أقيم في أنيينبرغ الولايات المتحدة الأمريكية، معرض بعنوان (حرب صور فوتوغرافية).

إن صور الحرب، أية حرب، تثير مشاعر الحزن والأسى، وهي ان كانت جيدة جداً، يكون رد الفعل إزاءها أقوى من مقالة طويلة فهناك صور كثيرة عن الحرب في أفغانستان، وصور أخرى عن الحرب في العراق، وهي بالتأكيد ستأخذ طريقها الى السجل البطولي للصور الوثائقية.

إن للصور الفوتوغرافية مزاياها، وقال الكاتب جورج برنارد شو، انه مستعد لتبادل عشرات اللوحات الفنية التي تصوّر عملية صلب المسيح، بصورة فوتوغرافية واحدة له وهو على الصليب.

كما إن الروائية الأمريكية سوزان سونتاج، إثر رؤيتها لمعرض الصور الفوتوغرافية عام1986 تأثرت كثيراً بصورة للرسام جيف وول بعنوان، (قوات ميتة تتحدث) - وهي تصور مشهدا جاء اثر هجوم لقوات الجيش الأحمر، في موكور بافغانستان، وكتبت سونتاج عن تأثرها الكبير بقوة تلك الصورة، في كتابها: (احتراما لوثيقة).

ومن الأمثلة الأخرى على قوة الصورة الفوتوغرافية، تلك التي التقطها يوجين سميث والتي تصوّر عدداً من جنود المارينز وهم يلتجأون الى المخبأ اثر انفجار قنبلة في ايواجيما عام 1945.

ان للصورة الفوتوغرافية تأثيرها لأنها تقدم الحقيقة كاملة في لحظة ما، لتتجسد على الورق.

ومن الأمثلة على ذلك الصورة التي التقطها غاري ناليت في العراق في نيسان 2003، وهي تعتبر جزءاً من سلسلة صور تؤرخ معركة جسر ديالى، والتي كان على المارينز الاستيلاء على ذلك الموقع، من اجل التقدم نحو بغداد، كان الهجوم عنيفاً من الطرف العراقي، ويأتي عبر موجات متتالية- (كان هناك العمل السريع اليائس وأيضاً السرعة المتباطئة، للقدر)، وكما كتب جيمس سالتر في روايته الجديدة، (كلّ ما حدث- كل شيء كان يجري بسرعتين، الحركة اليائسة للفعل والحركة الابطأ للقدر).

إن الصور الفوتوغرافية قادرة على ان تكون صدى للوحات الزيتية القديمة، أو الصور التي التقطها المصور، (كابا) عن جندي جمهوري يقتل في الحرب الأهلية الاسبانية، أو صوره عن الإنزال الأمريكي في فرنسا.

ومن الأمثلة الأخرى، فان الصور التي التقطت لجثة شي غيفارا، يمكن مقارنتها بلوحات ريمبرانت (درس للتشريح).

ويحفل التاريخ الفني بعشرات اللوحات الزيتية التي تصّور ارض المعارك الكبرى: معارك نابليون، أو الحروب البريطانية، وهي قد تكون مؤثرة ولكنها مع ذلك لا تثير المشاعر الإنسانية، كما هو حال الصور الفوتوغرافية الناجحة، التي تنضم الى الوثائق العسكرية لتكون جزءاً معبراً عنها بقوة.

عن لوس أنجلس تايمز