قبل عقد من الزمن، كان باز لوهرمان، يسافر عبر سهول روسيا، بالقطار السريع، عندما استمع الى الكتاب الناطق، الذي يتضمن رواية غاتسبي العظيم لسكوت فيتزجرالد، وأعجب بها جداً، وقرر آنذاك تقديم فيلم سينمائي عنها.وغاتسبي العظيم، رواية قصيرة جداً، ولكن المخرج
قبل عقد من الزمن، كان باز لوهرمان، يسافر عبر سهول روسيا، بالقطار السريع، عندما استمع الى الكتاب الناطق، الذي يتضمن رواية غاتسبي العظيم لسكوت فيتزجرالد، وأعجب بها جداً، وقرر آنذاك تقديم فيلم سينمائي عنها.
وغاتسبي العظيم، رواية قصيرة جداً، ولكن المخرج لوهرمان حولها الى فيلم طويل أغدق عليه بسخاء، لقد اسهم في صناعة الفيلم فريق عمل مؤلف من 1,160 شخصا إضافة الى خلفية من العاملين تتألق من 660 شخصا، اما الميزانية فقد فاقت 100 مليون دولار.. وقد انفق معظم الميزانية المالية على مشاهد الحفلات الكبرى التي أغدق عليها غاتسبي في قصره الكبير في (لونك آيلاند)، إذ إن شركة برادا وبروكز، قدمت المئات من ملابس السهرة الرائعة لتلك الحفلات، رجالاً ونساء، كما ان صنّاع الفيلم، استوردوا سيارات قديمة من طراز حقبة العشرينات من القرن الماضي من الولايات المتحدة الى استراليا، كي تستخدم من قبل الممثلين في الفيلم.
ومثل فيلم (تايتينك) لجيمس كاميرون، تأخر (غاتسبي) مرات عن موعد انتهاء تصويره وإعداده للعرض، كما إن اختيار الممثلين استغرق وقتاً طويلاً، وعلى الرغم من ان ليوناردو دي كابريو كان المرشح الأول للدور، فان تحديد الممثلين للأدوار الأخرى تطلب وقتاً بدوره، إذ رشحت لدور البطلة كل من ربيكا هول، كيرا نايتلي، وسكارلت جونسون، وانتهى الأمر بالمخرج الى اختيار كيري موليغان، وكان بن أفليك أساسا قد اختير لدور الزوج، ولكنه انتقل الى تمثيل فيلم (أرغو). وقد واجه الفيلم عقبات كثيرة في خلال مرحلة التصوير، منها الأمطار الغزيرة وإصابة المخرج بجرح في رأسه، ولذلك تأخر عن الموعد المحدد للعرض في نهاية عام 2012.
وكانت رواية (غاتسبي العظيم)، قد تحولت الى فيلم جميل عام 1974، من إخراج البريطاني (جاك كلايتون)، وبطولة روبرت ريد فورد وميا فيرو، ولكنه لم يجذب المشاهدين بقوة على الرغم من المال الذي أغدق على إنتاجه، أما نسخة عام 1949 منه، فكانت من بطولة ألان لاد، وهناك نسخة أقدم منه، انتجت عام 1926 وكان الفيلم بطبيعة الحال صامتاً، وهو مفقود حالياً، ولا توجد في أرشيف السينما، غير (مشاهد) المقدمة التي تتضمن حفلات القصر، كما ان الرواية نفسها تحولت الى مسلسل لشركة بي بي سي، لم يحقق النجاح، وفي الحقيقة فان الجاذبية التي تمتلكها الرواية، تعتمد أساسا على الزمن الذي تدور فيه احداثها، زمن الإمبراطوريات (عقد العشرينات من القرن الماضي) وقد تم تصويره عبر العدسات ذي البعد الثالث.
ويقول دي كابريو، إن الفيلم قد لا يعجب كافة المعجبين بروايات فيتزجرالد أو هذه الرواية بالذات: (لكل شخص انطباعاته الخاصة عن الرواية ويحس انه يعرف شخصياتها بشكل حميمي، ولكن صنع فيلم عنها، أمر مختلف).
وقد خاطر لوهرمان بالاهتمام بالحفلات الضخمة التي كان يقيمها غاتسبي، وان كان قد انصرف مثلاً الى المشاهد الكئيبة فانه كان سيخسر عدداً كبيراً من المشاهدين، ولان ميزانية الفيلم، كانت ضخمة، فقد ركز اهتمامه على عامل آخر وهو، (التوتر) في العلاقات ما بين شخصيات الرواية واستغلها في الصراع بينهم.
وان عدنا الى (غاتسبي العظيم)- عام 1974 لوجدنا ان اختيار روبرت ريدفورد، كان مناسباً للدور الأول، وكتب السيناريو آنذاك، فرانسيس فورد كوبولا، وقام بالإخراج جاك كلايتون، وقد أعجب النقاد بجمال وسحر الفيلم ولكن استجابتهم للفيلم بشكل عام كانت فاترةً.
فيتزجرالد ورواية غاتسبي
كان الروائي سكوت فيتزجرالد قد استلم عن (غاتسبي) مبلغ 16،666 دولارا ثمناً لتحويله الى فيلم سينمائي، عام 1926، أي ما يوازي اليوم مبلغ 214،02 دولار، اما النسخة الجديدة له (ابتدأ عرضه في العاشر من هذا الشهر)، فقد تكلف إنتاجه 104،5 مليون دولار.
والسجل العائد لفيتزجرالد في جامعة ساوث كارولاينا يشير الى إن الكاتب يستفيد من كتاباته إثر تركه الجيش عام 1919، وانتقل الى نيويورك وأصبح كاتباً، ثم انتقل الى كتابة سيناريوهات الأفلام، بدءاً من عام 1936.
ويتضمن السجل كتابات فتيزجرالد بخط يده والدخل المالي الذي حصل عليه من كل رواية أو قصة.
وكان سكوت فتيزجرالد، يعتبر آنذاك، شيئاً نادراً، فيما يخص، كونه يعتمد في معيشته على كتاباته.
وفي أواخر حياته، جابه الكاتب زمناً صعباً دفعه لبيع القصص القصيرة الى المجلات، واضطر الى التنازل عن حقوق (غاتسبي) لقاء مبلغ 13،13 دولارا.
وكانت فرانسيز ابنة فتيزجرالد، قد سلمت سجل والدها الى جامعة ساوث كارولاينا، إضافة الى حاجيات عديدة تعود له، ومن المتوقع ان تقيم الجامعة المذكورة معرضاً لأعماله خلال هذا الشهر، مع عرض الفيلم الجديد عن روايته.
عن الغارديان