بعد أن منحها حضنه الدافئ وداعبها بأنامله الذهبية لسنين طوال واقترن اسمه بها وهي بادلته ذات المشاعر لتكون كريمة معه وتعطيه ما لم تعطه لعشاقها من قبل لتطير به الى عالم النجومية والشهرة ويذيع صيته وهو بعمر لا يتجاوز 17 ربيعا لتضعه بين كبار النجوم يوم كانت الساحة تزخر بهم ليقول كلمته بكل جدارة ويذود عن اسم العراق في المحافل الدولية ، بعد أن كان الحارس الثالث مع اهل القيثارة الخضراء اصبح وفي ليلة وضحاها حامي عرين العراق وذاد عن اسمه كثيرا طوال رحلة استمرت 12 عاما تميزت بالنجاح والتألق بين مسرح الخشبات الثلاث.
لا يختلف اثنان على ان الحارس الدولي عماد هاشم دمث الاخلاق المبتعد عن المشاكل الذي يعمل بصمت بعيداً عن ضجيج التصريحات الرنانة هو اسم كبير في عالم الساحرة المستديرة من خلال ما قدمه طوال رحلته مع الكرة من يوم ان استدعاه شيخ المدربين المرحوم عمو بابا الى صفوف المنتخب وهو بعمر صغير لا يتجاوز 17 عاماً وقال له ستقف مع رعد حمودي وفتاح نصيف واحمد جاسم وتتعلم منهم الكثير وستعمر في الملاعب لعشرة أو 12 عاماً وبالفعل تحقق ما كان يفكر به شيخ المدربين ليكون هاشم الحارس الاول في المنتخب الوطني ويكون قائد اوركسترا القيثارة الخضراء لفترة جميلة وذهبية من عمره.
وما ان شعر بضرورة الاعتزال لم يتردد برفع الراية البيضاء وخلع قفازيه اللتين حمى بهما عرين العراق ليرتدي جلباب التدريب حاله حال بقية اللاعبين الذين اصبحوا مدربين وانا شاهد عيان على هذا المدرب يوم كان حارساً كنت اشاهده يتمرن بطريقة تدهش الناظر وكأنه يبتكر اموراً جديدة في عالم حراسة المرمى ويعمل بجدية لم أرها من قبل وشاهدته يوم كان يدرِّب حراس مرمى فريق أربيل الذي عمل معه لاربع سنوات وخطف مع الفريق درع الدوري لأكثر من مرة لينجح نجاحاً باهراً وايضا شاهدته متفانياً وحريصاً اكثر من الحراس انفسهم لأكون على يقين ان هذا الرجل يجب ان يكون له شأن ويجب ان تناط به مهمة تدريبية وطنية برغم اني الان اتحدث عنه وربما انه لا يعرفني ولا يستطيع ان يوصفني لان أية علاقة لا تربطني به فقط اني ابحث عن المظاليم دائماً واسلط الضوء عليهم.
اليوم هاشم يعمل مدرباً لحراس مرمى فريق النجف ولا احد يتذكره من القائمين على الكرة العراقية ويكافئه على ما قدمه للعبة اسوة بزملائه الذين مُنحوا فرصاً ما كانوا يحلمون بها ، فالجميع يعرف رعد حمودي وجلال عبد الرحمن وفتاح نصيف وكاظم شبيب وعماد هاشم وأحمد جاسم لكننا للاسف اليوم لم نر أي من الاسماء الكبيرة هذه تعمل مع منتخباتنا الوطنية!
ربّ سائل يتساءل عن هؤلاء الرجال ، هل ثمة علاقات همشتهم وأطاحت بهم بعيداً عن الاضواء والشهرة التي خطفوها بمهارتهم الفنية من قبل وجاءت بأناس ليس لديهم ما يشفع لهم اسوة بهذه الاسماء التي سطرتها لتضعهم بالواجهة وتجعل منهم مدربين لحراس مرمى المتخبات الوطنية، ولماذا لا تمنح الفرصة لعماد هاشم ولو مرة واحدة كما مُنحت للعديد من المدرين سواء لمدربي المنتخبات او مدربي الحراس خصوصا اننا نعيش الان عصر الديمقراطية وبعيداً عن التهميش ليأخذ كل ذي حق حقه كي لا يشعر بالغبن على الأقل من باب المكافأة لتأريخه الجميل؟!
أين عماد هاشم؟
[post-views]
نشر في: 20 مايو, 2013: 10:01 م