بعقوبة/ وكالاتتسعى ثلاث مرشحات في محافظة ديالى المضطربة للفوز بمقعد برلماني في الانتخابات المقبلة، رغم الصعوبات والمخاطر التي تواجههن. فالفوز بمقعد في البرلمان عبر خوض غمار الانتخابات هدف تسعى إلى تحقيقه النساء الثلاث اللواتي اختلفن في الرؤى والافكار السياسية
وكيفية الوصول إلى اهدافهن في ظل اوضاع امنية غير مستقرة حاليا، فرضت عليهن توجهات كان لها تاثير في نظرتهن إلى طبيعة القائمة الانتخابية سواء كانت مغلقة أو مفتوحة لكنهن اتفقن في الامنية وهي الفوز بمقعد في البرلمان. فسناء السعدي (مستقلة) تفضل القائمة المغلقة وتراها أكثر امنا لها، فيما ترى دلال القاسمي، تنتمي لتيار اسلامي أن القائمة المفتوحة حل ديمقراطي يتيح للناخبين اختيار الافضل من بين المرشحين، اما زهرة عبد الرحمن القيسي التي تنتمي لتيار علماني، فهي تؤيد القائمة المفتوحة لكنها قلقة بذات الوقت من استهداف المسلحين لها. وقالت سناء السعدي (40 عاما) تعمل مدرسة بحسب وكالة انباء (شينخوا) «ادرك اهمية مشاركة المراة في العمل السياسي باعتبارها نصف المجتمع ولديها الامكانية في تغيير الكثير من الرؤى والافكار والحصول على حقوق اكثر للمرأة، لكن عالم السياسة ليس يسيرا وآمنا بل محفوفاً بالاخطار». واعربت عن تأييدها للقائمة المغلقة، ملمحة انها ربما تبتعد عن السياسة في حال تم اعتماد القائمة المفتوحة حتى لاتتسبب في الحاق اذى لعائلتها باي شكل من الاشكال، لانها تسكن حاليا في الاحياء الغربية لمدينة بعقوبة مركز المحافظة، وهي منطقة لاتزال غير آمنة بالنسبة لاي ناشط في مجال السياسة. واشارت إلى أنها لاتزال مترددة في قبول عرض لاحد الاحزاب السياسية من اجل أن تشترك في قوائمه الانتخابية وتصبح احدى مرشحيه المستقلين في الانتخابات البرلمانية المقبلة. واوضحت السعدي: أن النساء المستقلات لايتمتعن باي شيء سوى اسمائهن اما اللواتي ينتمين إلى احزاب سياسية نافذة فهناك الكثير من سبل الحماية متوفرة لهن بعكس المستقلات اللائي هن اقرب إلى الخطر. واضافت أن هناك انفتاحاً واسعاً وايجابياً في نظرة الاحزاب السياسية تجاه استقطاب الشخصيات المستقلة إلى قوائمها الانتخابية والابتعاد عن القوائم الحزبية 100 في المائة لاعطاء صورة اكثر تنوعا وقبولا للمواطنين وبالتالي كسب اصواتهم في الانتخابات المقبلة. اما دلال دهام القاسمي (36 عاما) طبيبة نسائية فهي مرشحة ضمن قائمة حزب اسلامي فقد قالت: «الدستور العراقي منح المرأة حقاً في صنع القرار، لذا لابد أن لانضيع الفرصة بحجة الخوف من اصداء الانفجارات ونعيش في سبات داخل منازلنا» ، مؤكدة أن دخول المرأة معترك العمل السياسي له ايجابيات كثيرة لانها جزء هام من المجتمع ويمكنها أن تساعد في ايجاد الحلول الناجعة في كافة الملفات الهامة التي تهم الشعب. وترى القاسمي أن القائمة المفتوحة هي الحل الديمقراطي الذي يوفر للناخبين حرية الاختيار بين المرشحين، قائلة «هذا ما نريده ونأمل أن يتحقق»، مشددة على انها لاتخاف من اين يكون اسمها واضحاً للعيان لان طريق الخوف لايمكن أن يؤدي إلى النجاح ولابد للمرشح أن يكون قوياً لكي يواجه الصعاب. واعربت عن أملها في تحقق النجاح والفوز بمقعد في البرلمان المقبل للاسهام في وضع الحلول للكثير من الملفات العالقة ومنها الصحة والاطفال والبيئة. الوضع الامني اثار القلق لدى زهرة القيسي (45 عاما) تعمل مهندسة في دائرة حكومية ومرشحة ضمن تيار سياسي علماني، وفرض عليها احتمالية تغيير سكنها خوفا من الحاق الاذى بها اذا ما اعتمدت القائمة المفتوحة رغم انها ترى ان القائمة المفتوحة هي الحل الوحيد للديمقراطية وتحقيق المساواة واعطاء فرصة حرية الاختيار للناخب. وتحاول القيسي أن توفق بين قلقها المزمن منذ شهور حيال الوضع الامني غير المستقر وبين رغبتها بالقائمة المفتوحة لذا سيكون امامها عدة خيارات عند اعلان البرلمان طبيعة القائمة، وهي اما الانتقال للسكن في منطقة اكثر امانا، وهي ترى أن هذا الخيار اكثر ملائمة لها، لانها تجد في مشاركة المرأة في الانتخابات حقاً ينبغي أن لاتخسره، معربة عن املها بالفوز لتحقيق مطالب النساء وخاصة الارامل منهن. ويشار الى أن البرلمان فشل ست مرات حتى الان في اقرار قانون الانتخابات الجديد، التي من المقرر ان تجري في 16 كانون الاول المقبل، نتيجة عدم توافق الكتل البرلمانية فيما بينها على عدد من القضايا.
ثلاث عراقيات اختلفن في الرؤى والأفكار واتفقن على أمنية الفوز بـمقعد نـيابي
نشر في: 31 أكتوبر, 2009: 06:52 م