استديوهات واماكن تصوير كبيرة تفوقت على البلدان العربية الاخرى، يصاحبها انتاج ضخم وممثلون بارعون، انتجت دراما تاريخية عراقية رائعة منها (مسلسل المتنبي، وامعتصماه، الفرج بعد الشدة، دمشق حبيبتي، النعمان الكبير، حرب البسوس، محمد رسول الحرية، قاضي القضاة)
استديوهات واماكن تصوير كبيرة تفوقت على البلدان العربية الاخرى، يصاحبها انتاج ضخم وممثلون بارعون، انتجت دراما تاريخية عراقية رائعة منها (مسلسل المتنبي، وامعتصماه، الفرج بعد الشدة، دمشق حبيبتي، النعمان الكبير، حرب البسوس، محمد رسول الحرية، قاضي القضاة) دراما عراقية اشاد بها العالم العربي حتى انها جذبت الممثلين العرب لكي يدخلوها والبعض الاخر منهم كان يحلم ان دوراً فيها، وبرغم النجاح الباهر الذي حققته الدراما التاريخية في العراق الاانها اختفت بعد العام 2003.
ان "غياب هذا النوع من الدراما يعود لاسباب منها وجود جهات معينة في البلد لديها تحفظ على هذه الشخصية التاريخية او تلك ولذلك يبتعد المنتجون والقنوات الفضائية عن انتاجها لكي لايثيروا خلافا بين تلك الجهات في البلاد" حسب مايقول الممثل ستار خضير، في حديثه لـ"المدى"، ويضيف "فضلا عن ان القنوات المنتجة تستهل الاعمال الدرامية غير التاريخية، لان الدراما التاريخية تحتاج الى ازياء خاصة والى اكسسوارات وديكورات وهذه الاشياء مكلفة ماديا.
ويوافقه الرأي الممثل عبد الجبار الشرقاوي ويقول "في العراق يوجد الكثير من الاحزاب السياسية ذات الطابع الديني والعمل التاريخي به متناقضات و احداث مختلف عليها يمكن ان تثير حفيظة احد الاطراف ولهذا فان اي جهة انتاجية لاتريد ان تدخل في هذا المجال وتكون عرضة للتساؤل او حتى الاتهام، ويتابع "فضلا عن ان الدراما التاريخية تحتاج الى كم كبير من الممثلين المتمرسين على اللغة العربية الفصحى ويتكلمون بسلاسة ويسر لكي تكون اللغة مقبولة للمتلقي، لافتا الى ان "المشكلة الكبيرة ان هذا النوع من المسلسلات يحتاج الى طواقم تمثيل كبيرة وهذا ما لايملكه البلد حاليا فضلا عن انها تحتاج الى عديد غير قليل من الاشخاص المتخصصين بالمبارزة..وكان لدينا مثل هؤلاء الاشخاص لكن غادروا البلد.
افتقار العراق الى التفاصيل التكميلية من اماكن تصوير مناسبة للمراحل التاريخية العديدة واستديوهات خاصة ومصممين ديكور ضليعين بطراز المعمار المناسب لكل مرحلة تاريخية قد يكون احد الاسباب الرئيسة المهمة لغياب هذه الدراما حسب ماتقول الممثلة آلاء حسين، وتضيف "الدراما التارخية تحتاج الى استديوهات ضخمة واماكن جاهزة للتصوير من مؤلفين يكتبون المراحل التاريخية المختلفة و مراجعين تاريخيين للنصوص.
واشارت حسين الى انه "كانت القناة الرسمية للعراق تمتلك كل هذه التفاصيل اضافة الى ورشات عمل تصنع ماتحتاجه هذه الدراما وهم على خبرة عالية بفرق المراحل التاريخية سواء من ناحية الازياء والاكسسوار والديكورات، اما الان لااعرف ماهو الحاصل ولكن بالتأكيد يوجد خطأ كبير ، فقدنا الدراما التاريخية رغم انا العراق كان متقدما بها مثل مسلسل (وا معتصماه) الذي سوق الى جميع البلدان العربية.
وقالت "للاسف حدث هذا التراجع بعد العام 2003 بعد قصف الاستديوهات وتغير ملاك قناة المحطة الرسمية".
من جانبه بين المنتج والمخرج خليل ابراهيم موسى الذي عمل كمدير انتاج في اكثر من ثمانية اعمال تاريخية منها مسلسل ابو الطيب المنتبي، ان "الدولة كانت تدعم المسلسلات التاريخية ولم تكن في ذلك الوقت شركات انتاج".
وذكر ان "الدولة هي الجهة الوحيدة القادرة على انتاج دراما تاريخية لان هذا النوع من الدراما يحتاج الى اموال كبيرة اذ ان العمل التاريخي يكلف ثلاثة اضعاف المسلسل المودرن لذلك عزفت شركات الانتاج عنها لانها جهة تهتم بالربح". ورغم تأكيد موسى على ان دولة قادرة على انتاج عدد كبير من المسلسلات التاريخية الا انه قال ان "روتين الدولة قاتل وسيؤدي الى فشل الاعمال التي تتولى انتاجها فضلا عن ان الاجور التي تعطيها الدولة اقل بكثير من اجور الشركات الاهلية رغم ان الدولة تمتلك الاجهزة والمعدات"
واشار الى ان "في العراق لم تحدث ديمومة فنية لذلك لانملك نجوم شباك وممثلين يبحث عنهم الجمهور وبذلك فأن العملية الانتاجية هي تجارة وصناعة لذلك لايستطع المنتج ان يضع امواله في عملية غير مربحة، فضلا عن ان البلد لايملك فنيين جيدين ممايضطر الى استيراد فنيين من خارج البلد وهذا يضاعف من تكاليف العملية الانتاجية".
ولفت الى ان "هناك اعمال تاريخية كتبت وقدمت الى الدولة لكنها مركنونه على الرفوف الى الان ولا اعلم لماذا لاينتجونها..نحن بحاجة الى قانون للفن والفنانين كما في البلدان العربية".
الممثل محمد هاشم يعتقد ان الميزانية المكلفة للاعمال التاريخية هي السبب الرئيس لغياب هذه الدراما مطالبا الدولة الاهتمام بهذا الموضوع خاصة قناة العراقية، وشدد على ان واجب الدولة هو توضيح التاريخ الاسلامي والعربي اذ ان هناك مواضع كثيرة مشرقة يجب تسليط الضوء عليها، وهذا ماكان يقوم به تلفزيون الدولة سابقا".
من جانبه بين المخرج عزام صالح ان "العراق لم ينجح ابدا في الدراما التاريخية، لافتا الى ان "تاريخ العراق القريب حين كتب على شكل مسلسل دمر لانه منح الى اشخاص يهتمون بالربح فقط اذ ان المنتج المنفذ لايجهز التفاصيل التكميلية للعمل رغم اهميتها ويقتصر على جدران وصور ولذلك فان الدراما العراقية بائسة".
وذكر ان "الدراما التاريخية تحتاج الى كتاب دراما ناضجين وهذا مالانمتلكه واتوقع ان تستمر هذه الازمة لعدم وجود مؤسسات تحتضن الدراما".