريون الذين هربوا من جحيم الموت بدأ يلاحقهم جحيم اللجوء في المخيمات...ولعل مشكلة نقص المياه التي لا يمكن السكوت عنها مشكلة كبيرة أمام حكومة الإقليم يجب حلها لتفادي مشاكل صحية كبيرة وكوارث بشرية قادمة..
ولا شك أنه أمام تصاعد الأزمة السورية وتصديرها لدول الجوار كما يريد النظام السوري وكما بشر به النظام منذ أكثر من سنة ونصف يضع جميع الدول المجاورة أمام تحد كبير ...نأمل من حكومات الدول المجاورة وحكومة الإقليم المشكورة على جهودها أن تكون على حجم هذا التحدي رأفة بالإنسان أولاً وبالإنسان السوري اللاجئ ثانياَ.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. kawa

    قالو الكثير وما وفو بحق السوريين الفقر ولجوع وقل الاهتمام هم من وصلهم الى ذالك

  2. صالح ماردلي

    انا سوري واتمنة ان الله يوفق الرئيس مسعود برزاني

يحدث الآن

تربوي يشيد بامتحان "البكالوريا" ويؤكد: الخطا بطرق وضع الأسئلة

إطلاق سراح "داعشيين" من قبل قسد يوتر الأجواء الأمنية على الحدود العراقية

(المدى) تنشر مخرجات جلسة مجلس الوزراء

الحسم: أغلب الكتل السنية طالبت بتعديل فقرات قانون العفو العام

أسعار صرف الدولار في العراق تلامس الـ150 ألفاً

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram