ما الذي يمنع القادة الشيعة من خارج دولة القانون عن الاجتماع من أجل خلق كفَّة شيعية توازن كفَّة دولة القانون التي تكاد أن تقلب ميزان المعادلات في العراق؟ ما الذي يمنع التيار الصدري والمجلس الأعلى وحزب الفضيلة من أن يلتقوا لتوحيد وجهة نظر مستقلة إزاء الأحداث؟ فالوضع في العراق ينزلق الى منحدر الحرب الأهلية، وليس ثمة ما يدعو إلى التفاؤل بشأن إطفاء هذه الحرب. فإذا أخذنا بنظر الاعتبار تأكيدات البعض من أن تشكيلاً من المقاتلين العراقيين يسمى بـ"لواء أبو الفضل العباس" يخوض قتالاً عنيفاً في دمشق للدفاع عن مرقد السيدة زينب ضد محاولات هدمه ونبشه كما حدث لمراقد أخرى. إذا أخذنا هذا القتال بنظر الاعتبار نستطيع أن نفهم أن الشأن العراقي لم يعد داخلياً. وإذا كان المسلح العراقي يقاتل للدفاع عن شأن شيعي في سوريا، ويحظى بدعم ومؤازرة بعض الشيعة العراقيين، فما الذي يمنع المسلح السوري من القتال دفاعاً عن شأن سني في العراق؟ وما الذي يمنع بعض السنة العراقيين من مؤازرته ودعمه؟
إذن نحن على وشك انفجار في الأحداث مخيف، فهل يراقب "قادة الشيعة" التطورات التي تدفع بنا تجاه هذا الانفجار؟ وهل يقدرون خطورته؟ التيار الصدري من جهته ـ وكما يظهر جلياً ـ أكثر القوى الشيعية شعوراً بأهمية أن يستقر الداخل العراقي بهذا الوقت العصيب، ومن هنا فهم أكثر الكتل الشيعية نشاطاً باتجاه لملمة التشظي العراقي. لكن موقف حزب الفضيلة والمجلس الأعلى أقل نشاطاً ووضوحاً، فهل هم مقتنعون بالسكة التي يسير فيها ائتلاف دولة القانون ويدفع العراق عليها؟ هل هم مقتنعون بمخططات التآمر التي يعمل عليها حزب البعث وتحذر منها دولة القانون؟ إذا كانوا مقتنعين حقاً فهم مطالبون بأن يكشفوا لنا مبررات هذه القناعة، لتفهم نخبة هذا البلد، على الأقل، حقيقة المصير الذي يتجه صوبه. لا يعقل أن يبقى حال النخبة كحال "الأطرش بالزفة". وإذا لم يكونوا مقتنعين، فالمسؤولية، الأخلاقية والشرعية والوطنية والإنسانية، تحتم عليهم أن يتخذوا مواقف أكثر وضوحاً وقوة.
لم يعد أمامنا الكثير من الوقت، وأصوات الاعتدال التي تعالت في "الجبهة السنية" مؤخراً أخذت تختنق من جديد بسبب تصعيدات دولة القانون. وأخذت تفقد مبررات وجودها في الأوساط التي تحاول السيطرة عليها، الأمر الذي يلقي الكرة في الملعب الشيعي، وهو ملعب الجهة الماسكة بحكم البلد والمسؤولة مسؤولية مباشرة عن مصيره.
ماذا عن المجلس والفضيلة؟
[post-views]
نشر في: 22 مايو, 2013: 10:01 م
جميع التعليقات 4
هاشم البهادلي
نتفق في بعض ماقلته ونختلف في عبارة شان شيعي في سوريا فزينب عليعا السلام لكل زمان ومكان وشانا اسلاميا عالميا لايمكن مقارنته بهذه المقاربه التي ذكرتها
ابو احمد
هل ان الكاتب معتقد بما يقوله عن جهد التيار الصدري للتقريب وهل نسي الى اي جهة يعود جيش المهدي وهل نسي التدخل الايراني في سحب المقاتلين العراقيين الى سوريا فإذا كان ناسياً فليجرب كتابة المقال من جديد ليعرف ان كثيراً من الدعوات الى توحيد الصف ماهي الا كلام ل
عبد الرحمن الجبوري
عزيزي الاستاذ ابو غيث لقد ارتضينا لانفسناعندما وضعنا في الدستور ان الاسلام مصدر التشريع . لقد قبلنا من العراقين الذين يؤمن بولاية الفقيه ان يكون مصدر التشريع والالهام لديهم نظرية ولاية الفقيه في نفس الوقت اعطينافيه الحق لمن يتبع السلفيه الجهادية وفكر القا
قاسم عبد اللة
رأيكم سديد وبناء .... المشكلة ان قيادة الاحزاب السياسية الشيعية( وليس الشيعة) محكومون بأرادة ايران سواء من ارتضى منهم ام من اكرة علية....