ما تشهده البلاد هذه الأيام من تراجع امني وخلاف سياسي بين الاطراف المشاركة في الحكومة تفاقم بعد اندلاع التظاهرات الاحتجاجية في المحافظات الغربية، يراه المراقبون والمعنيون بالشأن العراقي بانه يعبر عن إرهاصات الولادة المرتقبة لـ"الاقليم السني"، وبغض النظر عما يعلن برفض هذا التوجه، الا ان الرغبة غير المعلنة تنتظر الوقت المناسب لإعلان تشكيل الإقليم، وبصيغة مازالت مجهولة.
المعلومات الواردة من المحافظات الغربية تشير الى ان موعد الولادة قريب، سواء جاءت على وفق المواد الدستورية ام خارجها. ونسب الى شخصية معروفة في محافظة الانبار ويتمتع بشعبية واسعة تأكيده ان نهاية العام الحالي ستشهد تشكيل الاقليم، وقوبل هذا التأكيد بارتياح وترحيب الكثيرين، وعلق عليه احدهم بالقول: "ساعة المباركة يصير الاغليم وندك ارقام السيارات بالانبار"، صاحب هذا القول ربما عبر عن رفضه الواضح لهيمنة السلطة المركزية فهو يريد إقليمه لانجاز معاملة تسجيل رقم سيارته، وغيره قد يشاركه في الرغبة ذاتها، وللآخرين وجهات نظر أخرى يريدون تحقيقها من خلال تشكيل الإقليم بوصفه ورد في الدستور.
الحكومة هي الأخرى لم تعترض على تشكيل اقاليم فيدرالية إدارية، وتشترط موافقتها بما ورد في الدستور بخصوص هذا الأمر، لكنها تخشى تبني البعض هذا التوجه خشية التقسيم وتنفيذ مشروع نائب الرئيس الأميركي جو بايدن في تشكيل ثلاثة أقاليم للمكونات العراقية.
الاجواء السياسية السائدة حاليا والمصحوبة بتراجع امني وبروز بوادر تنذر بعودة الاحتقان الطائفي بالقتل على الهوية، وفرت البيئة المناسبة لولادة الإقليم، وفي ضوء ذلك أعلن عضو احد اعضاء مجلس محافظة ذي قار المنتهية ولايته عن ائتلاف دولة القانون مؤخرا دعوته لتشكيل اقليم يضم المحافظات ذات "الاغلبية الشيعية". ودعوة هذا المسؤول المحلي جاءت على حد قوله لحفظ امن المواطنين، وتضمنت إشارة واضحة باعتقاده الى الجهة المسؤولة عن القتل واثارة العنف، واحتضان المجاميع الإرهابية.
منذ اندلاع التظاهرات الاحتجاجية قبل اكثر من سنتين وحتى اليوم لم تكن معالجات الحكومة مقنعة للمعتصمين ولم تستطع منذ البداية احتواء المشكلة، ولجأت الى تشكيل صحوات جديدة واعتمدت على شخصيات عشائرية وسياسية، في سبيل تجاوز الازمة، والطرف الآخر ظل مصرا على رفع سقف مطالبه، وهو الاخر لم يبادر بخطوة تقارب، وإجراء حوار مباشر مع الطرف الحكومي، والطرفان فضلا التصعيد، وتبادل الاتهامات، وبين الحين والآخر يظهر تصريح خجول يدعو الى تشكيل الاقليم، "لانه الحل الوحيد للتخلص من جور وظلم الحكومة".
نصيحة بايدن او مشروعه، بصرف النظر عن اهدافه سواء من الرؤية العراقية او الأميركية، وضعت جمرة النار تحت الرماد، وهي قابلة للاشعال في اي وقت، والمصلحة الوطنية تتطلب على الرغم من تباين المواقف وتقاطعها، وقفة جريئة لاعتماد الدستور في تشكيل الاقليم، والا ستولد بعمليات قيصرية.
الإقليم ولادة مرتقبة
[post-views]
نشر في: 19 مايو, 2013: 10:01 م