عبدالله السكوتييحكى ان احد الاشخاص كلف احد وجهاء بلدته ليخطب له بنت احد (المجارية) لابنه، والمجاري من يتعامل مع الحمير في عمله كأن تكون لديه عربة اوحمار فقط ، يحمل عليه اغراض الناس مقابل اجر معين. ذهب الوجيه الى دار (المجاري)
وفاتحه في امر الخطبة فلم يوافق فحاول الوجيه حمله على القبول بكل الوسائل الممكنة والمقنعة فلم يفلح، وكان الوجيه يكلمه بكلام حسن ، فلاحظ عدم اهتمامه به، ولما فشل في مهمته غادر داره اسفا ، ولم يشيعه حسب العادة الجارية الى باب الدار، وعند خروجه من الدار التقى به احد الاشخاص وكان صديقا حميما (للمجاري) استغرب من وجود الوجيه في هذه الدار، وحين سأله عن السبب قص الوجيه له القصة بكاملها فتأثر الرجل لطيبته ولما لاقاه من اهمال، وقال له: الان سأستحصل لك موافقته وامامك. طرق الباب وعندما خرج (المجاري) اخذ الرجل يكيل له السباب والشتائم كيلا، و(المجاري) يضحك وبعد ذلك فاتحه بأمر خطوبة ابنته لنفس الشخص الذي جاء الوجيه من اجله، فوافق (المجاري) في الحال، سأله الرجل لماذا لم توافق عندما خطبها منك الوجيه، قال :لم يتكلم معي بما تكلمت انت..!. هذا بيت القصيد، الكلام المفهوم ونوعية الكلام ومتلقيه، نكتب وننتقد ولاسميع ولامجيب، هل نقول كلاما غير مفهوم ، ام المطلوب منا ان نتكلم بلغة القوم كي يروا مالم يروا؟ قلنا ان الجيش داخل المدن وحسب تقاليد وعرف العسكرية غير مؤثر على اعتبار ان تدريباته تكون دائما على معارك برية تدخل فيها الخطط العسكرية واستخدام الاسلحة الثقيلة وزرع الالغام لاعاقة العدو من التقدم باتجاه القطعات اما دك المناطق المعادية فيتم باستخدام المدفعية الثقيلة ومن ثم التطهير والسيطرة. مايجري في بغداد وباقي المحافظات يحتاج الى جهود مخابراتية ذات معرفة بعدد الجماعات المسلحة لرصدها بصورة جيدة والسيطرة على حركتها وتحديدها ، لكن اجهزة المحاصصة البغيضة وقوانينها لم تعط فرصة لعقليات ربما كانت ستؤدي العمل بشكل اكثر اتقانا ، تصرفهم هذا ينبي وكأن الارض خلت الا من بعض القيادات الامنية المتنفذة مع العلم ان هؤلاء فشلوا بشهادة القاصي والداني ، وحتى انهم اثروا تأثيرا كبيرا على منجزات الحكومة في الجانب الامني ولذا ذهبت الجهود بحادثين ارهابيين ادراج الريح. ما نريد ان نركز عليه انك من الممكن ان تكلم الناس باسلوب تشعر انت انه الصواب ولكن حين لا ترى ثمارا مرجوة من كلامك عليك ان تلجأ الى اسلوب آخر، جميع الدول المجاورة للعراق تتكلم بمنطق مخابراتي حتى اصبحت الارض العراقية ساحة لتصفية حسابات هذه الدول مخابراتيا، لهذا من المهم ان ينقي العراق اجهزته ويطورها ولانريد بهذا العسكرة لكننا نحاول ان نحمي انفسنا ونحمي بلادنا ، هل من المعقول ان نكون الجزء الرخو في محيطنا، لقد امتاز العراقيون بعقليات فذة ومتقدة ولايمكن ان يكون هؤلاء الرعاع اكثر فطنة ليقتلوا ابناءنا امام اعيننا وفي عقر دارنا، لم يقتصر العقل العراقي على كم ضابط غير كفوء من الممكن استبدالهم ، حتى نظرة الناس اصبحت مختلفة اليهم ، واصبح كلامهم اكثر من فعلهم واصبحوا على شاشات الفضائيات غير مرحب بهم ، لماذا الاحتفاض بهم اهي مجاملة وعلى ماذا نجامل على دمائنا؟ كثير من البلدان مرت بظروف مشابهة واستطاعت بحنكة السياسيين وميدانية وعمل العسكر ان تسيطر على مايدور على اراضيها والا لكانت القاعدة المتطرفة تسيطر الان على ثلاثة ارباع العالم. من الممكن ان يخسر المرء معركة او اثنتين ولكن من المعيب ان يخسر جميع المعارك وكمارأينا (المجارية) يفهمون بعضهم.