أقف الآن دقيقة حداد على موفق محمد بعدها أبدأ بالرقص مذبوحاً بالساعات التي تلسع عقاربها في جسدي فيسيل السمّ زعافاً من عينيّ ومن شفتيّ ويسّاقط هذا العمر هباءً منثورا فينوح حمام هنا ويموت حمام هناك والريح تكنس ثمّ تكنس ، ثمّ تكنُسك الحكومة والبلاد
أقف الآن دقيقة حداد على موفق محمد
بعدها أبدأ بالرقص مذبوحاً
بالساعات التي تلسع عقاربها في جسدي
فيسيل السمّ زعافاً من عينيّ ومن شفتيّ
ويسّاقط هذا العمر هباءً منثورا
فينوح حمام هنا ويموت حمام هناك
والريح تكنس ثمّ تكنس ، ثمّ تكنُسك الحكومة والبلاد
البلاد التي فصلت ليلها على اجساد النسوة
والحكومة التي تجعر على سككٍ من عظام مواطنيها وتطحن
من ذا سيقرؤك السلام ..؟
ومن يلمك ..؟
ياويل أمك
لم يبق من ذاك اللهيب سوى الرماد
إقرأ دروسك ياولد
إقرأ .. فقد ضاع البلد
إقرأ .. فلم ينج من البلوى أحد
واللّيلُ يلهم ما تبقى من سواد اللّيل
ظمآن هذا اللّيلُ .. يا ليلُ
هو الآن يبحر بنا على متن عاصفةٍ من أرق
( يصليني هذا الوطن
يصلي ويصيح إشااااااااااه
ومانبدله بالسمه
ولا ترهم إبلياه
ما لمنه يوم إبفرح
ودم نبجي من فركاه
يالحاركين الوطن
ارد احترك وياه )
*****
أقف الآن دقيقة حداد على موفق محمد
بعدها أبدأ بالغناء كنهرٍ يئن
بآلآف السكاكين التي تذبح في أمواجه
فيجري ملفوفا بجراحه الى مثواه الأخير
وهذا مقترح جدير بالعلم العراقي
نهرَ ملفوف بجراحه
ويعلو خفاقاً بآلاف القتلى
الى سماء تلطم فيها العباءات السود
*****
لست انت يا وطني
انما هم حكامك
ولا فرق بين من أخذ السلطة بالمسدسات
او من جابته صناديق الاقتراع
فهم يتبرأون منك ومنا
عند أول كرسي
ويبدأون بتمزيق النوتات
وتكفير الكمانات ..
أَتنوح الكمانات ..؟ نعم تنوح
أوما ترى ناياً من الموج الجريح يلوب في شفة السماء
*****
سأضع برفق كلّ ما تبقى مني حياّ
هنا قريباً من سارية العلم
وأخرج تابوتا يسعى بقدمين الى مقبرة السلام
فكيف سأسحب خمساً وستين سنة من الضيم المعتق
بصدر مكسور الاضلاع
وكيف سأحيا بقلب لا يحفظ اسماءكم ولا ينبض بها
ولا ينتفض كالعصفور حين تمطرونه حياة ومحبة
وماذا سأصنع بعقل لا يتقد من أجلكم
ولا يتوهج حين يرى الاسئلة تبرق في غيونكم
أيها الجنون كن صادقاً معي هذه المرة
وأرجو أن تقف لي خلف
سياج المدرسة الذي سأعبره هارباً مني
وخذني الى أي عالم سفلي ترغب فيه
وماذا سأرى بعيون لا تراكم غير نجوم الظهيرة
والموت الذي يغرز مخالبه بعيداً في حبل الوريد ..
ليل ذئبي يترصدني ..
يطرق بابي
وأنا وحدي في هذا الليل الكابي
أصرخ واطلاباه .. ويا طلابي
قلت للقمر من مال الله
فأعطاني حفنة من نجومه
وماذا سأفعل بيدٍ لا تشير اليكم
وأصابع لا تمسك الطباشير
لتجر لكم المستقبل مشرقاً من ليل السبورات
الذي لفنا طويلاً
فمن ليلٍ الى ليلٍ
ايها السادة
الرؤوس المدلهمة بالماضي .. لا تبني وطناً
انها تفتح فروعاً لمقبرة السلام
في المحافظات وتقيم اعراسها
فمن يتعثر بمن ..؟
الأحياء بقبور الموتى أم الموتى بقبور الأحياء
يا إلهي
لقد صارت السماء حكومية ايضاً
فكلما رفعت رأسي اليها داعيا
أمطرتني بوابلٍ من الضيم والحجارة
وأرتني وجهاً عبوساً قمطريرا
*****
أنا الفقير لله موفق بن بدرية بنت عبد الله
التي تزقزق النجوم في شيلتها ويخبىء القمر حليبه في راحتيها
أذكر يوم قادتني صيف عام 1954
لتسجيلي في الصف الأول
وهي تقول للمصور الشمسي الذي اجلسني
على (التنكة) ماداً يده في يدٍ سوداء طويلة
أتراه يبحث عن روحي التي فرت خائفة من صندوقه
(يمه اخذله صوره زينه .. تره هذا يتيم .. وآني ذابه
صرته بالمدرسة الشرقية )
لا أنسى عليوي وهو يعزف لنا سمفونية الدرس الأول
فتنساب المدرسة من موسيقاه
فهل كان نبوءة هذا الذي قالته أمي
وهي لا تعرف لا تعرف القراءة والكتابة
فمنذ تلك الصورة التي لم (تطلع زينه) كما تمنت أمي
وأنا لم أغادر المدرسة
ولن أغادرها
فإلى اين ستذهب آلاف العصافير التي تسكن هذه الشجرة ..؟
فلا أخرج من المدرسة حياً ..
لا أخرج الاً وجنازتي محمولة على اكتاف
من يأتون بعدكم ..
فكيف أغير أوقات صلاتي واعود بجناحين
مكسورين وأنا الطائر
ومنذ ستين عاماً بآلاف الاجنحة
مبتلاً بشلالات المرح التي تنهمر من عيونهم
فلمن سأغني حين تضيق العبارة
وتخنقنا الحكومة ونحشر في ثقب الابرة
( شدعي عليك يلي إحركت شعبي
كون ابلوته يبلاك ربي )
فينفتح السير وتأتلق الغيوم بالكركرات
ومن سيحدو بموكب حاملي المشاعل
الشاربين حليب السباع
والخارجين طحينا من ( كهوة سهيل )
وهم يتأبطون شهاداتهم الجامعية
التي لا تسمن ولا تغني من جوع
متجهين الى عفج حيث العشب والكلأ ..
حالمين بأن يصبح كل واحد منهم إسكافياً
من الوزن الثقيل ، فلم يجدوا الاّ الحفاة
واعمدة الكهرباء التي أشبعوها نطحاً ،
منتهزين فرصة غياب التيار
( ركاع صرت إبعفج .. لا قندره ولا فرج
كلها حفاية وتنطح التيل )
راجعين الى بيوتهم وجباههم تنزف ندما وغناءً
أيتها اللّغة إتسعي للضيم الذي يعصف بي ،
وللبركان الذي يقذفني من حممه ،
فأرفع صوتك أيها المعلم
أرفع صوتك واصرخ : أيها السادة الحاكمون
بأمر الله والمتحكمون في رؤوس عباده
ارفعوا سيوفكم عن رقابنا
وخذوا الفرص كلّها .. الدنيا والآخرة .. الأرض وما عليها
والسماء ومن فيها ..
واتركوا لنا فرصة بناء وطن تنام الشمس آمنة في نخيله
اصرخ ايها المعلم : أفكلما أحسنت القابلة عملها
ازداد الدفان مهارة ..
وضاقت مقبرة السلام بساكنيها ، ليل ذئبي يترصدني ..
يكسر بابي
وأنا وحدي في هذا اللّيل الكابي
أصرخ واطلابااااااااااه
ويا طلابي .. قلت للحاكم من مال الله
فعضني بحفنة من كلابه
*****
على شاهدة سوداء كاللّيل
لم يبق من موفق محمد شيء لم تأكله المقطات
لم يبق من قلم الرصاص سوى الممحاة البيضاء التي في رأسه
أهذا ما تبقى لي أيتها الحكومة
( بالكبر وادعي عليج )
فحين أنظر في المرآة ، أرى شبحاً يعرفني ..؟
حين يصير العمر برتبة (نايب ضابط موس)
يقطع حنجرة المدرس
لتموت الأغاني كلها
جميع التعليقات 3
قاسم حسن
الشاعر موفق محمد دائما يتحفنا بكلماته التي تعبر عن صوت العراقي السحوق على مدى التاريخ اتمنى وارجو ان يهتم بتسجيل كل مالديه صوتيا لانها لسان الحال العراقيين اليوم وفي هذا الزمن الأسوأ ( والأنكَس) بتارسخ الشعب العراقي المظلوم ... وهناك من يريد إركاعه ... هل
Salman Alsamawi
وهل هناك اجمل من هذه القصيدة شكرا يا موفق كنت موفقا بالصورة والكلمة والمعنى انت لم تثر الغضب والسخط على السلطة الفاشلة بل هذه القصيدة موجهة للنيام الصامتين والمرعوبين لينهضوا ويدققوا ويعيدواالحساب وتمنياتي بالسلامة وطول العمر لك ايها الوطني الغيور موفق مح
محمد مطر
قصيدة المعانات اليوميه التي يكتبها موفق محمد يشعرك بأنه ليس هو الذي يكتب انما الناس المعانات الحياة هذا الدمار الذي نحياه هو الذي يكتب موفق ليس مراقب ينقل في قصيدته تقريرا عن حالة عابره ولا متقمص للحدث