فرّقت قوات الأمن التونسية خيمة للعشرات من جماعة "أنصار الشريعة" أقامتها بمنطقة حي التضامن في العاصمة وذلك وسط مواجهات عنيفة باستعمال الغاز المسيل للدموع وإطلاق الرصاص في الهواء من قبل أعوان الأمن واجهها السلفيون بالحجارة مما أسفر عن إصابة رجل أمن.وجا
فرّقت قوات الأمن التونسية خيمة للعشرات من جماعة "أنصار الشريعة" أقامتها بمنطقة حي التضامن في العاصمة وذلك وسط مواجهات عنيفة باستعمال الغاز المسيل للدموع وإطلاق الرصاص في الهواء من قبل أعوان الأمن واجهها السلفيون بالحجارة مما أسفر عن إصابة رجل أمن.وجاء التجمع تلبية لدعوة أطلقتها قيادات أنصار الشريعة بتحويل مؤتمرهم السنوي الثالث للعاصمة وبالتحديد لمنطقة حي التضامن بالتوازي مع مدينة القيروان.
وقال بيان عاجل نشره التنظيم على صفحته على الانترنت، إن جميع "القادمين إلى القيروان من جميع الولايات وخاصة من حي التضامن وحي الانطلاقة" إلى إلغاء الرحلات.
وجاء البيان تحت عنوان "الآن...ملتقى أنصار الشريعة الثالث.تونس القيروان.حي التضامن. دولة الإسلام نبنيها".ودعا البيان أنصاره إلى "الحضور بكثافة".ونشر التنظيم صورة لسلفيين يضعون علما ضخما على إحدى البنايات كتبت عليه شهادتا الإسلام.والأحياء المحيطة بالعاصمة، حيث ينتشر التهميش، ومن أبرزها أحياء التضامن والجبل الأحمر والانطلاقة ودوار هيشر، تعد الخزان الحيوي للتنظيم حيث أن أغلب أنصاره ينحدرون من تلك المناطق.وقال مصدر إنّ تجمعا آخر للسلفيين عقد الأحد في مدينة بنقردان، جنوب تونس، على الحدود مع ليبيا.قبل ذلك، دعا تجمع شخصيات سلفية في تونس، أنصار تنظيم "أنصار الشريعة" إلى الانسحاب "الهادئ" من مدينة القيروان التي تشهد الأحد، توترا بعد رفض السلطات إقامة الملتقى السنوي الثالث للتنظيم.
وقالت الهيئة التي أعلنت عن نفسها في أعقاب مغادرة الرئيس السابق زين العابدين بن علي في خضم احتجاجات شعبية عارمة في بداية 2011، إنّه "حقنا للدماء وحرصا على إفشال مخطّط المواجهة ندعو إخواننا من أنصار الشّريعة وجميع من حظر معهم في القيروان إلى تأجيل ملتقى هذه السنّة للأسبوع القادم أو الذي بعده، استجابة لوعود حكوميّة بانعقاد هذا اللّقاء بصفة رسميّة".ودعت الهيئة "شبابنا بالانسحاب البطيء والهادئ من مدينة القيروان دون احتكاك بالشّرطة والجيش، وإن استدعى الأمر أن يبقوا معتكفين في المساجد حتّى تنسحب تلك القوّات".وقال شهود إنّ قوات الأمن والجيش أحكمت الطوق على المدينة وعلى مداخل عدة مدن أخرى لمنع أنصار التنظيم من الانتقال إلى المدينة.
وتحدثت تقارير عن اعتقالات جرت في صفوف عدد من السلفيين الجهاديين في محيط المدينة.
وأعلن تنظيم "أنصار الشريعة" أن فرقة أمنية مختصة ألقت القبض مساء السبت على القيادي السلفي والناطق الرسمي باسم التنظيم سيف الدين الرايس.كما أكد مصدر أمني أنّ قوات الأمن نفذّت حملات اعتقال كبيرة في صفوف السلفيين بكل من القيروان وتونس العاصمة وسوسة.
وقبل ذلك، نفت الحكومة التونسية ما تداولته وسائل إعلام عن مفاوضات جارية مع "أنصار الشريعة"، وأكدت تمسكها بمنع ملتقى التنظيم السلفي المقرر عقده، الأحد، بمدينة القيروان، لمخالفته للقانون.ونفى الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، عدنان منصر، ما نشرته وسائل إعلام بأن قصر قرطاج يحتضن سلسلة من اللقاءات بهدف الوصول إلى حلول للتخفيف من حدة الاحتقان، كما أوضح وزير الداخلية، لطفي بن جدو، أن الوزارة لم تتفاوض مع أية جهة وأنها ملتزمة بالحياد وتطبيق القانون، على ما أوردت وكالة الأنباء الرسمية، وات. وبدوره، أكد رئيس المجلس الوطني التأسيسي، مصطفى بن جعفر، على ضرورة تجسيم هيبة الدولة وفرض القانون، مبرزا أهمية استقرار الأمن وسلامة المواطنين وحفظ الممتلكات العامة والخاصة.هذا وقد أغلقت قوات الأمن والجيش التونسية، الأحد، مداخل مدينة القيروان لمنع جماعة "أنصار الشريعة" المتشددة من عقد مؤتمرها السنوي في هذه المدينة التاريخية الواقعة في وسط غرب البلاد.
وكانت الجماعة، الموالية لتنظيم القاعدة، قد أعلنت إصرارها على عقد مؤتمرها المحظور، ما يثير المخاوف من مواجهة مفتوحة.
والجمعة، أعلنت وزارة الداخلية، في بيان، إن ملتقى تيار أنصار الشريعة لم يتم طلب الترخيص بشأنه، وأنه في حالة عقد الملتقى دون ترخيص، فإن ذلك يشكل "خرقاً للقوانين، وتهديد للسلامة والنظام العام".